التوقيت الإثنين، 04 نوفمبر 2024
التوقيت 08:29 م , بتوقيت القاهرة

شيلدون أديلسون.. المتبرع الأول لبناء سفارة أمريكا في القدس

من سنة إلى 3 سنوات.. كانت تلك المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كموعد لنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، ولكن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس فجأة أن افتتاح السفارة سيكون في 14 مايو المقبل بالتزامن مع الذكرى الـ70 لإنشاء دولة إسرائيل.


فمن الذي يقف وراء تسريع الجدول الأمريكي؟


بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" و "هأرتس" فإن الملياردير الأمريكي شيلدون أديلسون كان من أحد المحركين الرئيسيين للضغط على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، خاصة وأنه كان قدم ملايين الدولارات لدعم حملة ترامب الانتخابية.. والأن أعلن عن استعداده دفع أغلب تكاليف بناء السفارة الجديدة والتي ستبلغ نحو 500 مليون دولار، وكل ما يقف أمام دفع المال الأن بحسب وزارة الخارجية الأمريكية هو مراجعة قانونية للكشف ما إذا كان قانونيا تلقي التبرع الخاص أم لا.


وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مجرد وضع اسم أديلسون في ملف القدس ربما يساهم في تعقيد العلاقات بين أمريكا ودول المنطقة فهو معروف بميلوه المتعصبة لإسرائيل وكان الملياردير الذي حقق ثروته من إدارة الكازينوهات في لاس فيجاس قام من قبل بتشجيع التوسع الاستيطاني لدرجة أنه مول بشكل خاص بناء وحدات استيطانة كاملة في الضفة والقدس سابقا بغض النظر عن موقف الحكومة الأمريكية.


شيلدون أديلسون مع ترامب


وحتى عدد من حلفاء أديلسون وأصدقائه المقربين أعربوا عن قلقهم من أنه إذا قبلت الحكومة الأمريكية أن يقوم هو ببناء السفارة فسوف ينظر الرأي العام الأمريكي نفسه للأمر باعتباره "خصخصة للسياسة" وأن الأثرياء فقط هم من يتحكمون في السياسة وإدارة الدولة.


شيلدون أديلسون ليس فقط مؤيد لإسرائيل وخططتها التوسعية فهو أحد أهم اللاعبين الرئيسيين في العلاقات الأمريكية والإسرائيلية.


شيلدون أديلسون مع نتنياهو


فالملياردير الذي تبلغ ثورته 40 مليار دولار يعد أحد أهم ممولي التيار المحافظ في أمريكا وفي نفس الوقت يعمل على تقديم الدعم مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سواء بالتبرعات الخاصة له ولحملته الانتخابية أو حتى ببناء المستوطنات وكذلك يملك في إسرائيل أكبر صحيفة يومية هناك وهي "إسرائيل اليوم".


وحتى من بين القلقين من تأثير أديلسون كان مورتون أ. كلين مدير المنظمة الصهيونية في أمريكا والذي قال "لدي مخاوف من أن الناس سوف تعتقد أن كل هذا يحدث بسبب مجموعة معينة من الناس مثل الأنجليكان أو اليهود فقط وليس لأن الحكومة الأمريكية تريد هذا".. وأضاف "يجب أن يكون الأمر واضحا بأن الحكومة الأمريكية هي من قامت بهذا من طلقاء نفسها".


فمن المعروف أنه حتى قبل وصول ترامب للحكم كان أديلسون يروج لنقل السفارة للقدس ولم يحصل ترامب منه على 5 ملايين دولار تبرعا لحملته إلا بعدما أعلن عن وعده بنقل السفارة.


اقرأ أيضا


أسسها صلاح الدين .. "أبو ديس" البديل الأمريكي للقدس


 ترامب: إسرائيل وفلسطين غير جادتين في عملية السلام