سميرة موسي .. رحلة ميلاد "ميس كورى الشرق" من الذرة للاغتيال
" الموت يختار البشر بعناية" حكمة عرفت طريقها إلى مصير العالمة سميرة موسي، الفتاة التي إختارت طريق العلم، دون أن تستسلم للمثل الشعبي "ضل راجل ولا ضل حيط"، وهى تختصرالمسافات الطويلة برعاية أبيها، الذي آمن بها، فتحول إلى سند حقيقى
وكأن القدرأراد أن يكافئها بهذا الأب النادر، الذي أدرك قيمة ما انجبه فحافظ عليه جيدًا وهيئ له الظروف بقريتها التابعة لمركززفتى بمحافظة الغربية، والتي ولدت بها في 3 مارس عام 1917، لتتجاوز الحفرالعميقة التي يقذفها المجتمع في طريق أي فتاة طموحة ويحبطها، لكنها أكملت مسيرتها التعليمية، في وقت فرضت فيه التقاليد قيودًا تمنع عمل المرأة، وواصلت طريق العلم لتصبح أول عالمة تلقب باسم "مس كورى الشرق".
البداية كانت من كلية العلوم بجامعة القاهرة التي استقبلت "موسي" فورانتهاء مرحلتها الثانوية، لتصبح أول معيدة في الجامعة، ليضع القدر معلم نبيل في جانبها تمثل في الدكتورمصطفى مشرفة، حيث هدد بتقدم استقالته في حالة عدم تعيينها بعد رفض إدارة الجامعة ذلك، فتكللت جهوده بالنجاح، وعينت "موسى"
رحلتها فى أمريكا
واصلت عالمة الذرة الجميلة منحة دراسة الذرة في الولايات المتحدة عام 1951 بجماعة كاليفورنيا، واستجابت لها، واتيحت لها فرصة لأول مرة فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية.
أنجزت سميرة موسى رسالة الدكتوراة في عامين، وقضت السنة الثالثة في أبحاث مكثفة وصلت من خلالها إلى معادلة مهمة (لم تلقَ قبولًا في العالم الغربى آنذاك) تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة، مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع.
وعلى الرغم من تلقيها عروضًا كي تبقي في أمريكا، إلا أنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل بشكل مفاجىء، لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة - زميلها الهندي في الجامعة الذي يقوم بالتحضير للدكتوراة والذي اختفى إلى الأبد.
رسالة الاغتيال
وقبل وفاتها أرسلت رسالة إلى أبيها قالت فيها :"لقد استطعت أن أزورالمعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام"، حيث كانت تدور رسالتها حول حلمها بإنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة.
كما كانت تأمل أن تقتحم مجال العلاج الطبي، وكانت دائما ما تردد:"أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين"، كما كانت عضوًا في اللجان العلمية المتخصصة، على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية" التي شكلتها وزارة الصحة المصرية.
رقية ابراهيم كلمة السر فى اغتيالها
وبعد سنوات طويلة من وفاتها، كشفت "ريتا ديفيد توماس" حفيدة الفنانة راشيل إبراهام ليفي، والتي عُرفت باسم راقية إبراهيم أن جدتها تعاونت مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» لاغتيال عالمة الذرة المصرية «سميرة موسي»، مؤكدة أن جدتها كانت مؤمنة بإسرائيل، وكانت صديقة مقربة من سميرة موسي ، وكانت ما تتردد دائما على زيارة بيتها.
إقرا ايضا
"العناد" كلمة السر وراء «ثغرات» قانون الرؤية.. وخبير يقدم الحل