الشرقية تعيد إحياء ذكرى وقفة عرابى فى عيدها القومى.. فيديو
"لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا"، هو رد الزعيم أحمد عرابى ابن محافظة الشرقية أمام الخديوى توفيق بساحة قصر عابدين، ضد الظلم والاستبداد فى يوم 9 سبتمبر عام 1882، لتندلع منها شرارة الثورة العرابية.
لم يكن يدرى العامل البسيط الحاج محمد نبيل عرابى محمد أحمد عرابى الرجل السبعينى حفيد عرابى، أنه سيأتى يوم ويقوم بدور جده، لإحياء ذكرى وقفته فى احتفالية يشهدها المحافظ الدكتور ممدوح غراب ومدير الأمن وأعضاء مجلس النواب والآلاف من أبناء المحافظة، وتلك الذكرى التى تحتفى بها المحافظة وتتخذها عيدا قوميا لأكثر من نصف قرن، وتوقف إحياؤها خلال السنوات الماضية.
داخل مركز شباب أحمد عرابى بقرية هرية رزنة التابعة لمركز الزقازيق، يجرى العمل على قدم وساق، من تحضيرات لبروفات للعرض، وشارك "دوت مصر" فى البروفة قبل الأخيرة.
قال محمد عرابى حفيد الزعيم، سعادتى لا توصف باختيارى بإحياء ذكرى جدى، فطوال عمرى 72 عاما عرابى هو رمز فخر لنا، لكنى كنت رجلا بسيطا اهتم بالعمل من أجل تربية أولادى ولا أشارك فى السياسة أو فى مناسبات تخص الذكرى، والذى كان يحرص عليها عمى الأكبر "واثق عرابى" الذى كان يخرج بمسيرة بالأعلام على الحصان من القرية إلى المحافظة، وخلفه بعد وفاته شقيقى الأكبر عبد الفتاح، والذى تقلص الاحتفال إلى تمثيل الوقفة بالاحتفال وظل لأكثر من 25 عاما حتى توفى قبل عدة أعوام، لم يتم من وقتها إحياء ذكرى الوقفة.
ويكمل، عندما أخبرونى بأننى سأقوم بإحياء الذكرى قبل أسبوعين، ارتبكت، فأنا شخص بسيط لم أكمل تعليمى، لكن مدير مركز الشباب على الفور أعطانى الثقة وأكد أن البروفات سوف تقضى على أى خجل أو ارتباك، بالفعل من أول البروفات "روح عرابى"، لافتا إلى أن "عرابى" تبرع بجميع أملاكه من أراضى زراعية قاربت 750 ألف فدان للدولة، وأن سيرلانكا التى عاش فيها بالمنفى خلدت ذكراه.
ويكمل كمال أبو ضيف والذى يقوم بتجسيد دور الخديوى توفيق، أن متحف عرابى وقريته هرية رزنة يعانيان الإهمال، فتحول متحف الشرقية القومى الذى كان على مدخل القرية، إلى خرابة والمنزل هو شىء صورى عن هذا القائد العظيم، وأننا طالبنا مرارا من المحافظين بعمل بانوراما الصوت والضوء لتجسيد الوفقة، إلا كل ذكرى سنوية نأخذ وعود بدون تنفيذ، أوضح أننا أبناء القرية ترسيخ فينا تاريخ الثورة العرابية.
أما مدير مركز الشباب شعبان عبد العزيز، فأكد أن الزعيم عبدالناصر هو الذى أصدر قرارا جمهوريا فى الستينات بتحويل منزله لأثر وإقامة متحف الشرقية يضم صالة كبيرة تجسد الوقفة، واعتبار يوم 9 سبتمبر هو عيد قومى للمحافظة، لافتا إلى أن من وقتها تتولى القرية إحياء الذكرى، ومنذ أن أسس مركز الشباب وهو يتولى ذلك، ويشارك فيها شباب الطلائع كلا بحسب دوره، منهم 15 يقومون بدور العساكر و3 من الشراكسة، بالإضافة إلى عرابى والخديوى، لافتا أن المركز هو يوفر الملابس ويقوم بأعمال التدريبات كلا عام، والذى تلقى حماسة من الأهالى أعتزاز بتاريخهم.
يجدر بالإشارة، أن محافظة الشرقية تقيم احتفالا بالعيد القومى يوم الأربعاء باستاد الزقازيق الرياضى بحضور المحافظ الدكتور ممدوح غراب وقيادات المحافظة، وسيتضمن الحفل إحياء الذكرى وعدد من الفقرات الفنية والرياضية.