التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 02:00 م , بتوقيت القاهرة

فيديو...الأيادى الناعمة تتحدى المألوف فى قنا.. العمل بدأ بـ30 فتاة فى ورش صناعة "الأرابيسك"

 

 

 

 

الأرابيسك أحد الفنون العربية الإسلامية التى تعمل على التزيين والزخرفة لرسم أشكال هندسية متداخلة بحرفية عالية على الخشب، وهو حرفة يعمل بها الرجال فى المقام الأول لأنها تحتاج لقوة بدنية لتقطيع ألواح الخشب، وكذلك تركيز عالى ودقه فى الحفر وتشكيل قطع الخشب.

ففى قرية الجمالية أقصى جنوب محافظة قنا هناك عشرات الفتيات تحدين المألوف والعادات والتقاليد التى تحكم صعيد مصر، ليعملن داخل ورشة لصناعة منتجات الأرابيسك ويواجهن التحديات الصعبة للعمل، وكذلك صعوبة الحرفة ذاتها.

وعلى ماكينات كبيرة للتقطيع، لها أصوات عالية تقف الفتيات بثقة وتحدى ليقومن بتقطيع ألواح خشبية تصل إلى 5 أمتار بشكل منظم كخلية نحل، يعملن بسرعة واجتهاد لإنهاء مئات القطع الخشبية الصغيرة بأشكال هندسية وترتيبها بحرفية عالية لصنع منتجات الأرابيسك.

محروس محمد أحمد مشرف مشروع صناعة الأرابيسك يقول إن العمل بدأ فى الورشة بـ30 فتاة بماكينات وأدوات بدعم من مؤسسة النداء للتنمية المستدامة الغير هادفة للربح، لافتا إلى أن العمل منذ سنوات قليلة بجذوع النخيل.

وأضاف محروس:" فى البداية واجهنا العديد من الصعوبات والرفض الشديد من أهالى القرية بخروج الفتيات للعمل بالإضافة إلى العمل بحرف يدوية معروف عنها كعمل للرجال فقط وبدأنا حملات توعية لمحاربة العادات والتقاليد البالية التى تمنع الفتيات من العمل بدعم من مؤسسة النداء للتنمية المستدامة الغير هادفة للربح والتى بدأت بتمويل المشروع ورفع الأجور للفتيات لتحفزيهن على العمل وكذلك تطوير العمل واستخدام ماكينات وتغيير أنواع الخشب المستخدم من استخدام جريد النخل للعمل بأخشاب عالية الجودة " السرسور والزان وأنواع أخرى".

وما بين ماكينات الخراطة الضخمة ومنشار كبير وصاروخ السنفرة، تتنتقل الفتيات للعمل بدقة وحرفية عالية، وتقول عواطف محمد 24 سنة حاصلة على دراسات عليا، أن دخولها لهذه الحرف جاء بهدف خلق فرصة عمل لنفسها واكتساب خبرات أخرى فى حياتها قائلة "الشغل مش عيب البطالة هى الخطأ الكبير الذى يواجه الشباب، مؤكدة لابد أن يسعى الجميع لخلق فرص عمل لنفسه ولا ينتظر الفرص أن تأتى له."

وأضافت عواطف أن تعلم حرفة يدوية سلاح لمواجهة الحياة، مضيفة أنها واجهت العديد من الصعوبات فى رفض أسرتها للعمل فى البداية وعدم قبول أهل القرية لتغيير العادات والتقاليد إلا أن سعيها وتشجيع المشرفين على المشروع للفتيات وحسن تعاملهم فى تعليم وتدريب الفتيات كان له أثر فى دعم الفكرة وتميز الفتيات بالحرفة أيضا مشيرة إلى أن هناك العديد من الفتيات حاصلات على مؤهلات عليا، وفضلن العمل فى حرفة الأرابيسك وحرف يدوية أخرى لاكتساب خبرات حياتية واكتساب صداقات جديدة بدلا من البقاء بالمنزل.

أنوار عبد الموجود 25 سنه حاصلة على مؤهل متوسط، أكدت أن صعوبة العمل كانت فى البداية مواجهة الماكينات الضخمة الخاصة بالتقطيع، مؤكدة أن الفتيات فى البداية كانت تخاف العمل عليها إلا أنه بالتدريب ودعم المدربين تعودن عليها واحترفنا المهنة.

وتقول غادة عبد الحكيم حاصلة على معهد فنى تجارى، إنها أحبت الفكرة منذ بدايتها لتكتسب خبرة جديدة وتخرج لحياة جديدة لا تعرفها معظم الفتيات فى صعيد مصر تستطيع من خلالها الاعتماد على نفسها فى مختلف أمور حياتها.

وتبدأ الفتيات فى شرح عملهم منذ البداية بتقطيع ألواح الخشب الكبرى على ماكينات التقطيع الضخمة ويتم بعدها تقطيع كله ألواح الخشب إلى ما يسمى بـ"السدايب" وهى قطع صغيرة جدا يتم نحتها وتشكيلها على ماكينات خراطة لتصبح ألآلاف من القطع الصغيرة بأشكال هندسية مختلفة وتشكل على حسب القطع الفنية من الأرابيسك 

ويقول الدكتور وليد بريقع المدير التنفيذى للمؤسسة الغير هادفة للربح، أن هدف المؤسسة هو خلق فرص عمل للفتيات فى صعيد مصر لدعم التنمية المستدامة لمختلف نجوع وقرى محافظات الصعيد وتمكينهن اقتصاديا، لافتا إلى أن التحدى أيضا ليس فى خروج الفتيات بصعيد مصر للعمل إلا أنه فى احترافهن لحرف يدوية صعبه للتأكيد على قدرة الفتاة المصرية والصعيدية على مواجهة كافة التحديات وقدرتها على خلق فرصتها للعمل والإبداع والتميز فى هذه الحرف بالإضافة إلى تغيير المألوف من عمل الرجل فقط فى تلك الحرف اليدوية الدقيقة إلى مشاركة الفتيات فى حرف يدوية صعبة.

وأشار بريقع إلى أنه تم المشاركة فى العديد من الفاعليات الخاصة بالحرف اليدوية وكذلك معارض داخل مصر وخارجها للترويج لمنتجات الورش منها معارض بدولة الأمارات وفرنسا والعديد من المعارض الأخرى.