خبراء: احتشاد أبناء الشعب خلال زيارة ماكرون للعريش رسالة لأوروبا لرفض تهجير الفلسطينيين

الرئيس السيسى ونظيره الفرنسى
(أ ش أ)
الثلاثاء، 08 أبريل 2025 06:00 م

أكد خبراء أهمية الرسائل والدلالات التى حملتها زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون برفقة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مدينة العريش بشمال سيناء فى سياق تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى قطاع غزة، وإبراز الدعم الفرنسي لمصر لجهودها المتواصلة في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والتأكيد على أهمية وقف إطلاق النار الفورى لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.
وشدد الخبراء - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، على أهمية الرسالة التي بعث بها أبناء شعب مصر إلى أوروبا والمجتمع الدولي، من خلال احتشادهم بالعريش تزامناً مع زيارة الرئيس الفرنسي ، حيث عبروا عن غضبهم ورفضهم لاستئناف حرب الإبادة ولمحاولات تهجير الفلسطينيين وكذلك للإشادة في الوقت ذاته بموقف فرنسا الداعم للقضية الفلسطينية.
وفي هذا الإطار .. قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق : إن توجه الرئيس الفرنسي إلى العريش يحمل أهمية سياسية وإعلامية في ذات الوقت..موضحاً أنه من الناحية السياسية فإن تلك الزيارة تؤكد تطابق الموقف الفرنسي والمصري الرافض تماماً لاستئناف إسرائيل القتال وإغلاق المعابر وحصار الشعب الفلسطيني ومنع وصول المساعدات الإنسانية اليه.
وأضاف : "أن هذا الرفض ليس سياسياً فقط بل شاهد العالم الرفض والغضب الشعبي من خلال احتشاد أبناء شعب مصر بالعريش تزامنا مع تواجد الرئيس ماكرون لإرسال تلك الرسالة إلى أوروبا والمجتمع الدولي ولإعادة التذكير بأن شعب مصر لن يقبل بظلم أو تهجير الفلسطينيين من وطنهم".
وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أهمية تذكير الدول الأوروبية أيضاً بانتهاك إسرائيل المستمر للقوانين الدولية وحقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفيما يتعلق بأهمية الزيارة من الناحية الإعلامية .. نوه السفير رخا أحمد حسن بأهمية تواجد الإعلام الأوروبي والعالمي خلال زيارة الرئيس الفرنسي للعريش ؛ ليشاهد بنفسه المساعدات الفرنسية والدولية وكل المساعدات المعطلة بالمطار والميناء ، وكذلك تكدس الشاحنات على الجانب المصري بسبب إغلاق إسرائيل لمعبري رفح وكرم أبوسالم ؛ بهدف تجويع الفلسطينيين وإجبارهم على الخروج من أرضهم.
وأشار إلى أهمية وقوف الرئيس الفرنسي والإعلام الدولي على تعطل اللجنة الأوروبية الموجودة في تلك المنطقة من أجل الإشراف على المعابر، حيث التقى ماكرون مع العناصر الفرنسية المكلفة بتلك المهمة ضمن هذه اللجنة.
وشدد على أن تلك الزيارة مثلت فرصة للإعلام الدولي الذي لا يأتي لتلك المنطقة إلا نادراً لمتابعة تلك الحشود المصرية الغاصبة وكذلك المساعدات المعطلة والشاحنات المكدسة التي تحمل مواد قد تتلف من الشمس أو تنتهي صلاحيتها مع طول الانتظار.
ونوه بأن تلك الزيارة جاءت مع استئناف حرب الإبادة ونزيف الدماء وتزامناً مع وجود رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في واشنطن وتحريضه على القتال والتهجير.
واختتم السفير رخا أحمد حسن تصريحاته مشيداً بدعم فرنسا لخطة إعادة إعمار قطاع غزة ورفضها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتأييدها لسرعة وقف إطلاق النار وبدء مرحلة التعافي والخطة المصرية لبناء قطاع غزة من جديد.
ومن جهته .. قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية : إن زيارة الرئيس الفرنسي للعريش تحمل دلالات سياسية واستراتيجية كبيرة، نظراً لأهمية تلك المنطقة الحدودية، كما تؤكد بطبيعة الحال على الحضور الأوروبي والفرنسي في تلك الأزمة والحرص على الوقوف على تفاصيل ما يحدث هناك ومن أقرب نقطة ممكنة من معبر رفح.
