ورغم أن السرقة وارتكاب الجرائم ليس أمرا جديدا على القناة الإرهابية وجماعتها ، فإن المثير للسخرية هذه المرة أن القناة التى سرقت المسلسل من خلال موقع يوتيوب، لم تحبك السرقة وانطبق عليها مثل "الحرامى بشيلته" وعميت أبصار القائمين على جريمة السرقة ، فعرضوا مسلسل كفر دلهاب الذى أنتجته مؤسسة إعلام المصريين عام 2017  بلوجو قناة ON E ، لكن تداركت القناة الإخوانية الموقف وحذفت اللوجو بعد ذلك. 

 

وفضلا عن أن عرض المسلسل على القناة الإخوانية يعد سطوا على حقوق الملكية للمؤسسة المنتجة، فإن هذه السرقة تشير مجددا إلى كذب ادعاءات التدين للجماعة الإرهابية وأنصارها الذين طالما حاولوا السيطرة على العقول بادعاءات احتكار الدين، فها هى قناتهم تسرق محتوى مملوكا للغير جهارا نهارا دون خجل.

 

ولأن المتآمر الأهبل دائما يقدم دون أن يقصد خدمات لمن يتآمر عليه فإن عرض مسلسل من انتاج إعلام المصريين على قناة الإخوان يتناقض مع الادعاءات والاتهامات التى تكيلها القناة الإخوانية دائما وأبدا لمؤسسة إعلام المصريين وما تقدمه من محتوى ويؤكد أن هذه القناة تناقض نفسها وتكذب طوال الوقت ، فكيف لها أن تهاجم مؤسسة ثم تقوم بعرض أعمال من إنتاجها؟!

 

والأغبى من ذلك أن قصة المسلسل ذاتها تحمل إسقاطا على الجماعة الإرهابية ومحاولاتها للسيطرة على العقول واختطاف مصر باستخدام الدجل والخرافات، حيث تدور أحداث المسلسل في كفر دلهاب المسحور الذى سيطرت عليه روح شريرة تحاول الانتقام من أهل القرية، وتتم الاستعانة بالطبيب سعد "يوسف الشريف" لتخليص القرية من هذه الروح ، وفى نهاية الأحداث يتبين أن كل الجرائم التى تمت كانت بتدبير من هذا الطبيب.

 

فهل شعرت القناة الإخوانية بالحب تجاه الروح الشريرة التى سيطرت على كفر دلهاب ، فأراد أنصار الجماعة الإرهابية أن يستمتعوا بمشاهدة أفعال هذه الروح وجرائمها فى المسلسل حتى يتعلموا مزيدا من ألاعيب الدجل ، أم أرادوا الاستمتاع بفكرة السيطرة على القرية والتحكم فى أهلها عن طريق الخرافات ، وهل ستكمل القناة عرض المسلسل كاملا حتى ترى نهاية الظلم فى القرية وسقوط الأقنعة واكتشاف أكذوبة الروح الشريرة ، وكذب كل الخرافات ،  وسقوط الفاسدين الذين حكموا الكفر بالجريمة والكذب والتزييف؟ أم أنهم لن يستطيعوا مشاهدة نهاية الأحداث ونهاية الظلم والخرافة؟

 

وكان مسلسل "كفر دلهاب" حقق نجاحًا كبيرًا ، وتصدر قائمة المسلسلات الأكثر مشاهدة، وكانت أحداث المسلسل حديث مواقع التواصل الاجتماعى، لما فيها من عناصر تشويق ومتعة، وكذلك غموض فى النهاية، حيث لم يكن يتوقع أحد نهاية المسلسل، أو كيف تكون الأحداث اللاحقة، وهو ما تسبب فى سيطرة المسلسل على المسلسلات المنافسه له فى الموسم الرمضانى 2017.