يبدو أنه حان الوقت، أن تتخذ الحكومة البريطانية قرارا جريئا باعادة العلاقات من جديد مع النظام السوري، وأن تقوم بفتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق في أقرب وقت ممكن، هكذا تحدث الدبلوماسي البريطاني أندرو جرين، موضحا أن هناك حاجة ملحة في المرحلة الحالية، أن تقوم لندن باعادة العلاقات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد. 

وقال جرين، في حوار أجرته معه مجلة "ذي هاوس" البريطانية، إن النظام السوري أصبح يحظى بالقبول على المستوى الدولي، في ظل فشل المعارضة السورية تحقيق أيا من أهدافها، موضحا أن هناك حاجة لإظهار قدر من المرونة في التعامل مع النظام السوري.

تصريحات الدبلوماسي البريطاني تأتي بعد أيام من الهجوم العسكري الذي شنته الولايات المتحدة بمشاركة كلا من بريطانيا وفرنسا على مواقع تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو الهجوم الذي أثار حالة من اللغط في المجتمع الدولي في الأيام الماضية، خاصة مع تصاعد الحديث عن أن الهجوم الثلاثي لم يؤتي بثماره.

وشدد الدبلوماسي البريطاني المخضرم، والذي سبق وأن شغل منصب سفير المملكة المتحدة في العاصمة السورية دمشق، على ضرورة تغيير نهج الحكومة البريطانية في التعامل مع النظام السوري في المرحلة المقبلة، إذا ما أرادت بريطانيا أن تقوم بدور فيما يتعلق بالأزمة السورية ومستقبل سوريا في المرحلة المقبلة، موضحا أن المصالح البريطانية تستحق أن تقدم رئيسة الوزراء تريزا ماي المزيد من التنازلات.

واستطرد جرين أنه ينبغي على الحكومة البريطانية أن تعترف بأن التهديد الأكبر الذي يواجه بريطانيا والعالم، ليس هو وجود الأسد على رأس السلطة في بلاده، ولكن هو وجود العديد من التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، وغيره من الميليشيات المتطرفة، موضحا أن مثل هذه التنظيمات تمثل التهديد الأكبر للعالم منذ الحرب العالمية الثانية.