التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:25 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو.. إعادة تدوير مخلفات صناعة الغزل بالعاشر من رمضان.. كلمة السر في عودة الكليم القطن بأشكال مختلفة

 

بالتوازى مع ما تعانيه منظومة إعادة تدوير المخلفات فى مصر ، وبحث وزارة البيئة عن حلول للقضاء على أزمة المخلفات، وتأكيد وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد على أهمية البحث عن حلول غير تقليدية للتخلص الآمن من المخلفات بشكل عام ، والمخلفات الصلبة ، نجحت مجموعة من النساء فى العاشر من رمضان من تحويل المخلفات الصناعية لصناعة الغزل والنسيج إلى منتجات فنية قابلة للبيع والاستخدام مرة أخرى، وعودة صناعة الكليم المصرى القطن.

 

ففى مدينة العاشر من رمضان التى تخرج منها ثلث صادرات مصر الصناعية، ينتج عن مراحل التصنيع والصناعات المختلفة، بعض المخلفات بعضها آمن ، والأخر غير آمن ، فمن المخلفات الصناعية الآمنة مخلفات مصانع الغزل والنسيج ، من بواقى الأقمشة ، والخيوط ، والفايبر، والأسفنج .

 

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد شكرى عبد الجواد مدير عام  إدارة البيئة بجهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان ، أن المخلفات الصناعية فى مدينة العاشر من رمضان لها طريقتان للتخلص الأمن منها، الأولى بالتعاقد مع شركات نظافة متخصصة فى نقل المخلفات  الخطرة ودفنها بالمدفن الصحى فى محافظة الأسكندرية، أما باقى المخلفات الأمنة، فتخرج من الشركات من خلال شركات تعمل فى بيع وتجميع هذه المخلفات، وبيعها لتجار كبار، يبعونها لبعض المصانع التى تأخذها وتعيد تصنيعها لتحولها لمواد خام تدخل فى صناعات أخرى، مثل البوليستر والبروبلين والخيوط.

 

وفى السياق ذاته ، قال عبد الجواد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يوجد فى مدينة العاشر من رمضان، بعض شركات جمع وتدوير المخلفات، الحاصلة على ترخيص لمزاولة عملية نقل المخلفات وبيعها أو دفنها، وأن مدينة العاشر من رمضان، بها أحد المقالب العمومية فى منطقة الروبيكى، وأن جهاز مدينة العاشر من رمضان فى طريقها، لإنشاء مصنع لإعادة تدوير المخلفات الصلبة والصناعية، وأنه يوجد بالعاشر من رمضان عدة محطات لمعالجة مياه الصرف الصناعى وهو أحد المخلفات التى تنجم عن بعض الصناعات الثقيلة، كالسيراميك والحديد، والغزل والنسيج والصباغة.

 

وأشاد عبد الجواد بتجربة تبنتها إحدى مؤسسات المجتمع المدنى بمدينة العاشر من رمضان ، والتى أطلقت مشروع لتعليم وتدريب وتشغيل النساء الأكثر احتياجا فنون إعادة تدوير المخلفات الصناعية الأمنة من بواقى الاقمشة والفايبر والخيوط لقطع فنية وديكورية، وهى بذلك تكون اتاحت فرص عمل لشريحة من النساء الأكثر إحتياجا الغير مؤهلين فنيا  لسوق العمل بالمصانع ، لأيدى عمل منتجة.

 

 ويكشف المعلم جرجس عياد وهو أحد تجار بواقى الاقمشة بمدينة العاشر من رمضان ، ويحصل عليها من المصانع،  خبايا خروج هذه المخلفات وفيما يعاد استخدامها ، قائلا:" هناك العديد من أنواع المخلفات الصناعية الأمنة، التى تخرج من المصانع ويستأثر بها عدد كبير من تجار المخلفات ، ومنها  صناعة الغزل والنسيج التى يخرج منها بواقى الاقمشة " قصاقيص، وهى يتم إعادة فرمها مرة أخرى كلا تبع نوعه، لتتحول لخيوط ، تستخدم فى الصناعة مرة أخرى، كما يخرج منها أيضا بواقى الاقمشة التى تبدأ من ربع متر وصولا لثلاثة متر، وهذه يتم إعادة بيعها فى الاسواق.

 

ويؤكد جرجش عياد، أن عالم الاقمشة كبير، ومن يدخل فيها لابد أن يعرف فيما يستخدم كل نوع، قائلا" البوليستر، غير القطن ، والقطن غير الترجال وهكذا، فهناك صناعات صغيرة تقوم فى المقام الأول على هذه البواقى من القطن، حيث كان يأخذها تجار بالأزهر والحسين ويفرومنها ويدخلوها فى صناعة المراتب القطن والتى تسمى بمراتب القطن الأسود، لكن بعد ظهور المراكب التاكى والأسفنج باتت تشكل هذه المخلفات الصغيرة من القصاقيص عبء فى التسويق مرة أخرى ، باستثناء البواقى القطن فتعاد مرة أخرى لخيوط، حيث يتم نقعها فى مواد تذيب اصباغها وتفرم ثم تغزل وتخرج خيوط.

 

بعيدا عن هذه المراحل المعقدة من إعادة تدوير المخلفات الصناعية الآمنة، قامت إحدى مؤسسات المجتمع المدنى بالعاشر والتى تعمل فى مجال البيئة والتنمية المستدامة ، باختيار أحد أنواع المخلفات الصاعية للغزل والنسيج ، وهو بورسل قماش التى شيرت، وبدأت تدرب عليها النساء الأكثر احتياجا على كيفية تحويلة لكليم واستخدامه، بطرق متعددة لانتاج العديد من القطع الفنية مثل " السجادة الكليم ، وشنطة اليد، ومشيات ، وشنط للسوق، وصناديق للهدايا، وشبشب حمام.

 

وداخل المؤسسة الخضراء لاصدقاء البيئة والتنمية المستدامة، بمدينة العاشر من رمضان ، جلست بعض السيدات تفرز أنواع القماش البروسل طبقا للونه وخاماته ، وما يصلح له ثم تزنه، وتقوم البعض الأخر بلفة على شكل كور وزن كل واحدة كيلو تقريبا ، ثم تلفه بالاسترتش الأبيض ليحفظه من الأتربة ، فيما جلست تغريد سامى مهندسة الفنون التطبيقية ومديرة البرامج بالمؤسسة، تعلم الفتيات والنساء طريقة صناعة الكليم وتحويلة لقطع فنية " شغل الهاند ميد"

 

وتقول تغريد سامى لـ"اليوم السابع" ، أن المشغولات اليديوية، يمكن فيها استخدام كل أنواع الخيوط والاقمشة، والباتش ورك وهو فن الرسم ببقايا الأقمشة أشكال وتطريزها وهى من أغلى أنواع المفروشات، كما أن خيط الكليم يخرج من المصانع ويدخل فرم، لكنه يمكن الاستفادة منه واستخدامه بنفس الطريقة التى يستخدم بها خيوط الكوريشة، لكن بمقاس إبرة أكبر، وبذلك يكون منتجه أفضل وخاصة أنه يمكن وضعه فى الغسالة فيعود كما كان فى أبهى حالاته.