صنع فى مصر.. سيارات الطاقة الشمسية بالمنيا الـ100 كيلو بـ6 جنيهات (فيديو)
تصنيع سيارة صغيرة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية والكهرباء، كان حلما لأحد شباب المنيا، والذى تحول إلى حقيقة، حيث صنع هيكلها الخارجى مكتوبًا عليها "صُنع فى مصر"، وظل يطور خبرته البسيطة فى مجال الطاقة إلى أن أصبح أحد أكبر المصنعين والموردين لتلك السيارات فى محافظة المنيا.
"استغليت خبرتى فى الميكانيكا والدوائر الكهربائية والحلم بيكبر يوم بعد يوم".. هكذا استهل عامر سيد محمد، صاحب الـ45 عامًا حديثه لـ"دوت مصر"، قائلًا: بدأت عملى فى تصنيع الدوائر الكهربائية منذ 10 سنوات تقريبًا، مستغلا خبرتى حينها التى كانت بسيطة بعد حصولى على دبلوم فى الميكانيكا والطاقة، ثم توجهت للعمل بعدها فى مجال الطاقة الشمسية وتصنيع الألواح وتركيبها، وفى يوم جاءتنى فكرة بأن أقوم بتصنيع سيارة بالجهود الشخصية داخل ورشتى المتواضعة بمجمع الصناعات الصغيرة ومتوسطة الصغر بالمنطقة الصناعية، وبالفعل بدأت فى تصميمها، وتجميع كافة أجزائها وتشغيلها بالطاقة الشمسية والكهرباء.
وأضاف سيد لـ"دوت مصر": السيارة كانت فكرتها بسيطة ولكنها كانت عملية للغاية، حيث يمكنها السير لمسافة تتجاوز الخمسين كيلو مترا، ولكننى عجزت عن ترخيصها بسبب القوانين، لذلك بدأت أطور الفكرة وعندما سمعت عن مبادرة الرئيس للقروض بفائدة 5% فقط، قمت بعمل قرض وبدأت فى تصنيع أشكال أخرى من تلك السيارات وهى أيضًا صديقة للبيئة لتعمل فى القرى السياحية مثل سيارات الجولف والتنقل داخل تلك المناطق السياحية، وبالفعل صنعت تلك السيارات بجودة عالية، وبدأت أوردها للعديد من الفنادق بشرم الشيخ والغردقة.
سيارات الشاب لم تقتصر على التوريد للمناطق السياحية، بل تعاقدت معه إحدى الجمعيات الأهلية بالمنيا لعمل 100 سيارة تعمل فى مشروعات الشباب للقضاء على البطالة، وبالفعل بدأت فى تصنيع عدد منها ومنحها للشباب والجمعيات بالتقسيط، إذ يتم استخدامها كمطاعم متنقلة، أو مكتبات، وكذلك سنترالات أو خدمات علمية، الأمر الذى يساهم فى تشغيل أعداد كبيرة من الشباب بتلك السيارات المتنقلة، وسبق له توريد "طفطف" لجامعة المنيا يعمل بنفس الطاقة.
وتابع "سيد" أن المسافة التى تقطعها تلك السيارات توفر مبالغ كبيرة للشباب، إذ لا تكلف لمسافة الـ100 كيلو 6 جنيهات من استهلاك الكهرباء، الأمر الذى يجعله مشروعا مُربحا لمحدودى الدخل الذى يمتلك تلك السيارات، غير أنه يمكن دراسة إدخالها فى القرى البعيدة مثل التوك توك أو بديلا له، كوسيلة آمنة فى المناطق التى تعانى من عدم وجود مواصلات لصغر شوارعها.
وعن أبرز العوائق التى تهدد استمرار مصنع السيارات صديقة البيئة حاليًا، قال "سيد"، عدم السماح بترخيص تلك السيارات رغم صدور القانون رقم 92 لسنة 2018 الذى نص على تشغيل سيارات الطعام المتنقلة بشرط الحفاظ على البيئة، الأمر الذى يجعل سياراته أكثر ملاءمة لذلك القانون خاصة أنها تعمل بالطاقة الشمسية وبها بطاريات داخلية لتشغيل الأجهزة ولا تعد مخالفة لأى من القوانين، مشيرًا إلى أنه ذهب عدة مرات للتنفيذيين بديوان المحافظة والوحدة المحلية لمركز ومدينة المنيا لإجراء ترخيص تلك السيارات إلا أنهم طلبوا التوجه لإدارة المرور ولم يتم إنجاز أو الموافقة على التراخيص حتى الآن.