التوقيت الثلاثاء، 17 ديسمبر 2024
التوقيت 02:40 م , بتوقيت القاهرة

بطل عملية رأس العش: حاربت خلف خطوط العدو وأنا مصاب بدفعة رشاش

بطل عملية رأس العش
بطل عملية رأس العش

قال الرقيب مقاتل عبد الرؤف جمعة والذى شارك فى حرب اليمن وحرب الإستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، وأحد أفراد كتيبة الصاعقة التى عرفت عسكريا بالكتيبة المفقودة، إنه ظل لمدة 7 أشهر خلف خطوط العدو يصارع من أجل البقاء عقب إصابته بدفعة مدفع رشاش بالحوض وبعد أن تماثل للشفاء، ظل هو ورفاقه يسيرون لمدة 30 يوما ليلا وينامون نهارا مهتدين بالنجوم حتى عادوا إلى كتيبتهم أبطالا رافعين الروؤس.

وأضاف المقاتل عبد الرؤف جمعة أبن قرية الشوش بمركز سوهاج ، أنضممت للقوات المسلحة فى نوفمبر 1965واستمر التدريب  6 أشهر بعدها سافرت  برفقة أحدى الكتائب إلى اليمن الشقيق وظللت هناك عامين  وخلال عدوان 67 وأثناء ذلك طلبت   القيادة عودة الكتيبة لتأمين القوات على ميناء أبو الغصون على  ساحل البحر الأحمر وقد نفذنا الأوامر كاملة وقمنا بعملية التأمين طبقا لما هو مخطط من قبل القيادة العسكرية.

وأضاف : أنتهت مهمتنا بمينا أبو الغصون وعندنا للكتيبة الأصلية مرة أخرى وبدأت عمليات التدريب لنا وصدر القرار بإلحاقنا بالجيش الثانى الميدانى بقناة السويس التى كانت بها حرب الاستنزاف وهذه المنطقة كانت تشهد عمليات قتالية على مدار الساعة ليل نهار  وهذا القتال أستمر لمدة 4 سنوات  وكتيبتا كتيبة الصاعقة هى التى كانت تتصدى لأى هجوم وأى إختراق ليس هذا فقط بل كنا نهاجم العدو خلف خطوطه فى بسالة وشجاعة غير عادية وكنا نقوم بتثبيت الألغام خلف خطوطهم.

واستطرد : بعد ذلك صدرت الأوامر لنا بتنفيذ عملية أم العش كعمل بطولى لوقف إمدادات العدو وتم التجهيز والإعداد الجيد لأعمال التنفيذ وتم إعداد الكمين الليلى على الضفة الشرقية للقناة وتم تحديد إشارة البدء وأنطلق الأبطال وقمنا بتدمير دبابتين و4 عربات نصف جنزير  والقضاء على جميع إمدادات العدو الإسرائيلى وقتلنا 60 جنديا من قوات العدوى الإسرائيلى وأسرنا جندى منهم وأننى لازلت أذلكر أن مجموعتى بالكتيبة  بقيادة الملازم أول عبد الحميد خليفة وهو الأن وصل لرتبة لواء، ومجموعة ثانية بقيادة الملازم أول مجدى شحاتة وكان معنا والنقيب رشاد عمران ولكن بعد أن قمنا بتكبيد العدو خسائر فادحه بدأت القوات الإسرائيلية فى إطلاق النيران بشكل غير مسبوق ومكثف وأستمرت الطلعات الخاصة  بالطيران لمدة 3 أشهر متواصلة  وحدث مذبحة مدرسة بحر البقر وكان هذا الوقت من أشد الأوقات وأصعبها ولكن الله سلم وعدنا مرة أخرى للكتيبة.

