نون النسوة..في اليوم العالمي للمرأة..هؤلاء المصريات نتذكرهن
هؤلاء العظيمات جئن إلى ذاكرتي حينما استيقظت اليوم ورأيت التدوين المستمر والهائل عن اليوم العالمي للمرأة، هؤلاء النسوة اللاتي لم أجهد عقلي في البحث عنهن، بل تذكرتهن فورا، تذكرتهن وسط انشغالات اليوم، ووسط الكم الهائل من الموضوعات الصحفية التي تُعاد استخدامها، وليس يُعاد نشرها، فحينما نعيد نشر معلومات منشورة، نحن لا نقدم جديدا للقارئ، بل نعيد استخدام ما استخدمناه من قبل، وفي قوائم النسوة اللاتي نحتفل بهن، والتي نعيد استخدامها، لا نتذكر سوى عالمة الذرة سميرة موسى، ولا نحتفي إلا بهدى شعراوي، ولا نتذكر سوى حتشبسوت، والأميرة فاطمة بنت الخديو إسماعيل.
هؤلاء هن أغلب السيدات اللاتي يتم نشر سيرهن، على أنهن وحدهن من قدمن لسيرتنا المصرية ما غير في حياتنا، وأضفن لتاريخنا، إلا أن هذه السطور ترغب في الاحتفاء بأخريات، قدمن الكثير، ويا للعجب لا يذكرن إلا في مواضع أخرى، هنا نرغب في الاحتفاء بهن في اليوم العالمي للمرأة، لأنهن قدمن الكثير، قدمن في الفن، والسينما، قدمن في الغناء، وأثرين كل هذه المجالات، حينما استيقظت اليوم، وعرفت أن العالم يحتفي باليوم العالمي للمرأة، تذكرت شادية، ونجاة، تذكرت شهرزاد، أم الحكاية، أو زوزو نبيل بطلة ألف ليلة، وتذكرت أمينة، بطلة الثلاثية لنجيب محفوظ، تذكرت أيضا رضوى عاشور، أكثر كاتبة مصرية آلمتني كتابتها، خاصة في عملها المهم " ثلاثية غرناطة"، وصف طويل من الكاتبات المصريات المهمات والبارزات، تقفن فيه "سلوى بكر" و"أهداف سويف" و"نوال السعداوي" وغيرهن.
هنا بضعة سطور لتكريم هؤلاء النسوة اللاتي أحببتهن، في يومهن.
شادية..ليست مجرد دلوعة..بل هي الفنانة الشاملة
ليست "شادية" مجرد دلوعة، ولا يمكن أن ننظر إليها تلك النظرة الضيقة، ولو أن مانحي الألقاب الفنية حصروا شادية في تلك المكانة، إلا أن أدوارها المهمة، التي تنوعت بين الأعمال الدرامية، والأعمال الكوميدية، وغيرها، لا يمكن أن تحصرها مطلقا في "الدلع" أو "الدلوعة"، شادية في "المرأة المجهولة" غير "شادية" في "الزوجة 13"، وشادية التي جسدت دور الأم المضحية في فيلمها المهم "لا تسألني من أنا" غير شادية التي جسدت دور الأم التي تحمي ابنها من شر الفضيحة، المضحية أيضا في "المرأة المجهولة"، وهي الفتاة اللعوب في "زقاق المدق" وهي الزوجة اللعوب في "ارحم حبي"، كما أنها "فؤادة" التي تشعل ثورة في البلد في "شيء من الخوف" وهي الزوجة الخائنة في "الطريق" كل هذه الأدوار الدرامية، تشي أن الفنانة التي رحلت عن دنيانا العام الماضي، ليست مجرد دلوعة، بل فنانة شاملة، وإحدى أيقونات الحياة المصرية الفنية.
نجاة الصغيرة..أيقونة الغناء المصرية..قصة الحب الرقيقة
لا أعرف لماذا كلما استمعت لها، تذكرت على الفور أغنيتها في فيلم " الشموع السوداء"، "لا تكذبي" تلك الأغنية التي كتبها لها مأمون الشناوي، وما أثير عما وراء هذه الأغنية من قصة حب، بين مؤلف الأغنية، وصاحبتها، تظل قصة الحب سواء الحقيقية، أو تلك التي في الفيلم، أكثر ما تتذكره الذاكرة، كلما لاحت من بعيد بعض كوبليهات الأغنية، أو كلما أدارها أحدهم في الراديو، أو التلفزيون.
لم تكن أغنية "لا تكذبي" درة أعمال نجاة الصغيرة، بل ربما تغلبت أغنيتها "أيظن" عليها، التي كتبها لها الشاعر الكبير الراحل نزار قباني. نجاة الصغيرة حالة مصرية خاصة، فهي الفنانة التي أبدعت منذ عام أغنية جديدة هي "كل الكلام قلناه"، ولعل هذا ما جعلني أختارها للكتابة عنها في يوم المرأة العالمي، أو المصرية بشكل خاص، فعزلتها، واعتزالها الطويل للغناء، لم يقف مانعا أمام عودتها، ولعل هذه العودة لفنها، أحيا داخلنا حنينا لزمنها، في يوم المرأة العالمي، تتربع نجاة الصغيرة على منصة النسوة المصريات الواجب تذكرهن، والإشادة بما قدمنه في مجالهن.
زوزو نبيل..شهرزاد ألف ليلة المصرية
صوتها يُرجف القلوب، لا يُنسى، صوت تحول إلى أثر، عملة، وطابعا محفورا في قلوبنا وآذاننا، إنها زوزو نبيل، التي تفتح وعيي عليها، وهي تقول "بلغني أيها الملك السعيد..ذو الرأي الرشيد" هذا الصوت نفسه الذي لم أزل أسمعه يتردد، كلما فتحت صفحات ألف ليلة وليلة، زوزو نبيل التي لا أتذكر أدوار الشر التي أدتها، بقدر ما أقف كثيرا عند صوتها الذي حفظته لنا ذاكرة الإذاعة المصرية، كما تألقت أمام الأجيال الجديدة، ومنهم شريهان، في مسلسل ألف ليلة وليلة، وربما لم تكن البطولة لشريهان، بقدر ما كانت لزوزو نبيل في هذه الدراما التلفزيونية الشهيرة والمعروفة باسم "كريمة- حاليما- فاطيما" خاصة دورها في الدويتو الشهير الذي أدته مع الفنان جمال إسماعيل "مشكاح وريما".