التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:08 م , بتوقيت القاهرة

لماذا يحتفل العالم بـ"ساعة الأرض"؟

تتسبب الأنشطة البشرية، على نحو غير مستدام في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، من "ثاني أكسيد الكربون، الميثان"، ما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة تغير المناخ، والاحتباس الحراري التي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، وبالتالي ارتفاع مستوى البحر وظهور مجموعة من الأحداث الجامحة التي سيكون لها أثار بعيدة المدى على التنمية في جميع أنحاء العالم.

نهاية العالم
 

من هنا تشارك مصر اليوم في المبادرة العالمية لإطفاء الأنوار "ساعة الأرض"، من الساعة 8.30 إلى 9.30 مساء، بإطفاء أنوار عدد من المعالم السياحية المهمة بالمحافظات المصرية، ومنها "الأهرامات، أبي الهول، برج القاهرة، مكتبة الإسكندرية، قلعة قايتباى"، وبعض المعابد الأثرية بالأقصر "الكرنك"، وبعض الفنادق الكبرى، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الجهات المختلفة، بهدف تعزيز الوعي بأهمية اتخاذ خطوات جادة للحد من معدلات الاستهلاك ووقف الهدر في الموارد، وذلك لتقليل الإنبعاث الحراري

الاهرامات-و-ابو-الهول
 

الاحتباس الحراري

منذ ظهور الإنسان على كوكب الأرض قبل مليونَي عام، وحتى القرن الخامس عشر لم يتغيّر الكثير على مناخ الأرض الذي حافظ على درجات حرارته بسبب عدم تأثير الإنسان الكبير خلال تلك المرحلة، ولكن مع تطوّر عقل الإنسان وبداية عصر الاختراعات منذ القرن الخامس عشر وحتى الآن، وظهور الثّورة الصناعيّة في أوروبا، بدأ مناخ العالم بالتغيّر تدريجياً ليظهر ما يُعرف بالاحتباس الحراريّ.
 
nile_waterfall_title_1920-mr_ozajrdl

أصبحت المُشكلات تتراكم فوق هذا الكوكب لدرجة أنّها تُهدّد سلامة الحياة على كوكب الأرض، ولم يتمّ حتى اليوم تطبيق الحلول اللازمة لإنقاذ الكوكب من الدّمار، والذي يرتبط بشكل أساسيّ بالتطوّر التكنولوجيّ والصناعيّ، ولذلك الأرض لم تعُد تحتمل المزيد من التلوّث أو ما يضرّ بها، فقد أصبحت ملوّثةً بشكل كبير جداً، وقد يأتي الوقت الذي لا تعُد الأرض مكاناً يُمكن العيش عليه.

الاحتباس الحراري   

الاحتباس

ارتفاع درجة الحرارة تدريجيّاً في الطّبقة السُّفلى القريبة من سطح الأرض والقريبة من الغلاف الجويّ المُحيط بالأرض بسبب ارتفاع نسبة غاز ثاني أُكسيد الكربون، والميثان، وغاز أُكسيد النّيتروز، وغاز الكلورفلوركربون الذي يُعدّ من أخطر الغازات لأنّه يُسبّب تآكل طبقة الأوزون، وبعض الغازات الأُخرى في الغلاف الجويّ النّاتجة عن نشاطات الإنسان الصِّناعيّة والتلوّث النّاجم عنها، وتُسمَّى هذه الغازات بالغازات الدّفيئة، والتي تُعتبر العامل الأول لحدوث الاحتباس الحراريّ بسبب امتصاصها لأشعّة الشّمس، وزيادة نسبتها في الجو فتعمل على رفع درجة الحرارة بسبب امتصاصها للأشعّة تحت الحمراء.

الإحتباس الحراري
 

بعض هذه الأشعة تمتصّها طبقات الغلاف الجويّ، لكن الأشعة طويلة الموجات يمتصّها سطح الأرض وتُسبّب ارتفاع درجة حرارة الأرض، ثم تَبعث الأرض هذه الحرارة مرّة أُخرى إلى طبقات الغلاف الجويّ على شكل موجات طويلة، فتمتصّها غازات الغلاف الجويّ ولا تسمح بنفاذها إلى الفضاء الخارجيّ، ممّا يُسبّب ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات وسطح الكرة الأرضية بشكل عامّ عن المُعدّل الطبيعيّ.