وأضاف : أننا كتيبة صاعقة وننفذ عمليات خاصة فقد تم إستدعائى للمشاركة فى حرب 1973 وقد حددت مهمتى أنا وزملائى بالذهاب إلى الزعفرانه وكان تشكيل الكتيبة وقتها 7 طائرات مروحية وقامت هذه الطائرات بإنزالنا خلف خطوط العدوى بمنطقة أبو رديس التى تبعد عن السويس ب 300 كيلو وكانت مهمتنا قد حددت بعرقلة ووقف مطار أبو رديس حتى لا يعمل أثناء  حرب  أكتوبر وشل حركة قوات العدو الاسرائيلى فى جنوب سيناء ومنع زحفها  لقناة السويس وبدأت المعركة معركة الشرف ودارت رحى الحرب وأخذنا نقاتل  6 أيام  خلف خطوط العدو وأنقطعت عنا الإمدادات من طعام وذخيرة  وحدث إشتباك قوى مع العدو الغاشم وأستشهد أفراد الكتيبة بالكامل ولم يتبقى منها إلا 8 جنود وفى هذه الأجواء كنا نتقاسم المياه والطعام وكنا نمتص الظلط وهناك عمليات تمشيط من قبل العدو الإسرائيلى للبحث عن الناجين منا وأثناء محاولتنا العودة تم عمل كمين لنا وقاموا بإطلاق النيران وتم أسر 5 جنود مصريين وبقينا 4  وأنا أذكرهم بالأسم  المقاتل السيد  من المنصورة ومحمد عبد الرحمن من الشرقية، والملازم أول عبد الحميد خليفة قائد المجموعة والعبد الفقير إلى الله ولكنى أصيبت بدفعة رشاش بحوض الميه  وقام زملائى بحملى وبعدنا عن مرمى نيران العدو  واختبأنا داخل مغارة جبلية  من حجر المنجنيز الأسود ولم تكن لدينا معدات علاجية إلا الميكروكروم  وقد ساعدنا مجموعة من العرب الموجودين بالصحراء وكانوا يخضرون لنا الطعام ولو علم العدو الإسرائيلى ذلك لكانوا أفنوا قبيلتهم كاملة وأذكر أسمائهم حتى الأن فهم بركات وصبحى وظللنا بالمنطقة 7 أشهر كامل وأكرمنى ربى بالشفاء .

وأشار  البطل، بعد ذلك قررنا الرحيل وظللنا نسير بالصحراء لمدة 30 يوما نسيرا ليلا ونتوقف مختبئن داخل المغارات نهارا نهتدى بالنجم حتى وصلنا إلى المكان المقرر وعندها كان يقال لنا أن كتيبتنا عرفت باسم الكتيبة المفقودة وأنه لم يكن هناك أمل فى عودة أحدنا مطلقا وبعد ذلك قام المشير أحمد إسماعيل بتكريمنا وهناك صورة تجمعنا به أنا وزملائى.

وأكد البطل عبدالرؤف جمعة أننى أوجه رسالة مهمة للشباب وللناس أجمعين مصر جميلة مصر هى كل شيء تعلموا من الأبطال الذين قدموا أرواحهم ودمائهم من أجل أن تعيش الأجيال القادمة فهم الأبطال ولسنا نحن الأبطال أجعلوا لكم منهم قدوه مصر تتغير للأحسن خافظوا عليها ولا تعطوا أذانكم لمن يضللكم ويسمم أفكاركم نعمة الأمن التى نحن بها الأن لا تتوافر فى أى مكان أخر وأنظروا لحال الدول المجاورة وما يحدث بها مصر ستظل بأذن الله محمية صامده مادام الجميع يعطى من أجل أن تعيش مصر أحبوا أوطانكم تحبكم أوطانكم ضحوا من أجلها تجدوها لكم دراعا واقيا وسيفا يقطع روؤس الخاقدين والكارهين لها.

و أناشد من المسؤولين تملكى قطعة الأرض التى أعيش عليها فى أرض أملاك دوله ولى 6 أبناء جميعهم بدون فرص عمل وأنا لم أحصل على معاش من القوات المسلحة ولم يتم ضمى لجمعية المحاربين القدماء وأن هناك هيئات ومحافظين قاموا بتكريمى