احياء الموتى حلمًا ظل يراود البشرية منذ معجزة المسيح  عيسى عليه السلام ،الذي عرف أنه يحيى الموت وهى رميم طبقا لما ذكربالقرآن الكريم، وعلى مدار السنوات الماضية تحولت أحلام عددًا كبيرًا من العلماء إلى وعود مستمرة بقدرتهم على عودة معجزات الأنبياء من جديد لتكون في العصرالحديث.

وهو ما كشفه دينيس كوالكسى 49 عاما، مدير معهد حفط الخلايا الحية بالتبريد، والذي أكد اكتشافه لتقنيه جديدة لإحياء الموتى من قبورهم وإعادتهم إلى الحياة من جديد، مؤكدًا أن أول حالة بشرية مجمدة بواسطة الخلايا الجذعية المبردة ستكون في غضون 50 إلى 100 سنة تقريبًا، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

حلم " كوالكسى" لم يكن هو الأول من نوعه، ولكنه سبق عددًا كبيرًا من العلماء اللذين روادتهم أحلام بإحياء الموتى، ولم يقف حدود إحياء الموتى فقط عند حلم العلماء، ولكنه ظل سؤالا شاغلا اختلف في تفسيره عددا من علماء الدين على مدارالتاريخ الإسلامى، والتي أكدت أن إحياء الموتى لم تحدث في عهد الرسول محمد، أو ايا من أصحابه

وهوما أجمعت عليه كل رواه الأحاديث النبوية التي ذكرت وقائع إحياء الموتى طبقا لآيات القرآن الكريم، الذي اقر إحياء الموتى لدى سيدنا عيسي ابن مريم

إحياء الموتى عند الرسول محمد

إلا أن كتاب "البيهقى" في دلائل النبوة وابن كثيرفى البداية والنهاية نقلا عن أنس بن مالك، قال إن عجوزًا عمياء مهاجرة كان لها ابن أصابه وباء فمرض أياماً ثم مات، فغمضه الرسول وأمربتغسيله

وأثناء تجهيزه للدفن جاءت أمه وجلست بجواره ودعت الله باكية: "اللهم، إني أسلمت لك طوعاً وخلعت الأوثان زهداً وهاجرت إليك رغبة، اللهم لا تشمّت بي عبده الأوثان، ولا تحمّلني من هذه المصيبة ما لا طاقة لي بحملها، فما إنتهت من كلامها حتى قام ولدها حيا، وعاش بعد ذلك عمرا طويلا.

وظل حلم إحياء الموتى قاصرًا على الأنبياء، حتى نسب القرآن الكريم كرامة إحياء الموتى إلى أولياء الله الصالحين، وكان أبرزهم الخضر، الذي رافق سيدنا موسي فى رحلته، وذكرها القرآن الكريم

وهوما أكد عليها ايضا ابن تيميه الذي أكد في كتابة "النبوات" إمكانية قيام المعجزة لدى الصالحين، والأتقياء من عامة الناس

ولم يقف ذكرابن تيمية على إحياء البشر فقط، ولكنه امتد إلى إحياء الحيوانات النافقة، وهو ما حكاه عن التابعي صلة بن أشيم الذي عندما مات فرسه وهو في الغزو، قال "اللهم لا تجعل لمخلوق علي منة"، ويكمل ابن تيمية بأنه "دعا الله عز وجل فأحيا له فرسه

وفى هذا الإطارترصد "دوت مصر" بعضا من النماذج في القرآن الكريم، التى أحيى فيها الموتى

سيدنا إبراهيم وإحياء الموتى

ذكر المفسرون أنّ إبراهيم عليه السَّلام رأى جيفة تمزقها السباع، فيأكل منها سباع البر، وسباع الهواء ودواب البحر، فسأل الله سبحانه وقال: ياربّ قد علمت أنّك تجمعها في بطون السباع والطير ودواب البحر، فأرني كيف تحييها لأُعاين ذلك؟

فلبى الله عز وجل طلب إبراهيم في سورة البقرة ?وإذ قال إبراهيمُ ربِّ أرني كَيفَ تُحِي الموتى قالَ وَلَم تُؤمن قالَ بلى ولكن لِيَطمَئِنَّ قلبي، قال فخُذ أَربَعَةً من الطَّير فَصُرهُنّ إلَيكَ ثّم اجعَل على كلِّ جَبَل منهُنَّ جُزءاً ثَمَّ ادعُهُنَّ يأتينَكَ سَعياً واعلَم أنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيم?)

إحياء الرجل الصالح

كما ذكر القرآن الكريم إحياء الرجل الصالح الذي مر على قرية خاوية سقطت سقوفها، فتساءل في نفسه، كيف يحيي الله أهلها بعدما ماتوا، فأماته الله مائة سنة ثم أحياه، فسمع نداءً من السماء: "كم لبثت؟" فقال: "لبثت يوماً أو بعض يوم"

إحياء قوم بنى إسرائيل

إنضم قوم بنى إسرائيل إلى قائمة من عادوا إلى الحياة، ويؤكد المفسرون أن قوماً من بني إسرائيل فروا من الطاعون أو من الجهاد، لمّا رأوا أنّ الموت كثر فيهم، فأماتهم الله جميعاً، وأمات دوابهم. ثمّ أحياهم لمصالح مذكورة في الآية التالية، قال سبحانه: ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْل عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَيشكرون".

إحياء قتيل بني إسرائيل

ذكرالقرآن الكريم أيضا أن رجلا من بنى إسرائيل قتل قريباً له غنياً، ليرثه وأخفى قتله له، ورغب اليهود في معرفة قاتله، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة، ويضربوا بعض القتيل ببعض البقرة، ليحيا ويخبر عن قاتله، وهو ما ذكره القرآن الكريم  ?وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"

إحياء 70 رجلا من من قوم موسى

ذكر المفسرون أنّ موسى عليه السَّلام اختار من قومه سبعين رجلاً حين خرج من الميقات ليكلمه الله سبحانه بحضرتهم، فيكونوا شهداء له عند بني إسرائيل لعدم وثوقهم بأنّ الله سبحانه يكلّمه، فلما حضروا الميقات، وسمعوا كلامه تعالى سألوا الرؤية، فأصابتهم الصاعقة فماتوا، ثم أحياهم الله تعالى

 إيقاظ أصحاب الكهف

روى المفسرون أنّ فتيةً من قوم آمنوا بالله تعالى وكانوا يخفون إيمانهم خوفاً من ملكهم، الّذي كان يعبد الأصنام ويدعو إليها، ويقتل من خالفه، والفتية كانوا على دين المسيح، وكان كل واحد منهم يكتم إيمانه عن صاحبه، ثم اتفق أنّهم اجتمعوا وأظهروا أمرهم لبعضهم، ولجأوا إلى كهف فضرب سبحانه على آذانهم، فناموا في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين، ثم بعثهم.

وهو ما ذكرته الآيه الكريمة: ?إِذْ آوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَىِّءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا?.

إقرا ايضا

هل يمكن منع الإرهابيين من التصويت في الانتخابات؟.. دستوريون يجيبون