Three Billboards.. فيلم غاضب يقدم طُعما للأوسكار
البعض يعتبر فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri من أفضل الأفلام المنافسة في سباق الأوسكار 2018 والعض يعتبره مثله مثل فيلم The Post مجرد طعم للأوسكار بخلطة تقليدية من القصص الإنسانية.
الفيلم يدور حول ميلدريد "فرانسيس مكدورماند" امرأة بسيطة من بلدة صغيرة في ميزوري تبحث عن العدالة لابنتها التي تعرض للاغتصاب والقتل، ومع ذلك لم تلق الشرطة القبض على أي مشتبه بهم لعدة شهور.
في النهاية تلجأ لاستئجار 3 لوحات إعلانية كبرى تهاجم الشرطة ورئيسها ويلوبي بالتقصير.. الأمر الذي يشعل الغضب بين أهل القرية الذين يقفون ضدها تعاطفا مع رئيس الشرطة ويلوبي "وودي هارلسون" باعتبره رجل مريض.
من بداية Three Billboards تشعر وكأنك اخترت صفا .. يمكنك التعاطف بسهولة مع أم تبحث عن العدالة لابنتها القتيلة.. ولكن مع تطور أحداث الفيلم تعرف أنك لا تستطيع اختيار جانب لأخر الفيلم بدون الشعور بأن هذا كثير وأن هذا الفريق ليس محقا طيلة الوقت.. ميلدرد تتعاطف معها في البداية لكنها تقوم بأشياء لا يمكن التعاطف معها وتسبب الدمار لمن حولها.
قد ترى بعض رسائل التيار اليساري أو الفيمنست في بداية الفيلم حيث نموذج الشرطي الأبيض في ولاية جنوبية يعني بالضرورة أنه عنصري، أو البطولة لامرأة قوية الشخصية تتحدى بلدة بأكملها ومعظم الشخصيات المؤيدة لها هي أقليات سواء زميلتها في العمل وهي امرأة سوداء أو العامل الذي يضع اللافتات هو رجل أسود، بجانب أيضا بيتر دينكلاج في دور القزم الذي يعاني من السخرية والمعاملة السيئة بناء على مظهره.
ولكن المخرج مارتن مكادونا يجعل حبكة Three Billboards مختلفة حيث الهدف الأساسي هو كيف تتعامل مع مشاكلك .. كل شخصيات الفيلم لديها مشاعر غضب متفجرة أكثرها ضخامة من "ميلدريد" نفسها بالطبع فهي شخصية غاضبة وتثير غضب من حولها ويرتد عليها الغضب بشكل أعلى في دائرة مفرغة إلى أن تأتي لحظة الانفجار التي تكاد تدمر حتى وسيلة التحقيق في قضية مقتل الأبنة.
مع ذلك تبقى شخصية الشرطي العنصري "ديكسون" أفضل ما في الفيلم فهو أكثر شخصية تتغير تماما عما بدأت عليه سواء في مشاعر الغضب أو عنصريته، فهو يحصل على درجة ما من النضج لدرجة التعاطف معه.
وودي هارلسون كان أداءه جيدا جدا فهو يبدو كأكثر شخصية معقولة في الفيلم يمكن أن تراها في أرض الواقع بلا مبالغات بكل مميزاته أو عيوبه، كما أنه منح الفيلم منفذ من حالة ظلامية تسيطر عليه.. بينما شخصيات أخرى مثل شارلي والد الأبنة المقتولة تم تصويره بشكل غير منطقي بالمرة.
حتى لو كانت فرانسيس مكدورماند أقوى اسم في الفيلم فإنها ليست ما يجعله فيلما جيدا ولكن تفاعل الشخصيات الأخرى معها هو ما يجعل الفيلم جيدا.
لكن هل Three Billboards جيد لدرجة الحصول على أوسكار أحسن فيلم؟ .. في رأيي لا، فهو ما زال قصة نشعر في نهايتها ببعض النقص وكأننا لم نحصل على خاتمة مرضية لكل ما حدث في فيلم مدته ساعتين.. لكن المشكلة كما ذكرنا إن الفيلم أشبه بطعم حتى يحصل على جائزة ما .. فهو ليس أفضل من في الأداء أو القصة أو المكياج من أفلام أخرى منافسة في السباق مثل Darkest Hour أو The Shape of Water .. لكن في السنوات الأخيرة هناك ضغط لمنح أي فيلم ببطولة نسائية أكبر عدد ممكن من الجوائز.
اقرأ أيضا..
فيلم The Shape of Water .. قصة خيالية للكبار فقط
Black Panther.. الشرير كان يمكن أن يكون البطل
Phantom Thread .. الموديل أجمل من الفستان أحيانا