فيلم The Shape of Water .. قصة خيالية للكبار فقط
13 ترشيحا جعلت فيلم The Shape of Water أقوى أفلام سباق الأوسكار 2018، ولكن ما الذي يجعل الفيلم تحفة فنية.. السبب هو أنه أحد أفضل أعمال جييرمو ديل تورو على الإطلاق لأنه أشرف على كل جزء من الفيلم حتى يناسب رؤيته تماما فهو صاحب القصة والإنتاج وشارك في كتابة السيناريو ولم يكن مخرجا فحسب.
الفيلم يدور حول "إليزا" العاملة في منشأة علمية عسكرية في الستينات ببالتيمور وهي المنشأة التي تجري تجارب على وحش مائي غريب الشكل يتسبب في قلب الأحداث رأسا على عقب.
إليزا لا تستطيع الكلام بسبب حادث تعرضت له في طفولتها هذا يجعلها تشعر بالنقص.. هذا الشعور بالنقص يمتد لكل شخصيات الفيلم من إليزا إلى جارها جيلز الرسام الذي لا يمكنه الكشف عن ميوله الجنسية ويعاني في الحصول على القبول للوحاته وهناك أيضا شرير الفيلم ستريكلاند، مدير المنشأة التابع للحكومة والذي يعوض النقص لديه بفرض سيطرته على من حوله، وحتى الوحش نفسه محور الفيلم والذي هو حرفيا سمكة خارج الماء.
ولذا The Shape of Water هو قصة كيف تسعى كل هذه الشخصيات للوصول إلى الكمال.. وكل هذا في إطار رومانسي قوي.. يمكن ببساطة معرفة كيف وصلت فكرة الفيلم لديل تورو فهو نسخ وحش فيلم Black Lagoon وصمم وحش The Shape of Water على نفس النسق والسبب في هذا أن ديل تورو عندما شاهد الفيلم وهو طفل كان يحلم بأن يصنع هو نهاية مختلفة رومانسية.
كذلك يمكن رؤية تشابهات أخرى بين الفيلم وبين قصة beauty and the beast .. حيث مايكل شانون يلعب دور "ستريكلاند" المعادل لشخصية جاستون، أما سالي هوكينز ليست الجميلة بالشكل التقليدي لأميرات ديزني فإن السيناريو يعيطها هنا نوعا أخر من الجمال كأن تكون شخصية بكماء لا تعبر عن نفسها إلا بالموسيقى .. لكن بدلا من النهاية الكلاسيكية أن يتحول الوحش لإنسان تأتي النهاية في شكل أقرب إلى فيلم Shrek.
الفيلم كله كان إيقاعه جيدا للغاية باستثناء الثلث الأخير من الفيلم الذي بمجرد أن يبدأ، يظهر العيب الوحيد للفيلم وهو النهاية العادية لفيلم غير عادي.. يسهل جدا على أي مشاهد أن يرى كيف ستأتي النهاية وفي الواقع هذا هو ما يخيب ظننا قليلا.
لكن يعوض هذا جمال تصوير The Shape of Water عموما.. وهذا إبداع خاص من المصور دان لاوستسن الذي صور مشاهد تحت الماء وكأنها حقيقية وليست مشاهد تم تعديلها بالمؤثرات بعد ذلك.
يحمل الفيلم كذلك رسائل خاصة من ديل تورو حيث أصر على جعل البطلة تعيش فوق دار سينما ذات باب أحمر.. وهذه تيمة معروفة لدى ديل تورو الذي يستخدم اللون الأحمر كرمز للحب، ولذا جعل باب السينما أحمر اللون وهو ما أكده بعد ذلك في أحد اللقاءات الترويجية للفيلم.
لسوء الحظ فإن الفيلم -وقبل أيام قليلة من حفل الأوسكار- تعرض لضربة حيث تم رفع قضية تتهم ديل تورو بسرقة القصة من مسرحية Let Me Hear You Whisper التي صدرت عام 1969 للكاتب بول زيندال.. الغريب أن هذه الدعوة القضائية لم تظهر إلا بعدما فاز الفيلم بجائزة أحسن إخراج في جولدن جلوب وبافتا.
اقرأ أيضا
Black Panther.. الشرير كان يمكن أن يكون البطل
Phantom Thread .. الموديل أجمل من الفستان أحيانا
Darkest Hour يفوز بـ"بافتا" رغم السياسة والبريكست