زمن الخراب.. حكاية مسجد الروضة الشاهد على أبشع عمليات الإرهاب
مرت السنوات الماضية على الدولة المصرية، وهى تواجه آثار فترات الخراب التي طالت فيها أيادى الإرهابيين والجماعات المتطرفة وعناصر جماعة الإخوان، مؤسسات الدولة ومختلف أطياف الشعب، ومن بين تلك الحكايات الشاهدة على زمن الخراب وزمن البناء، العملية الإرهابية التي حدثت بمسجد الروضة بشمال سيناء.
فى 25 نوفمبر 2017 وتحديدا أثناء صلاة الجمعة، كانت مصر على موعد مع واحد من أبشع الجرائم الإرهاسبية على الإطلاق وهو تفجير مسجد الروضة بقرية بئر العبد بمنطقة شمال سيناء والذى راح ضحيته 305 شهداء و128 مصابا.
بين ليلة وضحاها اتشحت القرية بالسواد واعلنت رئاسة الجمهورية الحداد ثلاثة أيام ونددت الدول العربية والغربية بهذا الحادث الدموى، يقع مسجد روضة الشهداء فى منطقة صحراوية على الطريق الدولى "العريش – قنطرة" ويتبع وزارة الأوقاف.
المسجد من الداخل يتسع لقرابة 400 مصلى ويقع بجواره زاوية خاصة بالطرق الصوفية، واستغل الإرهابيون انشغال المصلين بتأدية صلاة الجمعة وقاموا بزرع عبوات ناسفة داخل المسجد وخارجه وما ان أعلن الإمام انتهاء الصلاة حتى انفجرت العبوات ثم استهدفت المجموعة المهاجمة المصلين من خلال قذائف صاروخية.
وعندما فر عدد منهم فى الخارج كان فى استقبالهم مجموعة أخرى باستعمال رشاشات وبنادق آلية من أعيرة مختلفة، وأسفر هذا العمل الإرهابى عن موت المئات واصابة العشرات من بينهم الأطفال.
أيام قليلة مرت على الحادث وبدأت أعمال ترميمه على نفقة وزارة الأوقاف بتكلفة بلغت 86 ألف جنيه وافتتاحه فى الذكرى الأولى للحادث، واستجابة لرغبة الأهالى، استبدلت مديرية الأوقاف بالمحافظة اسم المسجد من مسجد الروضة إلى روضة الشهداء تخليدا لذكراهم.
ليس هذا فحسب بل جاء ثأر الدولة المصرية لضحايا هذه المجزرة عندما استهدفت غارة للقوات المصرية مكونة من طائرتين، سيارتين فى منطقة الريشة قرب قرية الروضة تقلان إرهابيين متورطين فى هذا الحادث مما أسفر عن مقتل 15 مسلحا.
بالإضافة إلى أن 30 عنصرا ارهابيا أخرين لقوا مصرعهم فى حملة مداهمات بقرية الريسان وسط سيناء، ثأرت الدولة لشهدائها الأبرار ، ورممت أثار الإرهاب الغاشم ، ولكن كل شىء فى قرية بئر العبد سيظل حاملا ذكرى وتفاصيل هذا العمل الإرهابى وغاضبا منه .