لازال سر التحنيط لدى القدماء المصريين، سرا عجز العقل البشرى عن فهمه، فرغم التقدم العلمى الهائل، ومحاولات التحنيط الكثيرة التى قام بها العلماء، يقف العلم عاجزا عن تفوق أجدادنا المصريين منذ ألالاف السنيين.

وخلال عملية التحنيط، لم يترك المصريين القدماء شيئا بمحض الصدفة، فكل ما قاموا به كان محسوبا بحسابات دقيقة، وكل ما تم اكتشافه من مقابر لفراعنه محنطيين، وجد بها أدوات وأوانى، كان جميعها بمثابة رموز ودلالات وفلسفة خاصة بالمصريين، ومنها الأواني الكانوبية، و هي أوانيّ استخدمها القدماء المصريين خلال عملية التحنيط لتخزين وحفظ أحشاء الموتى للآخرة.

كانت تصنع عادة من الحجر الجيري أو من الفخار، لم تكن الأحشاء كلها تحفظ في إناء كانوبي واحد، ولكن كان هناك 4 أواني كانوبية، كل منها لحفظ عضو معين: المعدة، الأمعاء، الرئتين، الكبد، والتي كان يعتقد أن الميت سيحتاجها في الآخرة، وكان يترك القلب فى الجسد حيث كان يعتقد المصريون أنه مقر الروح .

تميزت الأواني الكانوبية في عصر الدولة القديمة بأنها كانت نادرًا ما تُنقش، وكان لها غطاء عاديًا، و في العصور الوسطى أصبحت النقوش أكثر شيوعًا، كما أصبحت أغطية الأواني على شكل رؤوس بشر، في الأسرة التاسعة عشر، صنعت أغطية الأواني الأربع بحيث أن كل منها يصور واحدًا من أبناء حورس الأربعة، كحراس للأعضاء داخل الأواني، لكى يبعث من جديد فى العالم الآخر.

وكان يتميز كل إناء يتميز عن الأخر فى شكل الأغطية والسدادات التى كانت تأخذ شكل ألهة جنائزية، وظيفتها حماية الأعضاء الداخلية للمتوفى، كما صنعت من مواد مختلفة مثل الحجر الجيرى والالبستر "المرمر"، والجرانيت وغيرها، وقد اختلف شكل غطاء كل من الأوانى الأربعة، منها من اتخذ الشكل الإنسان والأخر شكل قرد البابون وشكل ابن اوى وشكل الصقر حورس، وكانت توضع هذه الانية بجوار تابوت المتوفى.

<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/OScquLm025c" frameborder="0" allow="autoplay; encrypted-media" allowfullscreen></iframe>

ولكل إناء اسم ، على سبيل المثال الإناء الذى يأخذ شكل قرد البابون كان يسمى "حابى"وكانت تحفظ به الرئه ، والإناء الذى يأخذ الشكل الأدمي كان يسمى "امنستى"وكان مسئولا عن حفظ الكبد ، والإناء الذى يأخذ شكل ابن اوى كان يسمى "دوا موتف "وكان يحفظ به المعدة والأمعاء الدقيقة ، والذى كان على شكل الصقر كان يسمى "قبح سنواف "وكان يحفظ به الأمعاء الغليظة.

اقرأ أيضًا

"ليه الفراعنة عندهم ذهب وإحنا لأ؟".. خبير آثري يكشف السر