شاهد.. مسيحيو الغرب يحتفلون بأحد السعف والأرمن يصلون بسانت تريز
"ابتهجوا وافرحوا لأن الرب قريب"، هكذا هتف الأنبا كريكور كوسا مطران الأرمن الكاثوليك فى مستهل قداس أحد السعف الذى تحتفل به الكنائس التى تعيد بالتقويم الغربى اليوم الأحد، حيث استقبلت الكنيسة عشرات المصلين من الأرمن المصريين والسوريين المقيمين بالقاهرة على أن تحتفل الطائفة بعيد القيامة المجيد الأحد المقبل.
وفى عظة القداس قال الأنبا كريكور، إن أورشليم التى دخلها المسيح منتصرًا فى أحد الشعانين، يتألف اسمها من شقين "أور" أى مدينة و"شليم" وتعنى السلام، مضيفًا: "المسيح حين دخل أورشليم بكى عليها وقال أريد أن أجمعكم كما تجمع الدجاجة فراخها".
وتابع كريكور: "القدس المقدسة فى حرب وفى نزاع ولم تصل إلى السلام الذى أراده يسوع، وحين دخل المسيح سمع الناس ضجة فى المدينة، وسألوا من هذا؟ وأجابوا إنه ملك السلام إنه محب البشر".
واستكمل المطران: "لقد جاء المسيح ليهبنا حياة جديدة حيث دخل أورشليم مع تلاميذه واستقبله الشعب ووضع أغصان الزيتون ليرحبوا بضيف السلام، بغصن الزيتون الذى ذكر فى الكتاب المقدس كرمز للسلام حين أتى الحمام حاملا غصن الزيتون وحين رآه نوح عرف أن الطوفان انتهى".
وأوضح الأنبا كريكور، أن أحد السعف يسمى بأحد الشعانين نسبة للكلمة اوشعنا التى رددها الناس أى خلصنا بينما كلمة "هشوعنا" باللغة الأرمينية تعنى ابتهجوا وافرحوا، لأن الرب قريب وزينوا أنفسكم بالفضائل التى أعطيت لكم، وبالمحبة التى أخذتموها من المسيح وبالأسرار المقدسة التى ورثتموها من الكنيسة المقدسة ابتداء من المعمودية وحتى سر مسحة المرضى
وتساءل المطران، كيف دخل يسوع أورشليم؟ دخل اورشليم على جحش أو حمار لأنه يحتمل الكثير كما احتمل المسيح خطايانا وعلمنا ترك الكراهية والحقد إلى المصالحة والسلام، مضيفًا: "كما يقول لنا القديس بولس "افرحوا وابتهجوا لأن الرب قريب" وندخل مع المسيح إلى أسبوع الآلام حاملين صعوبات الحياة ونسير وراء المسيح لكى نصل إلى الجلجثة وننتصر بالقيامة متمنين حياة سعيدة".
عقب انتهاء صلوات القداس بطقس التناول أو "الافخارستيا"، دعا المطران شعب الكنيسة للطواف حولها حاملين السعف وأغصان الزيتون واحتشد الأطفال فى مقدمة الزفة التى خرج على رأسها المطران وخلفه الشمامسة يحملون الصلبان
وفى ساحة الكنيسة وقف المطران يبارك جهات الأرض الأربع وردد: "أبارك الجهة الغربية للأرض بالصليب المقدس والإنجيل المقدس وبشفاعة هذا اليوم ذكرى دخول المسيح أورشليم".
ثم استدار للناحية الأخرى وقال "أبارك وأضع تحت العناية الإلهية الجهة الجنوبية للأرض: "مرددًا صلواته "هلليلويا" حيث صلى باللغتين العربية والأرمينية.
وفى سياق آخر، صلت الكنائس التى تحتفل بالتقويم الغربى اليوم قداس أحد التناصير أو أحد المولود أعمى حيث اعتاد الأقباط المصريون تعميد أولادهم فى مثل هذا اليوم على أن تحتفل طوائف الأرثوذكس والأقباط الكاثوليك والانجيليين بأحد السعف الأسبوع المقبل.
فيما بدأت طقوس أسبوع الآلام اليوم فى الأراضى الفلسطينية المحتلة التى استقبلت آلاف الزوار المسيحيين الذين جاءوا لتأدية طقس "التقديس" أو الحج المسيحى، وهى الطقوس والصلوات والزيارات التى تؤدى فى أسبوع الآلام وحتى الاحتفال بالعيد صباح سبت النور الذى يشهد ظهور النور المقدس من كنيسة القيامة.
وتحتل فكرة "القيامة" مكانة بارزة فى الفكر المسيحى إذ يعتبر الإيمان بقيامة المسيح أساسًا للإيمان بالعقيدة كلها، ومن ثم فإن كل ما ارتبط بهذا المعنى من طقوس وعبادات وممارسات له طبيعة خاصة، فصوم القيامة هو الصوم الكبير لمدة 55 يومًا، وعيد القيامة أيضًا من الأعياد الكبرى أما الأسابيع التى تسبق العيد فلكل يوم فيها معنى ومكانة تقرأ فيها صلوات خصوصا ترمز لقصص أساسية فى العقيدة المسيحية، تروى من خلالها الكنائس تعاليم مقدسة تحفظ بها الإيمان.