الحب ما يعرفش مستحيل.. "مايسة وخالد" انتصرا على نظرة المجتمع لذوي الإعاقة بالزفاف
الحب لا يعرف المستحيل، فحين يدق القلب يضخ له العقل. حتى إذا كان التفكير مستمر والصراع دائم ما بين الإنصياع لقبول تلك الدقاق والمشاعر الرقيقة التي تصل بك إلى عنان السماء أو رفضها، ولكن في النهاية يرفع العقل الراية البيضاء وينتصر القلب، خاصة إذا كانت قصتنا تمس مجتمعنا المصرى وعادات وتقاليد وأفكار متحجرة، تمنع شخص من فئة ذوى الإحتياجات الخاصة يجلس على كرسي متحرك بالزوج من إنسانة تكتمل خلقتها وتتمتع بصحة جيدة.
"مايسة وخالد" عروسان من محافظة الشرقية، نموذج ناجح لم يعرفا المستحيل "اليوم السابع" شارك الحبيبات يومًا من حياتهما، وكشف عن سر سعادتهما، إلتقينا مع خالد السيد جلال ليسانس الأداب قال: حين رأيتها شعرت أنها من ستكمل معى مشوار حياتى، كنت مدرس الفلسفة لأختها الصغرى في المرحلة الثانوية، انتظرت حتى شعرت بأنها تبادلنى نفس الشعور الذى بداخلى، فصارحتها بكم المشاعر الطبية التي بداخلى لها وسعدت أنها تبادلنى نفس الشعور.
يعود خالد بنا للخلف ليسترجع سنوات عمره الماضية قائلًأ" أمى وأبويا لهم كل الفضل عليا اتحولت بسببهم من انسان محتاج للمساعدة لإنسان تانى هو إللى بيقدم المساعدة للأخرين، من صغرى بعتمد على نفسي، أنا مس حاسس أن ناقصنى أي حاجة بالعكس كنت بعمل كل متعلقاتى الشخصية بنفسي من غير مساعدة، دخلت مدارس وكنت السابع على الثانوية العسكرية هنا في الشرقية، ودخلت كلية الأداب كنت بذاكر كويس لفترات طويلة وماكنش بحس بأى تعب، عمرى ما حسيت إنى من ذوى الإعاقة".
يعانى خالد منذ صغره بهشاشة العظام الذى أثر على نموه وأصبح غير مكتمل، رضي الشاب بقضاء الله وعاش طوال حياته الـ 29 عامًا يثبت فيها لكل من يراه أنه قادر الأفعال مثل الأخرين ولكن بإختلاف، عمل مدرس فلسفة لطلاب الثاثونية الخاصة في مراكز الدورس الخصوصية، والأن بعد غلقها بقرارات حكومية، غير نشاطه وعمل مصمم جرافيك .
يكمل الحبيب قصة حبه قائلًا: انتصرنا بالحب فمنذ أن تعرفت على مايسة وجدت فيها الإنسانة الطيبة الحنونة تحب مساعدة الأخرين، خاصة أننا جمعتنا جمعية شباب المستقبل بالشرقية لتنمية المجتمع وكفالة اليتيم، نجحنا سويًا في تغير حياة بعض الأسر المحتاجة، وكانت هذه قمة سعادتنا، بعدها انضمينا إلى حزب مستقبل وطن وأصبحت أمين مساعد لذوى الاحتياجات الخاصة بالحزب داخل محافظة الشرقية.
وتابع خالد" تقدمت لخطبة مايسة والحمد لله لم أجد أي أعتراض من عائلتها، بالعكس كانوا سعداء ودعمونى جدًا، لكن ما حدث من معوقات كان من أشخاص يعيشون بيننا، بدأت المكايد والأقاويل التي تفسد الحياة ولكننا تخطيناها، مايسة تتسم بالأخلاق والقيم وبالإضافة إلى أن معظم تصرفاتها تشبه أمى لهذا السببب أحببتها أكثر وأتمنى أن نجب بنت جميلة تشبهها في كل شيء واقضى معها بقيت عمرى.
مايسة محمد 23 سنة الزوجة والحبيبة لخالد جلال، تقول" خالد بالنسبة لى كان كل حاجة وحلم عمرى، قصة حبنا كانت سنتين، قابلنا فيها مشاكل كتير وعدينها والحمد لله وصلنا للإحنا عاوزينه واتجوزنا، كلام الناس كان كتير رغم أن أهلى كانوا موافقين لكن الناس كانت بتقول ازاى تتجوزيه هو مابنفعش دع معاق لكن ما كنتش بسمع لكلام أي حد لأنى بحبه جدًا، عمرى ما حسيت أن في أختلاف بنا دائما شيفاه أحسن من ناس كتير وأحسن منى كمان".
وتابعت مايسة" كنا بنخرج وبنتفسح وجابلي هديا كتير وعمالى عيد ميلاد، هدياه ليا مختلفة وجميلة، جابلى ساعة عليها صورتنا، وفى هديا بيعملها هو بنفسه، خالد طيب جدًا وحنين وكريم جدًا ماتنمنش حاجة غير لما عملهالى، بكون في قمة سعادتى وأنا جنبه وشيفاه بعينى، بيغير عليا وانا كمان بغير عليه جدًا، أتمنى أجيب قطعة منه وأسميه على إسم والده ، أقول لكل بنت أوعى تتنزلى عن حبك وتمسكى بيه طالما هو يستاهل التضحية عشانه، وأقول لخالد ربنا يخليك ليا وماتحرمش منك ".