من في سن الشباب حاليا يتذكر جيدا شخصيات "ويندي دارلينج" "وبيتر بان" من الكتاب الشهير" جيمس م. باري " ، والذي ترجم في فيلم كارتون حمل نفس الاسم، حيث كان بيتر صبي صغير يرفض أن يكبر، ولا يريد أن يتحمل مسئوليات شخص بالغ، وقبل كل شيء، يتطلع إلى العيش حياة مغامرة دون الحاجة إلى الدخول في عالم الاستقرار والنضج، وهو هنا يصور جميع فئة الرجال الغير ناضجة.

ولكن ماذا عن "ويندي دارلينج"، إنها نموذج الفتاة التي أصبحت من اليوم الأول ظل لـ"بيتر بان"حتى لا تفقده، بجانب كونها الشخص الذي يقلق على كل شئ مثل تنظيف المنزل، عن رعاية أخواتها الأطفال، فهي تعطي كل شيء للآخرين لأنها تكون سعيدة بذلك.

هناك العديد من النساء اللواتي يرتكبن خطأ "المحبة أكثر من اللازم"، وبالتالي يفقدن احترام الذات، فيجب علينا البحث عن التوازن، يمكننا أن نعشق ونعطي الكثير من المحبة والاهتمام لشركائنا، ولكن بحدود حتي لا ننسى الاحتياجات الخاصة بنا.

خصائص متلازمة ويندي

 يشعر الشخص المصاب بهذه المتلازمة إنه بحاجة إلى توفير الرعاية والاهتمام لأحبائهم، لأنه بهذه الطريقة يجعلوهم سعداء، كما إنهم يضعون احتياجات الآخرين فوق أنفسهم، ثم يبدؤون التضحية برغباتهم وحتى الأشياء التي تهمهم.

بالنسبة لهؤلاء الناس، تقديم الرعاية هو وسيلة لتقديم الحب، وبالتالي تفعل ذلك بحريتها، وهذه الشخصية غالبا ما تصبح "مريحة" لشريك مصاب بمتلازمة بيتر بان، أي الرجال غير الناضجة، ولكن هذا الشئ يصبح متعب جدًا بالنسبة لها وغير صحي.

من الضروري أن نضع في اعتبارنا جانبا هامًا، فمن الممكن أن رعاية ومساعدة الآخرين سوف تجعلك سعيدا، ولكن مع الوقت ندرك أن الآخرين يمكن أن يتلاعبوا بنا من خلال هذه العادة، أو تكتشف أنك تعطي الكثير مقابل لا شئ، وقد يأتي يوم وتشعر بالإحباط والتقليل من قيمتك، ومن هنا تنشأ المشكلة، ولذلك  يجب أن تكون حذرا حتى لا يؤدي هذا السلوك إلى الاكتئاب، كما يجب عليك التخلص تمامًا منه ومحاولة تطبيقه بشئ من التوازن من أجلك.

فيمكنك رعاية شريك حياتك، ومع ذلك، ضع في اعتبارك أنك أيضا تستحق الرعاية، حيث يجب على كلا من الطرفين الفوز وليس شخص واحد فقط، فإذا كنت واحدا من هؤلاء الناس الذين يشعرون بالسعادة عند رعاية الآخرين، تذكر أنه يجب أن تبدأ أولا مع نفسك، فقم بالاهتمام وإسعاد نفسك، وبعد ذلك سوف تكون قادر على تقديم السعادة للآخرين بالشكل الصحيح.