ورأى الدكتور طارق فهمي أن وجود الرئيس الفرنسي في العريش يؤكد رفضه للإجراءات الإسرائيلية الساعية إلى إبادة أو تهجير أو ترحيل أو تسكين الفلسطينيين، كما تعبر عن التقدير لجهود مصر واضطلاعها بمسئوليتها خلال تلك الأزمة.
وأوضح أن الزيارة الحالية للرئيس الفرنسي تعد دعما لجهود مصر ، حيث أعرب عن تقديره لثوابت الموقف المصري من القضية الفلسطينية .. منوهاً بأن مصر قيادة وشعبا تثمن عالياً موقف وشجاعة رئيس فرنسا من تواجده بالعريش في ظل القتال والحصار وتلك الظروف المأساوية.
واختتم المحلل السياسي تصريحاته بالقول : "إن فرنسا سجلت من خلال هذه الزيارة موقفها الرافض للقتل والظلم ودعمها للقانون الدولي وللحرية والعدل والسلام".. متوقعاً أن يكون لهذا الموقف الإيجابي من تلك الدولة الأوروبية الكبيرة ، انعكاسات مهمة على كل المستويات.
من جانبه أكد لواء طيار دكتور هشام الحلبي المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية أن توجه الرئيس الفرنسي إلى مدينة العريش أي بالقرب من معبر رفح أو الحدود المصرية الفلسطينية يمثل دعماً فرنسياً واضحاً للفسطينيين وللجهود المصرية المضنية والمتواصلة في منذ بدء الأحداث في أكتوبر 2023.
وقال اللوء هشام الحلبي : إن هذه الزيارة تعتبر مثالاً واقعياً للسياسة المصرية الواعية والعملية لحشد المجتمع الدولي والقوى الدولية لدعم القضية الفلسطينية، خاصة من الدولة الفرنسية ذات الثقل السياسي والعسكري في أوروبا والعالم.
وأضاف : "أن توجه الرئيس ماكرون للعريش يثبت كذلك أن ما قاله ووعوده كانت حقيقة نراها اليوم على أرض الواقع؛ إذ يبعث برسالة واضحة من تلك المنطقة تؤيد القضية الفلسطينية وترفض التهجير وتدعو لوقف إطلاق النار وسرعة إدخال المساعدات الإغاثية إلى غزة، وضرورة البدء في تنفيذ الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار القطاع".
وتابع : أن تواجد الرئيس الفرنسي في العريش حاملاً هذه الرسائل يمثل أهمية بالغة، كما يسمح لتلك الدولة الأوروبية الكبيرة بالوقوف على الأوضاع في هذه المنطقة المكتظة بالشاحنات المحملة بالمواد والمساعدات الإغاثية على اختلاف أشكالها وأنواعها، حيث إن مصر كرست مدينة العريش بمطارها ومينائها لاستقبال المساعدات الإنسانية، فضلاً عن وجود منطقة استقبال لوجستية لكل تلك الاحتياجات الضخمة.
وأشار إلى أن القيادة الفرنسية اطلعت بنفسها على هذا الوضع الصعب؛ حيث مُنعت الشاحنات والمساعدات من العبور لإغاثة أهل غزة في أزمتهم الإنسانية بالإضافة إلى الاطلاع على مدى جاهزية مصر والشركات لبدء تنفيذ خطة إعادة الإعمار.
وأكد اللواء هشام الحلبي أن زيارة العريش تحمل مؤشرات عملية وإيجابية خاصة أن فرنسا تقود سياسة أوروبا وقادرة على حشد الدعم الدولي للدفع نحو بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة ورفض كل السياسات التي تنتهك القانون الدولي.
واختتم الخبير الاستراتيجي تصريحاته بالتنويه إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر كانت مختلفة عن بروتوكولات زيارات رؤساء الدول ، إذ وضعت بروتوكولاً جديداً وأسلوباً مختلفاً لزيارة رئيس دولة صديقة، وهو ما كان واضحاً في اللقاءات والزيارات التي قام بها الرئيس الفرنسي في القاهرة التاريخية أي في حي خان الخليلي وتفقده مترو الأنفاق وجامعة القاهرة وأخيراً مدينة العريش.
لا يفوتك