التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:03 ص , بتوقيت القاهرة

ثريا فخري.. أمومة مفقودة تجلّت حنانا في دور "الدادة"

"فاقد الشيء لا يعطيه" مقولة كسرتها الفنانة ثريا فخري، التي حرمت من الأمومة في حياتها الشخصية، فعوضت الحرمان إلى أكبر عطاء مثلته على شاشة السينما المصرية، وهي تتقن اقتناص دور"الدادة" في مجمل أدوارها الفنية والسينمائية.


ثريا فخرى


وكأنها باختيارها المتكرر لهذا الدور تريد أن تستقطع مساحة من الأمومة بـ"طبطبة" حانية على طفل غريب، أو بضمة حضن له في مشهد سينمائي يمنحها شيئا من الدفء المفقود لديها.


نهر الحب


ثريا حلمى مع فاتن حمامة بفيلم نهر الحب


تتعلق بوجهها الطيب بمجرد أن تطل عليك في أحد المشاهد السينمائية، وسماحة تغمرها تعيد لك نسج الماضي، وأنت تتذكر وجه جدتك، وهي ترتدى الشال الأبيض الشفاف، وكأنها صوفية زاهدة في حالة تأهب دائم للتطهر والصلاة في أي وقت.


لا يمكن أن ننسى الحنان الذي غمرت به "هاني" ابن الفنانة فاتن حمامة بفيلم "نهر الحب"، وهي تعتني به في إخلاص كبير، وهي تسمح لأمه أن تراه من شرفة البلكونة بعد أن طردها "زكي رستم" لعقابها على حبها لعمر الشريف.


شارع الحب



طيبة الفنانة اللبنانية ثريا فخري، وعشقها للأمومة لم يغب عنه الحس الكوميدي، بضحكتها الجميلة التي تشبه ضحكة طفل في أول سنوات عمره، على مقالب "كريمة"– الفنانة صباح – مع معلمها العجوز- عبد الحليم حافظ - وهي تراهن صديقاتها على حلق ذقنه، حينها وقفت "ثريا فخري"- الدادة - تراقب في خوف من وراء ستار شفاف، وهي تقف وتعد بأصبعها عدد الكؤوس التى يشربها "عبد الحليم حافظ"، وهي تضحك ضحكات مكتومة على مقالبها، في الوقت نفسه كانت ترتعد خوفا من حدوث المحظور، فوقفت بالساعات وراء الستارة لتتدخل في الوقت المناسب بقلب الأم الخائف على ابنتها.


كما أتقنت دورالجدة الخواجية "أم ياني" وهي لا تكف عن القلق بعد خطف أحفادها من قبل إسماعيل ياسين بفيلم "الستات ما يعرفوش يكدبوا".


ثريا حلمى


وخلالها مشوارها الفني عرفت في كثير من أفلام بدور" الدادة" الحانية التي كنا نحب أن نسمع صوت صلاح سليم، وهو ينادي عليها" دادة حليمة" بفيلم الشموع السوداء، وفاجأتنا بشخصية قوية في دور"لطيفة هانم"، التي كان يسمع كلامها سي السيد– يحيى شاهين-  بفيلم "بين القصرين" ويخاف منها ويحترمها وينفذ أوامرها لإعادة زوجته أمينة إلى بيتها من جديد بعد طرده لها.


رحلتها مع التمثيل


رحلة ثريا فخري مع التمثيل بدأت منذ سن صغيرة، حيث ولدت في لبنان لأسرة متوسطة الحال في مدينة زحلة في عام 1914، وكان والدها تاجرا للقماش، وعندما عانى من ظروف مادية قاسية اضطر للسفر إلى الإسكندرية، وحينها كانت تبلغ من العمر 25 عاما، فدخلت إلى عالم الفن وبدأت مسيرتها الفنية بفيلم "العزيمة" في عام 1939، كما شاركت في عددا كبيرا من الفرق الفنية الشهيرة من بينها فرقة الفنان الراحل "على الكسار".


اقرأ أيضا..


تحية كاريوكا.. محظية تعبدت فى محراب الرقص الشرقى