التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:53 م , بتوقيت القاهرة

Black Panther.. الشرير كان يمكن أن يكون البطل

Black Panther
Black Panther

ليس من السهل كتابة ريفيو عن Black Panther دون الدخول من باب السياسة التي جعلت انتقاد الفيلم أو الحديث عن عيوبه جريمة حاليا.. ولكن سنحاول هنا الحديث عن الفيلم نفسه برغم السيل السياسي.

الفيلم جاء جيدا للغاية وربما من أحسن أفلام مارفل في السنوات الأخيرة.. ولكن لولا أن تشادويك بوزمان قدم الشخصية بالفعل في Captain America لكان ضاع جزء كبير من الفيلم في محاولة تقديم الشخصية وتأسيسها لدى المشاهد.. ولكن لم ينعكس هذا للأسف على تغير كبير في شخصية بطل الفيلم فهو يتولى الحكم في دولة واكندا الأفريقية الخيالية ولديه نفس القناعات والشخصية والأسلوب الذي ظهر به أول مرة ولولا الشخصيات المحيطة به لما كنا سنعرف ما الذي يفكر فيه البطل أصلا ولا كيف يرى حياته أو أهدافه.

وفي الحقيقة لا يحدث تطور للبطل سوى بعد تعرضه للهزيمة في أول قتال بينه وبين شرير الفليم.. عندها فقط يبدأ التغير في الحدوث ويتحول Black Panther من ملك لدولة منغلقة لشخصية أكثر استعدادا للانفتاح على العالم.

بالرغم من الجدل السياسي المحيط بالفيلم كثورة للرجل الأسود على العنصرية البيضاء كان الفيلم نفسه متوازن جدا في تقديم هذه النغمة.. وكمشاهد لن تشعر وكأنك تتلقى محاضرة في الوعظ السياسي بقدر ما هي أفكار شخصيات داخل الفيلم يكشفون عن دوافعهم داخل إطار قصة الفيلم.. الصراع بين أشخاص يعتزون بثقافتهم ولكن كيف يعبرون عنها "تشالا الملك يريد السير على نفس النهج الانعزالي لأسلافه، وهو أن يحكم بلده ويهتم بمصالحها فقط ولا يتشارك مع العالم أي تقدم تكنولوجي أو علمي.. بينما على الجانب الأخر هناك من يريد استغلال هذه الموارد في صناعة ثورة للشعوب السوداء في كل مكان في العالم واستعمار الدول التي كانت تستعمر أفريقيا يوميا".

لكن أفضل ما في الفيلم نفسه كان الشرير .. مارفل لديها لعنة صناعة أشرار من طراز واحد.. كلهم يريدون السيطرة على العالم أو الوصول للسلطة ولا تدري الهدف وراء ذلك.. لكن هذه المرة كان إيريك كيلمونجر Killmonger شريرا ثلاثي الأبعاد حيث (يمكن فهم دوافعه - يسهل التعاطف معه - ربما كان محقا في بعض الأشياء) وفي الواقع مع استثناءات قليلة فإن أحسن شرير لأي قصة هو الشرير الذي كان يمكن أن يكون بطلا.

في الواقع إيريك كيلمونجر يمكن تصنيفه ضمن أفضل أشرار أفلام مارفل حاليا وهم  "لوكي - زيمو - فولتشر".

ولكن هذا لا يعني أن قصته جاءت بلا عيوب كانت إحدى سقطات الفيلم وهي أن كيلمونجر حصل على مشهد أول رائع، ثم اختفى تماما لنحو ساعة من الفيلم، وبذلك لم يكن هناك فرصة للمشاهد حتى يراه كيف يتصرف أو يخطط .. بل إنه عندما يصل لأعلى نقطة له في الفيلم لا نرى أن له خطة للحكم أو السيطرة.

هذا يقودنا لمشكلة Black Panther الأكبر وهي المؤثرات فمشهد القتال الأخير بين Black Panther و كيلمونجر كان أقل من المستوى المطلوب بعكس المعركة الأولى وذلك لأن المشهد تم تصويره بخلفية سواء أو زرقاء وفي مكان مظلم بينما البطل والشرير يرتديان زيا باللون الأسود وبذلك عليك كمشاهد أن تنظر للون البنفسجي لتعرف أن هذا هو البطل بينما الذهبي هو الشرير.

كما أن أحد مشاهد القتال كان يبدو وكأنه مأخوذ من سبيدرمان 3 حيث القتال مع السقوط من مكان مرتفع للغاية.

كذلك مشهد تتويج تشالا كانت المؤثرات واضحة جدا وكأنه تم لصق هؤلاء الأشخاص على الشاشة حرفيا.. وهي مشكلة لم تكن موجودة في الأفلام الأولى من عالم مارفل لكنها ظهرت في بعض مشاهد Avengers: Age of Ultron وكذلك Spiderman: Homecoming.

إبراز الطابع الأفريقي للفيلم كان جيدا في الملابس والإكسسوار وحتى في التكنولوجيا والديكور لكنه ليس الأفضل في المؤثرات البصرية للأسف.

الفيلم هو الأنجح حاليا بين أفلام مارفل وهو أحد أفضلها وإن لم يكن الأفضل على الإطلاق لكن وكان يمكن أن يكون أفضل لو تم استثمار وقت أفضل مع مايكل بي جوردان لأنه اتضح أنه السبب الحقيقي وراء جذب الجمهور للفيلم وليس الدعاية السياسية التي تهدد باللعنات كل من ينتقد شيئا فيه.

اقرأ أيضا

Phantom Thread .. الموديل أجمل من الفستان أحيانا

ريفيو| Doctor Strange رحلة مارفل السحرية

سبايدرمان رجع بيته في Homecoming