"دي دنيا فوق ده عالم تاني مش معروف، مانحسش فيه بخوف، وفيه نشوف الحلم يبقى حقيقة، وأنا معاك بعيد، أكيد أكيد، بقيت في عالم تاني ماعرفوش"، كلمات هذه الأغنية من إنتاج والت ديزني، التي نجحت وبجدارة وكما السحر في نقلنا إلى عالم أخر لا نعرف عنه الكثير، قد يخيل لك في بعض أفلامها أنه عالم من الخيال لكنه لم يكن هكذا، هم فقط نقلوا جانب من الواقع بطريقة رائعة.

كل شئ في هذه الحياة له وجه أخر، خاصة في فن السينما والأفلام حتى وأن كانت كارتونية، فبعيدًا عن بساطة وسهولة وسحر العالم الخيالي، الذي ينقلنا إليه ديزني، هناك وجه أخر من خلال كل شخصية من الشخصيات، ولاسيما أن هذا الوجه الأخر كان نوع من أنواع الأمراض والأبعاد النفسية.

Finding nemo

"بس بس بس .. ماتخافش .. بابا جيه! .. بابا لقاك! .. أوعدك .. مش هخلي أي حاجة وحشة تحصل لك .. يا نيمو"، هذه الجملة كفيلة أن تريك البعد النفسي لشخصية السمكة مرهف في كارتون "البحث عن نيمو"، وهي الخوف، والاعتقاد في السيطرة على كل شئ، إلا أن يفاجئه القدر بضياع ابنه نيمو، رغم خوفه الشديد ومنعه من ممارسة أي شئ، ليقرر أن يتحدى نفسه ويخوض رحلة طويلة في المحيط للبحث عنه.

ترافق مرهف فر رحلته عن نيمو، سمكة تدعي دوري تعاني أيضا، من اضطراب نفسي أخر وهو "فقدان الذاكرة قصير الأمد"، ليتقابلوا أثناء رحلتهم مع سمكة أخري تعاني من اضطراب الوساوس القهري والاكتئاب، فقد يبدو الفيلم مجرد فلم كرتوني مسلي، إلا أنه استطاع نقل عدة أمراض نفسية بطريقة ذكية وبسيطة ومسلية.

Inside out

تدور قصة هذا الفيلم حول العديد من المشاعر والانفعالات الإنسانية، وأكثر ما لفت النظر خلال هذا الفيلم، هو الاهتمام بمرض"الاكتئاب"، كما في حالة "رايلي"، حيث تم نقلها لولاية أخرى بناءًا على غربة والديها، وهو ما ساعد في شعورها بالاكتئاب وانتابها الشعور بالخوف، وكانت ترفض تمامًا أي تعامل خارجي، وكانت دائمًا تميل للعزلة والبكاء، ولكن ساعدتها الذكريات في تجاوز هذه المحنة.

هذا الفيلم وضح بشكل كبير أن ديزني على دراية بعلم النفس والمشاعر الانفعالية، حيث إن لكل شعور قيمة مضافة في مختلف لحظات الانفعال وكيف يمكن لعلمية التذكر الإسهام في سرد مراحل الحياة والذاكرة بين لحظات صعبة وأخرى عظيمة، ودورها في الخروج من أي أزمة.