فيديو.. "جامايكا بيوزع رحمة ونور بمقابر الشرقية"
انتشرت مؤخرا ظاهرة العثور السحر الأسود "العمل"، فى المقابر فكلما ذهبت إلى مكان ما أو تصفحت مواقع التواصل الاجتماعى، تسرد حكايات عن العثور على "صورة" لشخص عليها كتابات ورموز غير مفهومة باللون الأحمر داخل المقابر، بالفشل فى الزواج أو المرض، وأخرى بالتفرقة بين حبيبين أو زوجين وغيرها من الحكايات، واقتحم "اليوم السابع" عالم السحر داخل المقابر.
فى البداية كانت المقابلة مع الشيخ "ا"، والذى يقصده العديد من الأهالى بالشرقية، لطلب تسهيل بعض الأمور، والذى أنفعل فى البداية ورفض التصوير أو التصريح الصحفى، وبعد فترة من النقاش، قال أننى حافظ لكتاب الله، وأرفض عمل أى أنواع من السحر، ووصف نفسه بأنه معالج قرآنى، لصد الشر والأذى عن الشخص الذى تعرض له، وينصح دائما بالتحصين بالقرآن والرقية الشرعية لصد الأذى عن شخص.
وحول سبب قيام السحرة بدفن العمل فى المقابر، أكد أن السحر الذى يدفن فى القبر أو على أطرافه، هو من أخطر أنواع السحر وأشدها، لأن الجن يتم السيطرة عليه بقوة من قبل الساحر إذا دفن فى قبر، فالشياطين لا تحب المقابر لأنها تتمنى الخلود فعندما يجعل السحر فى قبر الجان يفعل ما يأمره به الساحر خوفا من الموت، لافتا إلى أن تسعيرة هذه الأعمال، بحسب ما يتداول، من ألفين أو ثلاثة آلاف للعمل الواحد، وأحيانا تصل 10 آلاف تسدد على جزئين بداية السحر والجزء الآخر عندما يتم المراد كما يسمع.
محررة اليوم السابع مع التربى
وبالانتقال إلى إحدى الجبانات للبحث عن السحر الأسود ومصيره، وصلنا إلى مقابر كفر الإشارة وهى من أول الجبانات التى أقيمت فى الزقازيق وعمرها يتعدى 150 عاما، و مساحتها تتضاعف بمرور الزمن، حيث تتعدى 50 فدانا، وبها الآلاف من الأحواش على اختلاف المستويات الاجتماعية لها سور عالى يحاوطها من معظم الجهات ليظن البعض أنه يصعب دخول أى شخص إلا من خلال البوابات والذى اكتشفنا عكسه بعد ذلك.
عند الوصول للبوابة الثانية للمقابر من ناحية كفر الإشارة، التقينا بأحد القائمين على دفن الموتى المربوطين على هذه الجبانة، ويدعى "عاطف أحمد" 55 سنة، والذى يقول نحن أفراد قائمين على دفن الموتى ويمارس عملة بشكل تطوعى من أكثر من 30 عاما، ودار حديثا فى البداية عن عالم الموتى ومتاعب هذه المهنة وأمانة حفظ سر الموتى والحفاظ على الأحواش من السرقات.
وأكد أنه كـ"تربى" مسئول عن البوابة الثانية والجزء الذى يتبع نطاقها عدد من الأحواش، يقوم بغلق البوابة لمنع مرور أحد و لا يتم فتحتها من بعد المغرب إلا حال وجود جنازة، وانه يقوم بالمرور على الاحواش للاطمئنان عليها باستمرار.
وفور سؤالنا له عن الأسحار السفلية، اصطحبنا من عند البوابة إلى منطقة جانبية داخل المقابر بها أحواش فى شوارع ضيقة جدا تكسوها الأشجار، يصعب على أى شخص أن يلمح المارة فيه على بعد أمتار، وقال "الأذى كله من هنا ".. موضحا أن آخر هذا الشارع مفتوح على الطريق العام، يتسلل منه كافة أنواع السلبيات فقد سبق وتسلل خارجين عن القانون وقاموا بسرقة بوابات وفضلا عن المدمنين ليلا وكذلك السحرة والمتسولين.
