التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:39 م , بتوقيت القاهرة

صفقة الغاز الإسرائيلى "ضربة قاضية" لمشروع الهيمنة التركى

يبدو أن حروب الطاقة ستبدأ فى منطقة الشرق الأوسط قريبا، بسبب الصراع المحتدم حاليا على حقول الغاز المكتشفة في البحر المتوسط، ووصل الصراع إلى إرسال قطع بحرية عسكرية من كل من إيطاليا وتركيا إلى هذه الحقول، وتهديد الشركات العاملة فى التنقيب بها.


الصراع بدأ عندما تم اكشاف حقل الغاز المصرى الضخم "ظهر" فى المياة الاقتصادية المصرية فى البحر المتوسط، وهو ما أثار شهية كل الدول المجاورة للبحث والتنقيب عن الغاز في المناطق القريبة من الحقل، وبالفعل بدأت اليونان وقبرص بشقيها  البحث، وأرسلت شركة إينى الإيطالية إحدى سفنها للتنقيب في مياهها في شرق البحر المتوسط، إلا أن تركيا أعلنت رفضها لذلك وهددت السفينة الإيطالية التابعة لشركة إينى ومنعتها من التنقيب.


وهو ما دعا كل من اليونان صاحبة مشروع التنقيب إلى التهديد أيضا بالتصعيد، واللجوء للمجتمع الدولى وأي تصعيد آخر لحماية حقوقها، كما أرسلت إيطاليا قطعا عسكرية بحرية لحماية سفينة شركة إينى في البحر المتوسط.


كما كان مسئولون أتراك أعلنوا منذ أيام عدم اعترافهم باتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين كل من اليونان وقبرص ومصر منذ سنوات، وهو ما رفضه كل أطراف الاتفاق الثلاث وردت عليها الخارجية المصرية بعنف وقتها.


والأمر لم يقتصر على الأطراف الأربعة السابقة، بل انضم إليهم كل من لبنان وإسرائيل، فالطرفان يتصارعان أيضا على حقول الغاز اللبنانية في مياة البحر المتوسط، حيث كان الرئيس اللبنانى أعلن مؤخرا بدء عمليات التنقيب عن الغاز فى المياة الاقتصادية اللبنانية، وهو ما رفضته إسرائيل، وقالت إن لبنان ينقب عن الغاز داخل الحدود الإسرائيلية وهددت بالتدخل عسكريا لمنعه، ولم تكتفى بذلك، بل طالبت الشركات الأجنبية بعدم التنقيب فى المنطقة، وهو ما رد عليه حزب الله اللبناني بالتهديد بضرب الحقول الإسرائيلية فى البحر المتوسطة لو تدخلت إسرائيل فى الحقول اللبنانية.


ولم يقتصر الخلاف على مجرد الصراع على حدود الحقول، لكنه يمتد لأكثر من ذلك، فمصر أعلنت منذ فترة أنها تسعى لأن تكون مركزا إقليميا لتجارة الطاقة في المنطقة، ودعم توجهها هذا وجود بنية أساسية ضخمة فى مصر لنقل وتجهيز الغاز للتصدير والتوزيع، بما تمتلكه من خطوط ضخمة للغاز تصل البحر الأحمر بالمتوسط، ومصانع لتجهيز الغاز للتصدير، بالإضافة إلى الاكتشافات الكبيرة التى ظهرت في مصر، والموقع المميز لمصر سواء على البحر المتوسط أو البحر الأحمر.


لكن المشروع المصرى، يواجه مشروعا مماثلا فى تركيا، التى كانت تسعى أيضا لأن تكون هى مركز توزيع الطاقة فى المنطقة، وكانت تخطط لنقل الغاز القطري والعراقى والإيرانى بالإضافة إلى الإسرائيلى واللبناني وأى حقول أخرى في المنطقة عبر موانيها على البحر المتوسط إلى أوروبا بدلا من الغاز الروسي، وهو المشروع الذي فشل فشلا ذريعا، أمام المشروع المصرى الذي ضربه "ضربة قاضية" بنجاحه في استقطاب الغاز الإسرائيلي إلى مصر عبر توقيع عقود بحوالي 15 مليار دولار، فى صفقة واحدة، بين شركة مصرية خاصة وإسرائيل لنقل الغاز الإسرائيلي وإعادة تصدره من مصر، وهو ما عبر عنه الرئيس السيسى بقوله أثناء افتتاح عدد مراكز خدمة المستثمرين بـ"احنا جبنا جون بهذه الاتفاقيات" التى تعتبر أقوى وأول خطوة نحو تحقيق المشروع المصرى بأن تكون مصر مركزا إقليميا للطاقة.