لكل مهنة تفاصيلها وأسرارها التى لا يعرفها سوى ابناؤها، وبالقرب من المدن الصناعية والماكن الداير مهن مرتبطة بها ، ففى مدينة المحلة الكبرى قلعة الصناعة المصرية ، ومدينة العاشر من رمضان التى يخرج منها ثلث صادرات مصر الصاعية ، وجدت مهن منها صيانة الماكينات داخل المصانع، وهى أحدى المهن التى تحتاجها المصانع بشكل دورى كلا طبق استخداماته، ففى صناعة الغزل والنسيج ، يكون الصنايعى الفن لصيانة ماكينات السينجر والاورلية والقص والاستك وكثير من الماكينات ذات التخصصات المرتبطة بالغزل والنسيج وصناعة الملابس الجاهزة.

اليوم السابع التقى محمد ابراهيم احمد السكرى وشهرته محمد المحلاوى، فنى صيانة تخصص فى مكن الخياطة وصناعة الملابس منذ أكثرمن  23 عاما، رغم أن عمره لا يتجاوز الـ47 عام، وكان يعمل منذ  أن كان صبى صغير، فهو أبنا لأحد عمال شركة مصر للغزل والنسيج .

يجلس المحلاوى فى صمت ويجمع كل تركيزه للماكينة التى أمامه ، ممسكا بمفكات متعددة المقاسات، يدير حواره مع ابناء مهنته الذين يعملون معه ويتعلمون منه، يروى حكايات عن الماكينة البرفكت ، والمكن الششنة ، وسر البيع للمكن وأيضا اسرار الغش فى بيع المكن.ويحكى المحلاوى حكايته مع صيانة الماكينات قائلا :" أحنا فى المحلة كنا نعمل صغار فى المصانع، ومن يجلس على الماكينة لابد أن "يعرفلها" لو عطلت يصلحها حتى لا يتوقف عن العمل ، وأنا هويت الصيانة وفك وتركيب المكن، وأنا بالنظرة اعرف الماكينة ايه مشكلتها، ونوعها، وأشتغلت أد أيه".

ويروى المحلاوى كيف ضاق به الحال فى المحلة وقرر أن يأتى لمدينة العاشر من رمضان قائلا:" المحلة لم تعد زى الأول، مصانعها محدودة رغم أن عددها كبير، لكن الصناعية كمان بقوا أكتر، وأنا جئت للعاشر افتح باب رزق جديد ، وفى فترة قصيرة اصبحت معروف فى كثير من المصانع والشركات التى تستخدم مكن الخياطة ، وبعضهم متعاقد معهم أذهب لهم بشكل دورى، والبعض الآخر لديه تليفونى يتصل بى فى حال وجود أعطال بالمكن".

ويكشف المحلاوى أسرار غزو المكن الصينى لمصانع الغزل والنسيج والملابس، قائلا:" المكن الصينى انتشر بشكل كبيرجدا ، نظرا لسعره البسيط، مقارنة بالمكن اليابانى ، ورغم الفرق الواضح بين المكن اليابنى الذى يصل فيه العمر الافتراضى للمكنة من 10الى 15 سنة ، فى حين أن المكنة الصينى تظل تعمل  من 5 الى 7 سنوات بحالة جيدة، وحين تهلك يكون مصيرها البيع خردة".

وعن مصير هالك المصانع من مكن الخياطة كشف المحلاوى عن وجود تجار كثيرون، يشترون لوطات المكن المستعمل من المصانع التى تغلق أو تغير خطوط انتاج ، أو تحديثها، ثم يعيدون إصلاحها وتصينها، وأستبدال قطع غيارها بقطع غيار جديدة ، وانا أحيان كثيرة اشارك فى هذه الصيانة فى الورش الخارجية ، ثم تباع مره أخرى صالحة للعمل، لكن لا تصلح لللانتاج الكثيف، وانما تصلح للمشاغل الصغيرة والورش، التى مهما كبر انتاجها فهو فى النهاية بسيط.

ويقول المحلاوى أن هناك تجار فى المحلة والدقهلية وكفر الشيخ متخصصون فى شراء لوطات المكن الخياطة سواء مستعمل الخارج ، أو كسر الزيرو، أو خارج المصانع ، وهؤلاء يدخلون مزايدات ومناقصات لشراء هذه الماكينات ، ويصرفون عليها، ويظل المكن اليابنى هو رقم 1 فى مكن الخياطة، حتى لو كان مستعمل.

محمد المحلاوى طول 20 عاما يعيش بين المحلة والعاشر من رمضان ، فهو يعمل طوال الاسبوع ويعود فى الأجازة ، واشبه بالوسيط الذى يذهب لتجار المحلة ليرى عندهم الماكينات التى تصلح للصيانة واعادة بيعها ، ويخبر بها أصحاب محلات المكن والورش لبيعها مره أخرى ".

لم يفكر المحلاوى يوما أن يكون لدية مشغل أومصنع ، نظرا لقلة الإمكانيات، لكنه بدء يغير رأيه قائلا " بكرة العيشة تحلو بعد فك الوقف الخاص بالعائلة فى المحلة الكبرى وقف السكرى ، ووقتها سافتح معرض للمكن أو مصنع للملابس ".لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية زورا قناة فيديو 7 على الرابط التالى..

https://www.youtube.com/channel/UCbnJMCY2WSvvGdqWrOjo8oQ?disable_polymer=true