مضيفا: "يوم الخميس بالذات تفتح البوابات على مصرعيها و يدخل المتسولين والمقرأين والمقرئ أو المتسول معروفين لنا نظرا تكرار ترددهم على المقابر و المشكوك فيه منهم يتم طردة على الفور، أما الأهالى فهم من الصعب أن تحدد شخصية أحد، و ماذا يحمل هل "رحمة أم سحر"، ولكن إننا يوميا بذات الخميس نقوم بالمرور فى الشوارع بين الأحواش وعند القيام بأعمال التنظيف نجد الأسحار معلقة أحيانا على الشجر أو مدفونة على أطراف الحوش وليس داخل القبر، قائلا " 30 عاما لم أعثر على عمل داخل قبر أو كفن ميت"، فجميعها فى خارج القبر".
مشيرا إلى أن كل عدة أيام أمر أفحص الأشجار وأماكن الثقوب الجديدة ناحية الأحواش التى تشير أن شخصا حفر هذا المكان وبالفعل أعثر على "العمل".
و تابع "الترابى": "فى العادة شكل كل عمل والورقة المكتوب عليها مختلفة عن الآخرى، مما يدل أنها ليس لساحر واحد بعينه ولكن لعدد مختلف"، رفضا الإفصاح عن اسم أحد من الذين يتردد أسماءهم فى الزقازيق المعروف عنهم ممارسة السحر، قائلا: "لا أعرفهم وعمرى شوفتهم".
وعن شكل السحر الأسود، أشار مرة أجد "قطعة قماش" بداخلها ورقة عليها كتابات ونقوش باللون الأحمر غير مفهومة، وأخرى تكون صور وأحيانا تكون ورقة ملفوفة فى كيس للحافظ عليها من الماء، مضيفا، أجمع هذه الأعمال وأقوم بوضعها فى حوض مياه خصصه للتخلص من هذه الأعمال، ويتركها داخل المياه حتى تلين وتصبح فتات، وتسكب هذه المياه والتى تحولت باللون الأحمر نتيجة الأحبار المكتوب بها العمل على جانب الطريق حتى لا يمر أحد عليها.
واستطرد "الترابى"، أن من بعض السلبيات التى يعانى ولا يستطع التصدى له لمفردة كشخص أعزل، هو قيام بعض متعاطى المخدرات من التسلل ليلا، من خلال القفز من أعلى السور من تلك الناحية السابق الإشارة إليها والتنقل بين الأحواش لتعاطى المخدرات وتناول المسكرات، بعضها داخل الأحواش نفسها أو أعلى سطح الحوش نفسه، وكذلك سرقات البوابات.
وبسؤال الشيخ محمد خاطر مدير الدعوة بمديرية أوقاف الشرقية، قال "السحر موجود ومذكور فى القرآن"، لكن هو حرام شرعا بكافة أنواع سوء بالنفع أو الضر، مضيفا أن اللجوء للسحر ظاهرة أصبحت منتشرة فى العالم كله، إلا إننا فى مصر بالرغم من وجوده لكنها لا تقارن ببعض الدول الأخرى، نتيجة لدور الأزهر والوعى الدينى لدى العديد من المواطنين، وأضاف "السحر المدفون فى المقابر" هو من أشد أنواع السحر وله حرمانية كبيرة، لانتهاك الشخص الذى يقوم بذلك حرمة الجبانات أو القبر، وأن هذه الأفعال ليست من الإسلام ومن يفعلها هو شخص يلعنه الله، مشيرا إلى أننا كرجال الدين سنكثف القوافل الدعوية فى المناطق المحيطة بالجبانات لتوعية أهلها لصد هذه الظاهرة.
من جانبه أكد العقيد أحمد الهوارى رئيس حى ثانى الزقازيق، فى تصريحات خاصة، أن مقابر كفر الإشارة نظرا لاتساع مساحتها والتى تمد بين حدود الحى ومركز الزقازيق، تم إنشاء إدارة للجبانة مؤخرا، للإشراف عليها و السيطرة عليها بعدما رصدت العديد من المشكلات من تخص ملكية الأحواش ومحاولة الاستيلاء على المقابر غير المعروف أصحابها أو بناء مقابر بدون تراخيص.
وأضاف مصدر أمنى مسئول، أن أعمال سرقة البوابات من الأحواش، تم ضبط 4 تشكيلات عصابية خلال الأشهر الماضية وإحالتهم للنيابة، أما حالات تعاطى المخدرات هى حالات فردية، ولا يوجد وكرا أو تجارة مخدرات، وبالنسبة للسحر أكد المسئول الأمنى أن مباحث الآداب ضبطت العديد من المشعوذين فى عدد كبير من المراكز وليس الزقازيق وحدها.