التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 10:51 م , بتوقيت القاهرة

دراسة توضح دوافع هجوم "أردوغان" على الشريعة الإسلامية بعد تأييده لها

أردوغان
أردوغان
 
قاد الرئيس رجب طيب أردوغان هجوما كبيرا على الشريعة الإسلامية، وهو يطالب بإعادة النظرفى أحكام فقهاء الإسلام الكلاسيكسة والقديمة، ويؤكد:"لا يمكن تطبيق الإسلام بأحكام صدرت قبل 14 و15 قرنا، وتطبيق الإسلام يختلف بحسب المكان والزمان والظروف، وهنا يكمن جمال الإسلام".
 
أردوغان
أردوغان
 
فى خطوة تمثل تراجعا كبيرا على تصريحاته السابقة، التى دعا خلالها إلى الحفاظ على الشريعة الإسلامية والتمسك بها، بما يعكس تناقضا كبيرا بين"أردوغان" الأمس واليوم.
 
وفى ورقة بحثية قدمها الباحث فى الإسلام السياسى مصطفى زهران تحت عنوان "مركزية الدين وتحولات البنى المجتمعية"، أكد خلالها أن التحولات الدينية التى رافقت تصريحات"أردوغان"، يؤكد وجود صراع فى الأفكار التى تشهدها الدولة التركية؟
 
ويؤكد الباحث أن "أردوغان" بتصريحاته المتأرجحة يحاول خلاله اللعب على وتر الإختلاف فى الأفكار التى يعتنقها العلمانيون والدينيون، لكن هذا لايمنع من دخول تركيا إلى مرحلة أكثر صعوبة تمهد العودة إلى العهد القديم الرافض لدخول الدين فى المجتمع.
وهوما يقود فى النهاية لصراع قوى، خوفا من اختطاف الدين للدولة العلمانية.
 
ولكن عودة "أردوغان" إلى الدين لإقرار الشريعة مرة آخرى فى بعض تصريحاته يفسح المجال أمام الخطباء والطرق الصوفية لإعادة المؤسسة الدينية التى ساهمت فى إذكاء الحرب ضد عفرين، عبرإستغلالهم لتأييد الحرب ضدها.
 
وهى خطة تعمدها "أردوغان" لتدشين عهد جديد يحتل فيه الدين مساحة كبيرة بين المجتمع، عكستها تصريحاته الأولى التى قادها للعودة إلى الشريعة الإسلامية، والتى هدفت فى الأساس لخلق حاضنة اجتماعية تشجع الحرب ضد عفرين، وهى تصور المقاتل التركى على أنه مقاتل "محمدى"، وأن ما يقوم به جنود الدولة التركية ما هو إلا جهادا.
 
ويخلص الباحث فى دراسته حول تحولات "أردوغان" إلى أنها جميعا تهدف إلى إقحام الدين فى المشهد السياسي، كمحاولة لإستعادة عافيته لترسيخ أقدامه في المجال العام، وإفساح الطريق له لكي يتبوأ دور في عودة تركيا للعالمين العربي والإسلامي بعد قطيعة دامت لأكثر من ثمانية عقود ويزيد