"خريجي الأزهر" ترد على ادعاءات جماعة جند الله الإرهابية
أصدرت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر بيانا، فندت فيه الادعاءات التى تضمنها إصدار جماعة جند الله الإرهابية ،حيث شدد بيان المنظمة على القدس قضية مصر والعرب والمسلمين الأولى.
وجاء بيان المنظمة كالآتى: "قد ابتلي العالم الإسلامي، بل العالم كله في هذا الزمان بجماعات التكفير والإرهاب التي انتشرت في الشرق والغرب، تسفك الدماء، وتُعمِل القتل، وتنشر الفزع والهلع في قلوب الآمنين البرآء، رافعين راية «الخوارج»، حتى شوهوا صورة الإسلام، ولطخوها بالكذب والبهتان والإفك والتضليل، والله خصيمهم في ذلك.
ولا تزال هذه الجماعات تروج للأكاذيب ضد الإسلام وأهله، مصابين بهوس التميز والاستعلاء على بقية المسلمين، زاعمين أنهم وحدهم أهل الدين، وأهل الإيمان، وأهل الجهاد، وأهل النجاة يوم القيامة، مصدقين فيهم قول رسول الله ﷺ فيما رواه مسلم في صحيحه: «إذا قال الرجل هلك الناس: فهو أهلكهم».
ومما روَّجَته هذه الجماعات المنحرفة مؤخرا، تسجيل مرئي أصدرته «جماعة جند الإسلام»، تسعى فيه إلى استقطاب شباب العالم الإسلامي إلى مناصرتها في نشر مخططاتها الإرهابية الخبيثة في ديار الإسلام، مستخدمة قضية القدس الشريف وسيلة لدغدغة عواطف المسلمين، ومستعدية شعوب الدول الإسلامية على حكوماتها، وأولي الأمر فيها، واصفة إياهم بالحكومات العميلة التي تحركها أصابع أمريكا.
كما اتهمت «جماعة جند الإسلام» في هذا التسجيل الحكومة المصرية على وجه الخصوص بأنها حكومة عميلة لليهود، وأنها تعمل على تأمين حدود اليهود عن طريق تشريد أهالي سيناء، وتهجيرهم قسريا، وأنها سمحت لإسرائيل بتنفيذ أكثر من مئة عملية قصف جوي داخل سيناء، نقلا من مصدر غربي على حد قولهم!!
ودعت الجماعة في هذا التسجيل شباب المسلمين من شتى بقاع العالم إلى المرابطة معهم فيما أسموه «الجهاد في سبيل الله»، مستدلين بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200]. مع عرض تسجيلات صوتية لعبد الله عزام وعمر عبد الرحمن، يتحدثون فيها عن فضيلة المرابطة، وأنه لا جهاد إلا برباط، وأن أجر المرابط في سبيل الله لا ينقص. مع الدعوة إلى قتال أعداء الإسلام من الدول الغربية، وأن المسلمين ينبغي أن يجاهدوا في سبيل الله، وأن سبب مذلة المسلمين وضعفهم هو ترك الجهاد، وحب الدنيا والمادة.
واقتطعت الجماعة كلمة لفضيلة الشيخ عبد الحميد كشك يقول فيها: «إن الذين سيحررون القدس هم شباب تربى في معسكر التوحيد، ثم تسلح بتقوى الله تعالى»، موهمين المشاهد أن المقصود بكلامه هو شبابهم من الإرهابيين.
وأخيرا دعت الجماعة شباب مصر إلى الانضمام للجماعة، معلنة أنهم بريئون من التكفير، وأن وظيفتهم هي صد هجمات اليهود ضد المسلمين.
ولعمري إن هذا لبهتان عظيم، وكذب بواح، فإن قضية القدس الشريف لا تزال قضية كل مسلم على وجه البسيطة، لا سيما الحكومات العربية والإسلامية عامة، والحكومة المصرية خاصة، فقد وقفت مصر شعبا وجيشا أمام الخطة الصهيونية في المنطقة العربية كلها منذ تأسيس إسرائيل، ظهر ذلك في توحيد الجيوش العربية عام 1948م، وفي حرب عام 1956م، وتعرض الجيش المصري لضربات الصهاينة في عام 1967م، حتى نصره الله على أعداء الأمة نصرا مظفرا في معركة أكتوبر عام 1973م، والتي شارك فيها جميع الحكومات العربية إما بالجنود، وإما بالمال، وإما بالمعدات، وإما بقطع الإمدادات النفطية عن حلفاء إسرائيل والوقوف في وجه أمريكا، فمن ينكر تلك المواقف، ومن ينكر دماء الشهداء الزكية التي أريقت في تلك المعارك.
