ربما كان دور"شفاعات" في فيلم «شباب امراة»، هو الأقرب إلى قلب كاريوكا، بل الأصدق في التعبير عن علاقتها بالرجال الذين تزوجتهم، فضلًا عن ملامح الشخصية العنيدة التي لا تقبل الإهانة، وخيانة الحبيب لا يقدر مشاعرها، وتأجج الكبرياء وعزة النفس المهيمنة على شخصيتها.

كانت نقطعة ضعف "كاريوكا"الرجال، وكانت إهانة مشاعرها هي نقطة القوة التي تنطلق منها كل سهامها دون حساب للنتائج، وهو ما انعكس بدوره على موقفين يحملان  من الجرأة والمغامرة الكثير، فعند مشاركتها في مهرجان كان السينمائي على رأس وفد مصرى برفقة المخرج صلاح أبو سيف بفيلم "شباب إمرأة" غامرت فى الرد على التجاهل الذى وجدته على السجادة الحمراء فى مهرجان "كان" للوفد المصرى،

لتدخل إلى غرفتها وتبدل ملابسها الأنيقة، وتقوم بإرتداء الملاية اللف، والشبشب القطيفة وترتدي المنديل أبو قويا، وتمشي مجددا على السجادة الحمراء، بمكر راقصة تعرف كيف تجذب جمهورها من جديد برقصتها في حالة انصرافهم عنها، فتدافع الكاميرات مجددا إليها، ويتساءل الحضور عنها:" من هي تلك الفنانة" ليعرفوا أنها من مصر وتشارك بفيلم "شباب امرأة"، لتعود "كاريوكا" من جديد إلى غرفتها مثل الطاووس المعتز بنفسه، والقادر على إخراج الحيل من صندوقه السحرى لإبهار الجمهور.

أما الموقف الذي برز فيه عزتها وكرامتها المتأججة، فكان موعد على العشاء على شرف المهرجان، الذي بدأ نجماته في البحث عنها، لتجمعها طاولة واحدة معهم، فإذا تشتد الغيرة من جديد بين نجمات هوليود منها، لتبدأ النجمة سوزان هيوارد الهجوم على العرب، وهي تعرف بوجودها، لتصف العرب وهي تتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلى، على أنهم مجرد" وحوش وحيوانات"، تأججت غيرة كاريوكا على كرامة بلادها التي كانت من كرامتها، وبدأت توجه الشتائم إلى النجمة الأمريكية، وحين علم النجم الأمريكى "داني كاي" بذلك وحاول أن يرد الإهانة، فما كان من كاريوكا أن تحمل ما فى قدمها وترميه في وجهه مباشرة. 

وانعكس هذا الموقف على لجنة التحكيم التي علمت بالواقعة فلم تمنح فيلم "شباب امرأة" أي أصوات رغم تصويت عدد كبير من النقاد له.

اقرأ أيضًا..

تحية كاريوكا.. محظية تعبدت فى محراب الرقص الشرقى