فيديو.. أقدم مطوفى مكة يروى ذكرياته مع الحج
مازال "عبدالقادر قرط" 73 عاماً، ينزل ليشاهد المنطقة المركزية التى تعجّ بالحجاج فى مكة، ويتذكر ما كان عليه، عندما كان يحمل مكبر الصوت، ويجمع الحجاج ويصعد بهم لمنى، موضحا أن يوم التروية هو يوم مميز، فلا يوجد نوم ولا راحة، والكل يقوم على سقيا الحجاج، مؤكدا أنه ورث مهنة الطوافة عن أبيه وجده، وورَّثها لأبنائه.
وفى حديثه لقناة العربية، قال: "بدأت فى هذه المهنة وعمرى 16 عاماً، وأول سفرة لى لزيارة بلدان الحجاج وعمرى 18 سنة، وكنت أسافر دعاية للحجاج ومقابلتهم، لأعرض عليهم الخدمات التى سنقدمها لهم، وكانوا يحتفلون بنا احتفالات كبيرة".
وأضاف: "لن أنسَ وصايا أبى عندما كان يؤكد لنا أن الطوافة جعلت لتكون أميناً على المال والدين، وليست تجارة، والله هو من يجزيك".
وأشار إلى أنه والده قضى 100 عام فى خدمة الحجاج، وكان عضوا فى هيئة المطوفين منذ أكثر من 70 عاما، وكانت هذه الهيئة تقوم على حل مشاكل وقضايا المطوفين.
وعن ذكرياته مع الحج قال: "رغم التعب والمشقة فإننا لم نكن نشعر بهما، لأننا كنا نشعر بالعز والافتخار والفرحة التى تعم الحوارى بمكة أيام الحج، وكانت هذه الأيام عادة ما تبدأ لدينا من رجب، لتوافد الحجاج من الهند وبنغلاش وجاوه، وكان الحجاج يجلسون من 3-4 أشهر بمكة، وفى رمضان لم نكن نغادر منازلنا، وكنا نقضيه فى كتابة برقيات الحج، ومعايدة الحجاج، ونذكرهم بأنه إذا أحد من طرفهم يريد الحج، فإننا سنكون فى استقبالهم، وتبلغ الجوابات التى كنا نرسلها بالبريد ما يزيد عن 4 آلاف رسالة، وخاصة أن الحجاج يفرحون عندما تأتيهم رسائل من المطوفين، وكان هذا نوعاً من التواصل بين الحجاج والمطوفين، خاصة أن هناك حجاجا يصرون على مطوف معين، لأن سمعته طيبة عند من حج سابقاً".