فيديو .. "اليوم السابع" يرصد أكبر مشروع لإنتاج مصل العقرب فى الشرق الأوسط بالوادى الجديد
فكرة جديدة لمشروع فى منتهى الخطورة والأهمية فى ذات الوقت، والتى جعلت هذا المشروع هو الأوحد على مستوى مصر والشرق الأوسط لإنتاج سم ومصل العقارب شديدة الخطورة، حيث لاحظ اثنان من شباب مركز الداخلة مشكلة انتشار العقارب فى أغلب قرى ومناطق محافظة الوادى الجديد، والتى تمثل خطورة داهمة على حياة المواطنين خاصة الأطفال، والتى أسفرت خطورتها عن وفاة عدد من تلك الحالات التى تعرضت للدغات، فيما نجا الآلاف منها لتوفر الأمصال وسرعة اجراءات الإسعاف التى تقدمها الوحدات الصحية بالقرى.
المهندس محمد عبد الوهاب حاصل على بكالوريوس زراعة والمهندس أحمد عبده أبو السعود مهندس بترول، من أهالى مدينة موط بالداخلة، صاحبا فكرة المشروع التى تقدما بها إلى اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد، وطالبا بتخصيص قطعة أرض لتنفيذ مزرعة طبية وعطرية متكاملة يتبعها مشروع لإنتاج سم ومصل العقرب وسم النحل لاستخدامه فى الأغراض الدوائية، وبعد موافقة المحافظ على المشروع تم البدء فى حفر بئر على مساحة 200 فدان، وإنشاء شبكات الرى بالتوازى مع تنفيذ مشروع جمع وتربية العقارب، حيث يجرى حاليا تنفيذ أول عملية استحلاب لنحو 3 آلاف عقرب تم جمعها من المزارع والقرى، بينها 700 عقرب تم جمعها من منطقة زراعية واحدة بقرى الموهوب تمهيدا لإنتاج جرام واحد من المصل.
ويقول المهندس محمد عبد الوهاب صاحب المشروع، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن الفكرة بدأت لديه من خلال ملاحظته لمعاناة المواطنين من انتشار العقارب فى المناطق الزراعية والريفية، وبالبحث والدراسة تبين أن المشروع لم يتم تنفيذه فى مصر أو الشرق الأوسط باستثناء دول شمال غرب أفريقيا، حيث يتم إنتاج العقارب هناك وتصديرها للصين كوجبات غذائية فقط لا غير، وقام برفقة زميله بتجميع المعلومات عن الفكرة وإعداد دراسة جدوى للتنفيذ، على الرغم من عدم درايتهما بأنواع العقارب، إلا أنهما استعانا بعدد من المتخصصين فى هذا الشأن، حيث تشمل المرحلة الأولى جمع نحو 20 ألف عقرب لإنتاج نحو 6 جرامات من المصل، ليتم تصديرها لدولة فرنسا بالتنسيق مع أحد الوسطاء، ويتبع ذلك إنشاء مبنى متكامل وشديد التأمين لتربية العقارب فيه، والذى يتضمن مواصفات خاصة بتكلفة لا تقل عن 500 ألف جنيه.
وأضاف عبد الوهاب أن المشروع سيتم تنفيذه بالتوازى مع مشروع المزرعة الطبية والعطرية ومشروع إنتاج عسل النحل وسم النحل أيضا، حيث يتم استخدام الهالك من النحل الذى قضى عمره الافتراضى كغذاء للعقارب التى يتم تربيتها فى أماكن خاصة بها مؤكدا أن المشروع يعتبر منظومة متكاملة ضمن مشروع يطلق عليه سلسلة قيمة كمشروع يضم عددا من الأنشطة التى ترتبط ببعضها البعض بصلة وثيقة.
وأوضح المهندس أحمد عبده أبو السعود أنه فور الإعلان عن المشروع تلقوا عددا كبير من الاتصالات من المواطنين والمزارعين لإنقاذهم من انتشار العقارب، حيث يقوم مع فريق متخصص لجمع العقارب ليلا بواسطة كشافات خاصة تم استيرادها من الخارج لهذا الغرض ويتم الخروج فى رحلات لصيد العقارب على مستوى كل مراكز المحافظة ووضعها فى صناديق خاصة، ونقلها إلى مواقع التخزين بالمشروع تمهيدا لإنشاء المبنى المخصص لهذا الغرض، ويتم شراء العقارب من المواطنين بسعر جنيهان كحد أدنى للعقرب الواحد، وتختلف قيمة العقارب وفقا للصنف والحجم والعدد، كما يتم توفير أجهزة خاصة بالصيد لمن يرغب فى امتهان حرفة صيد العقارب من المواطنين أو من المزارعين لصيد العقارب بنفسه من مزرعته أو من قريته.
وأشار عبد الوهاب إلى أنهما تعرضا لعدد كبير من الانتقادات والسخرية من الآخرين بسبب هذا المشروع الذى رأى الكثير أنه غير قابل للتطبيق، إلا أن إصراره على تنفيذه ودعما للمزارعين برفع الضرر عنهم من خطر العقارب والاستفادة منها طبيا وعلميا بجانب دعم المحافظ الكامل وحماسه للمشروع والتوجيه بتوفير كل الإمكانيات المتاحة نحو التنفيذ الأمثل كان أكبر العوامل التى ساهمت فى البدء الفعلى فى المشروع حتى الوصول على مرحلة أول استحلاب لسم العقرب من الأعداد التى تم جمعها.