التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:22 م , بتوقيت القاهرة

Red Sparrow .. فيلم نسى صناعه أن الحرب الباردة انتهت

أفلام الجاسوسية لها سحر خاص عمل على شعبيتها أفلام مثل جيمس بوند وحتى Mission Impossible ولكن هذا السحر مفقود تماما في Red Sparrow ولا نعلم السبب الذي جعل نجمة مثل جينيفر لورانس تضيع وقتها واسمها على هذا الفيلم.


فيلم Red Sparrow مأخوذ من رواية بنفس الاسم للكاتب جيسون ماثيوز تدور أحداثه حول راقصة الباليه الموهوبة دومينيكا إيجوروفا والتي تنتهي حياتها الفنية بسبب حادث يجبرها بعد ذلك على العمل لصالح المخابرات الروسية وبالتحديد يتم إقحامها في صفوف صنف معين من الجواسيس يستخدم الجنس للحصول على المعلومات.



كل هذا كان يمكن قبوله في إطار قصة معقولة ولكن مشكلة Red Sparrow أنه فيلم بالأبيض والأسود يريد إقحام رسالة واحدة "الحياة في روسيا سيئة" والأمريكان طيبون ولطفاء حتى وهم جواسيس في المخابرات.


الفيلم تسيطر عليه صورة كابوسية من العنف الجنسي والمشاهد الدموية.. وكان يكفي مشهد واحد لإيصال فكرة أن البطلة "دومينيكا"  تكره عملها هذا لكن المخرج فرانسيس لورانس ضيع وقتا طويلا من فيلم مدته 139 دقيقة في التركيز على العنف الجنسي.. وهذا أثر كثيرا على القصة التي كان يمكن تقديمها بشكل أفضل  لو كان هناك وقت للتفاعل بين الشخصيات الرئيسية.


هناك الكاريزما بين جينيفر لورانس وجويل إدجرتون الذي يقوم بدور العميل الأمريكي "ناش" لكن السيناريو المتقطع يفسد هذا تماما.



المشكلة الأخرى في أحداث Red Sparrow أنها تصور روسيا وكأنها الجزء الثاني من الحرب الباردة .. بل أسوأ يتم التعامل في الفيلم وكأن الحرب الباردة لم تنته أصلا .. وكل أحداث الفيلم تتجاهل التقدم التكنولوجي في العشرون عاما الأخيرة .. يكفي مشهد استخدام "ديسك" الكومبيوتر في القرن الواحد والعشرين.. Mission Impossible تتفوق هنا كثيرا.. وحتى أفلام جيمس بوند كلاسيكية الطابع بها تكنولوجيا أفضل من هذا.. مع الأخذ بالاعتبار أنها خيالية.


هناك اختلافات ليست كثيرة عن الرواية لكنها أيضا أهملت العناصر التي تجعل الرواية أفضل وهي التفاعل بين الشخصيات.. فعلى الرغم من أن جينيفر لورانس نفسها أدائها جيد جدا لكن لا يوجد ما يجعلنا نعرف ما هي مشاعرها حقا أو ما الذي تفكر فيه .. يجب على المشاهد أن ينتظر ليسمعها تقول شيئا.. وذلك على الرغم من تركيز الكاميرا على وجهها في مشاهد كثيرة كان يمكن استثمارها في إعطائها بعض الحياة.



فجوة كبيرة في القصة كانت ربط النهاية ببعض الأحداث في النصف الأول من الفيلم.. كان يمكن أن يكون الكشف عنها ممتعا في أخر الفيلم لولا السيناريو المعيوب الذي لا يجعلك تنظر للشخصيات ودوافعها.


النهاية كان يمكن أن تكون منطقية كثيرا لولا أن المخرج جعل دومينيكا الجاسوسة الخارقة .. أجمل من الجميع ، أذكى من الجميع .. المفترض أن نتناسى نحن أنها بلا خبرة تقريبا.. على الأقل الرواية كان لها سبب في هذا.


الفيلم كان به طاقم من الأسماء الشهيرة تجذبك للمشاهدة مثل جيرمي أيرونز وشارلوت راملبينج.. لكن مع الأسف لم يتم استثمار وجودهما بشكل جيد وضاع كلاهما في الأحداث تماما.



الشئ الوحيد الجيد في الفيلم كان التصوير خاصة في الافتتاحية التي تمثل أفضل مرحلة في الفيلم قبل أن يدخل Red Sparrow في حالة من الفوضى.. كما يمكن تصنيف الموسيقى أيضا بأنها استخدمت بشكل جيد ولكن كان يمكن أن تكون أفضل وأكثر.


باختصار الفيلم يعود لتصوير روسيا في العهد السوفيتي ولكن في القرن الواحد والعشرين .. تناسى تماما حبكة القصة من أجل تقديم مشاهد جنسية ودموية صادمة.. لم يكن بإمكان جينيفر لورانس وجويل إدجرتون وحدهما إنقاذ الفيلم.


اقرأ أيضا


Three Billboards.. فيلم غاضب يقدم طُعما للأوسكار


فيلم The Shape of Water .. قصة خيالية للكبار فقط


Black Panther.. الشرير كان يمكن أن يكون البطل


Phantom Thread .. الموديل أجمل من الفستان أحيانا


Darkest Hour يفوز بـ"بافتا" رغم السياسة والبريكست


فيلم The Post.. خلطة أوسكار تقليدية بنكهة سبيلبرج السياسية