ألم يعقد الأزهر الشريف برعاية الرئيس المصري العربي المسلم، مؤتمر الأزهر الشريف من أجل القدس، مستعديا عقلاء العالم على قرارات دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ورفض شيخ الأزهر لقاء السفير الأمريكي، ووقف قائلا «ليعلم صانعو القرار الأمريكي أن سياسة الكيل بمكيالين، ودعم الاحتلال الصهيوني الغاشم، وسلب حقوق الشعوب وتراث الأمم وحضارتها هي سياسات غير حضارية ولن يكتب لها البقاء عاجلا أو آجلا، وستبقى عروبة القدس هي قضية العرب والمسلمين الأولى التي لن تموت أبدا».
فهل مصر التي تكبدت مشقة الدفاع عن مقدسات بيت المقدس، وخاضت من أجلها حروبا، ورفعت راية الجهاد لتحريرها قديما وحديثا، هل يقال عن مصر إنها عميلة لليهود، أو أنها تسمح لإسرائيل بالعبث في أراضيها بقصفات جوية؟!
والعجب أنهم ينقلون هذا عن مصدر غربي، ليعلم من يقرأ ما بين السطور أن مصادر أخبارهم والمصدقين عندهم هم الغرب لا أهل الإسلام، وأنهم ينعتون المسلمين بالخيانة والعمالة، بينما يقبلون قول غيرهم مصدقا لا شية فيه.
ثم إنهم يلبسون على الناس في استدلالهم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200]. ومع أن الآية بدأت بالأمر بالصبر، وثنت بالأمر بالمصابرة، إلا أن الجماعة ذهبت مباشرة إلى الأمر بالمرابطة، لتجعل منه محورا لدعوتها ونشاطها، محفزة شباب المسلمين على الانضمام إليهم فيما أسموه «الرباط»، متناسين أن الرباط فرع عن الجهاد، وأن الجهاد موكول بولي الأمر لا يعلن دونه، فعن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «إنما الإمام جُنَّة يقاتل من ورائه ويتقى به» [رواه مسلم].
قال الإمام ابن قدامة في المغني (13/16): «أمر الجهاد موكل إلى الإمام واجتهاده، ويلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك».
هذا كلام العلماء والأئمة المعتبرين، أما هؤلاء فيتبعون الشذاذ أمثالهم، كعبد الله عزام، وعمر عبد الرحمن المحرضين على قتل الأبرياء الآمنين.
وأما الشيخ كشك، فاجتزاء كلامه من سياقه لا يحقق لهؤلاء مقصودهم، فإنه بالفعل لا يحرر القدس إلا شباب تربى في معسكر التوحيد وتسلح بالتقوى، وأين هؤلاء المجترؤون على الله ورسوله من تقوى الله تعالى، وهم من يعيثون في بلاد الإسلام فسادا؟
وأين ما صدوه عن بلاد الإسلام من ضربات اليهود كما يدعون؟ لم نسمع خبرا واحدا عن معركة قامت بينهم وبين الصهاينة! ولا عن موقعة دافعوا فيها عن القدس الشريف بالفعل! ولا عن موقف كان نصرة للمستضعفين من المسلمين في أي مكان، وإنما جهادهم لأهل الإسلام، وقتالهم لجيوش الإسلام، وطعنهم في جماهير المسلمين، فصدق فيهم قول النبي ﷺ «مَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لَا يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي بِذِي عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّي» رواه مسلم.
فليت شعري هل يريد هؤلاء إلا الدنيا، وهل أغراهم إلا الطمع في السلطة والحكم، وهل جر الخراب والدمار على بلاد الإسلام في ليبيا وسوريا واليمن ومن قبلها أفغانستان والعراق غيرهم؟ اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء.
لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية زورا قناة فيديو 7 على الرابط التالى..
https://www.youtube.com/channel/UCbnJMCY2WSvvGdqWrOjo8oQ?disable_polymer=true