أسباب حدوث الاحتباس الحراري

النّشاطات البشريّة

قطع الاشجار
 

- استخراج وحرق الفحم الحجريّ في بداية انتشار الصّناعات.

- تطوّر استخدام الوقود الأحفوريّ إلى النّفط والغاز بشكل كبير جدّاً.

- استخدام غاز الكلوروفلوروكربون في أنظمة التّبريد والذي ساعد على اضمحلال طبقة الأوزون.

- قطع الأشجار وتقلّص الطّبقة الخضراء على سطح الأرض بفعل الكائن البشريّ.

- تمدّد الزّحف العمرانيّ إلى المناطق الزراعيّة، وانخفاض رُقعة المساحة المزروعة.

الأحداث الطبيعيّة

البراكين، والرّياح الشمسيّة، وحرائق الغابات.

السيناريو الأسوء

قياسات الأقمار الصناعية لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا تقدر أنه منذ سنة 2004 يخسر القطب الجنوبي 130 ميار طن من الجليد سنويا، وفي جزيرة روبرت الواقعة قبالة السواحل القطبية يمكن ملاحظة تقلص المساحات الجليدية بشكل محدود على عكس مناطق أخرى حيث خسائر هذا التقلص تبدوا أكثر وضوحا.

بيتر كونفي

زوبان الجليد

يقول عالم البيئة والباحث الإنجليزي بيتر كونفي، إن 97% من شبه الجزيرة القطبية الجنوبية لازال مغطى بالثلوج، ولن تتبخر فجأة في لحظات، لكن ذوبان كميات قليلة كافي لتزايد كميات المياه التي تصب في المحيطات بشكل كبير مما يأثر كثيرا في ارتفاع مستوى البحار.

آنيليكا كزانوفا

الباحثة الشيلية آنيليكا كزانوفا المتخصصة في علم الأحياء، استنتجت منذ زيارتها الأولى سنة 1995 لجزيرة روبرت كل التغيرات التي عرفتها الجزيرة، ولعل نمو النباتات بين الأحجار هو أكبر دليل على التغير المناخي الذي تشهده المنطقة.

تقول الباحثة إنه "كما نعلم القطب الجنوبي هي المنطقة التي عرفت بأنها الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة، ووصل إلى ثلاث درجات مئوية خلال الخمسين سنة الماضية، ونعتقد أن هذه النباتات دليل على التغيير المناخي، خصوصا الارتفاع الحراري لأنها ترصد لنا التغير بدقة".

الدراسات الأخيرة كلها تؤكد أنه لن يكون هناك تراجعا في ارتفاع مستوى المياه في السنوات القادمة، بل على العكس الغازات الدفيئة التي تسبب بها الإنسان في الغلاف الجوي ستستمر في التأثير على أنماط الرياح حول القطب الجنوبي بشكل متزايد، ما سيدفع بالمياه نحو القارة متسببة بدورها في تآكل قاعدة الجليد.

وحسب العلماء، فإنه خلال القرنين القادمين سيتسبب ذوبان الجليد في القطب الجنوبي في ارتفاع مستوى البحار وسيصل إلى عشرة أقدام، ما سيغير هذا الارتفاع جذريا خريطة العالم، وسلبا على حياة الملايين من السكان خاصة قاطني المدن الساحلية، وحسب توقعات البنك العالمي، فإن مدن "كميامي، نيويورك، مامبي" ستعرف خسائر قد تصل إلى تريليون دولار سنويا نتيجة الفيضانات.

اقرأ أيضاً

اليوم.. مصر تشارك في فعاليات الاحتفال في ساعة الأرض

الاحتباس الحراري يهدد "ذبابة الخل" بفقد القدرة على التكاثر