مصر والسودان.. جهود متبادلة لحذف الـ"و"
على الفطرة يولد المصري محبا للسودان، ويعرف السوداني أن مصر "وطن أم" وليس بديلا، ثوابت عدة تستقر في عقل الإنسان المصري السوداني، من بينها أن ما يطلق عليه بلدينا هو بلد واحد، ونحن شعب واحد، هذه هي الجزئية الأصلية ودونها التفاصيل، هذه هي الحقيقة، وغيرها التأويل.
انطلاقا من القاعدة الثابتة السابقة، نستطيع أن نتحدث عن العلاقات المصرية السودانية، ووفقا لما أخبرنا به التاريخ، ولم تكذبه الجغرافيا كثيرا، نستطيع أن نؤكد أن مصيرنا ليس مرتبطا ببعضنا فحسب، بل هو ملتصقا تماما، ومن ثم فإن كل جهد بنية التقارب فهو الخير دون غيره، وكل خطوة في عكس هذا الطريق، فهي إلى الجحيم لا محالة.
التفاصيل.. لماذا نستضيفها مع الشيطان؟
في الفترة الأخيرة شهدت العلاقات المصرية السودانية بعض التوترات متعددة الأسباب والتفاصيل، ومن ذا الذي يعيش على هذا الكوكب دون خلافات، غير أن روابط الدم والأرض والمصير الواحد، تجعل أعتى خلافات السياسة تذوب سريعا، طالما أن هناك عقلاء يقدرون قيمة هذه الروابط.
الأيام الأخيرة شهدت انفراجة قوية وسعيدة، لما شاب علاقات الشقيقتين من توترات، وأبدى كل طرف حسن النية لتجاوز الأزمات، وبالفعل بدأت الخطوات تتحرك – على مستوى التصريحات – كي يسير الطرفان بعيدا عن طريق الخلاف والتوتر، فكيف يتحقق ذلك على الأرض؟.. وماذا تريد كل شقيقة من شقيقتها؟
لمصر خطوط عريضة وتفاصيل فيما تتمناه من الشقيقة السودان، لو قلنا إنها أمور استراتيجية متعلقة بأمن مصر المائي والحدودي والأمني، فإننا نذكر الأخوة أن هذه النقاط الثلاث هي بالأساس تنعكس على السودان أيضا، بل هي امتداد استراتيجي لمصير الخرطوم المائي والأمني والحدودي فلماذا لا يتفهم الجميع هذه الأمور البديهية؟، وكيف يمكن فهم أن نقاط بهذه الأهمية محل نقاش من الأساس، فضلا عن كونها أصبحت محل خلاف، عندما نتحدث في تفاصيلها.. ولماذا لا نطرد الشيطان الذي يمكن في التفاصيل، ونتعامل من منطلق أن النقاط الثلاث خطوط حمراء للبلدين، وعليه فإن كل ما يتعارض مع الثلاث أو واحدة منهن، لا مجال للحديث في تفاصيله، بل وجب بتره فورا؟.
بيان السودان حول العلاقات مع مصر
السودان قبل ساعات أصدر بيانا يلمح للتقارب، قال فيه وزير الخارجية إبراهيم الغندور في مؤتمر صحفي أمس،: "بالنسبة لعلاقاتنا مع مصر فعلاقتنا من الأهمية بمكان ومن المهم الوصول لحلول لأي مشاكل عالقة ولدينا عدد من اللجان السودانية المصرية مستمرة فى عملها ومنها لجنة المعابر واللجنة القنصلية ولجنة التشاور السياسي" .
وحول عودة سفير السودان للقاهرة قال "سيعلن عنه فى حينه" ، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية.
وأكد الغندور، أن السودان أكثر حرصا على علاقاته بدول الجوار التي تربطنا بها مصالح مشتركة، ونحن نعتمد دبلوماسية المعابر التي تفتح دول الجوار مع السودان وهذا ما نقوم به مع مصر التي فتحنا بيننا وبينها معبرين، وتشاد التي تصدر العديد من سلعها عبر بورتسودان وجنوب السودان .
لماذا جاءت المفردات دبلوماسية متحفظة؟
دون التعليق على مفردات البيان، رغم اختياره لغة متحفظة إلى حد ما، نقول، إن رفاهية تأجيل التقارب ليست موجودة في وضعينا "مصر والسودان"، وإن العلاقات بيننا لا تحتمل مزيدا من انتقاء المفردات الدبلوماسية، قدر ما تحتاج القرارات التي تترجم مفردات أكثر وضوحا، تسعى نحو حذف حرف الـ"و" عند الحديث عن البلد الواحد، لنقول مصر السودان، أو السودان مصر، فكل الشواهد تخبرنا، أن مصيرنا واحد.
سفير السودان بالقاهرة: لقاء السيسي والبشير كان إيجابياً وعودتي لمصر قريباً