التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 11:32 م , بتوقيت القاهرة

اليونان وتركيا .. عداوة تاريخية لا يقضي عليها الناتو

جولة جديدة من العلاقات المعقدة بين تركيا واليونان، حيث دخلت الدولتان في أزمة سياسية جديدة بعد اعتقال تركيا لاثنين من حرس الحدود اليوناني بتهمة التجسس.


بمجرد اشتعال الأزمة خرجت المظاهرات في العاصمة اليونانية أثينا لتندد بالحكومة التركية، وتم حرق العلم التركي في الشوارع بينما ارتفعت لافتات تطالب بالإفراج الفوري عن حرس الحدود اليوناني الذين اعتبرهما المتظاهرين "مخطوفين ورهائن" لدى تركيا.



من جهة أخرى نددت تركيا بحرق علمها وقالت في بيان لوزارة الخارجية اليوم الأربعاء إن المظاهرة في أثينا نظمها حزب عنصري يوناني وقالت إن الاعتداء على علم الدولة التركية عمل دنئ وطالبت الحكومة اليونانية بالقبض على المسؤولين عن حرق العلم.


بينما على نحو أخر علقت صحيفة "نيويورك تايمز" ومجلة "فورين بوليسي" على التصرفات التركية بأن "سياسة تركيا الخارجية أصبحت تتلخص في أخذ الرهائن" حتى تضغط على الدول الغربية لتحقيق مطالبها.


وذلك في إشارة للتوترات الأخيرة بين أنقرة ودول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا حيث كانت أنقرة اعتقلت صحفي ألماني من أصول تركية في اسطنبول العام الماضي في نفس الوقت الذي اشتعل فيه الخلاف بين البلدين على أعداد المعتقلين الضخمة في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري في يوليو 2016.


أما مع اليونان فإن الحكومة التركية لها خلافات أخرى على رأسها ملف التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط وذلك لأن الحكومة التركية تدعي لنفسها حقوقا غير قانونية في منطقة شرق المتوسط لتوقف جهود قبرص واليونان في المنطقة لاكتشاف الغاز.


ولذا يعتبر موقع أهفال التركي المعارض أن أنقرة ستستمر في سياسة استفزاز أثينا حتى تنشئ لنفسها نفوذا على حساب دولة يفترض أنها زميل في حلف الناتو.


وهو ما كان حذر منه الكاتب روبرت مكدونالد عام 1988 في مقاله "مشاكل التحالف في شرق المتوسط : اليونان وتركيا وقبرص" حيث قال "ليكون هناك تحالف يعني أن يكون هناك تلاق في المصالح ولكن موقف اليونان وتركيا المتصارعتين تاريخيا يجعل الناتو في موقف حرج".


بين اليونان وتركيا تاريخ معقد قائم على الحرب والاحتلال، فأسيا الصغرى "تركيا حاليا" كانت أرضا بها مستعمرات ومدن يونانية قام الأتراك بطرد اليونانيين منها وتغيير اسم المنطقة على اسمهم.


بينما اليونان الحديثة تم إنشائها على بعض أنقاض الدولة العثمانية الميتة في 1922.. وهي الفترة التي شهدت معاهدة لوزان وطرد مليون يوناني مسيحي من الأراضي التركية مقابل ترحيل السلطات اليونانية لنحو 400 ألف تركي ووقتها خسرت الجمهورية التركية الحديثة أيضا بعض الأراضي في بحر إيجة كانت تعتبرها من أساس الدولة التركية الجديدة.


وبما أن العلاقات الثنائية بين البلدين قائمة على معيار القوة فإنه بحسب موقع أهفال، فإن أثينا أرسلت رسالة خاطئة لأنقرها شجعتها على هذه السياسة وذلك لأن الحكومة اليونانية أهملت تحديث قوتها العسكرية أو تجديد سفنها الحربية كذلك قامت بتعيين سياسي بلا أي خبرة أو خلفية عسكرية في منصب وزير الدفاع مما جعل الحكومة التركية تعتبر أثينا فريسة سهلة تختطف جنودها من على الحدود.


اقرأ أيضا


"مقدونيا".. هل تُغير اسمها من أجل اليونان؟


بلطجة عثمانية .. تركيا تحاول فرض نفسها في شرق المتوسط