التوقيت الإثنين، 04 نوفمبر 2024
التوقيت 08:02 م , بتوقيت القاهرة

20 اقتراحا لهيئة الكتاب لإقامة معارض بالمحافظات..عن كسر مركزية القاهرة

 


على صفحتها بموقعي "فيسبوك" و"تويتر"، كتب مسؤول من هيئة الكتاب منذ أيام، في أعقاب انتهاء دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب التاسعة والأربعين، هذه العبارة : لو أنت شايف أن معارض الكتاب مهمة في المرحلة دى من تاريخ مصر ولمواجهة التطرف ولتفعيل دور الثقافة كقوة ناعمة في المجتمع .. ما هى اقتراحاتك لزيادة وتطوير تلك المعارض في مصر.


تغريدة الهيئة على تويتر 


مركزية القاهرة..وحرمان الأقاليم من الخدمات الثقافية


كشف السؤال هاجسا عند المسؤولين في هيئة الكتاب، وهو حاجتهم للتواصل مع الجماهير طلبا للتقييم، ولمعرفة أبرز سلبيات المعرض، وإيجابياته، انطلاقا من رغبة أكيدة لتقديم الأفضل، لكن السؤال يطرح أيضا جانبا خفيا من مشكلة جوهرية، ألا وهي مركزية الثقافة المصرية، وحرمان الأطراف وباقي الأقاليم من التمتع بأبرز خدمات الثقافة، على الرغم من تنظيم معرضين حاليين في محافظتي "المنوفية- شبين الكوم" و"أسيوط"- ألا وهو مناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب" التي يتم تنظيمها سنويا كل عام بمنطقة أرض المعارض في مدينة نصر.


وتتمتع القاهرة دون غيرها من المحافظات المصرية بانفرادها بمناسبة تنظيم معرض الكتاب، وربما يكون الأصل في ذلك وجود أرض واحدة للمعارض كبيرة وعتيقة، تلك الموجودة في مدينة نصر، فالمعرض الذي يتم تنظيمه سنويا منذ 49 عاما، في العاصمة، تكرس لوجوده، بحتمية تنظيمه في العاصمة، وحاذت حذوه أشهر المعارض العربية التي يتم تنظيمها في العواصم، مثل معرض الرياض للكتاب، ومعرض أبوظبي للكتاب، إلا أنه بالنظر إلى المعارض الدولية للكتب، فسنجد أنه لا يتم بالضرورة تنظيم معارض الكتب في العواصم، ومن ذلك معرض فرانكفورت للكتاب، الذي يعد من أهم وأشهر معارض الكتب في أوروبا، ولا يتم تنظيمه في العاصمة الألمانية برلين.


وما يعكس حرمان الأقاليم المصرية من معارض الكتب، وشوقها لهذه الخدمة، الردود التي تلقتها صفحة هيئة الكتاب على موقع "تويتر" وكذلك على "فيسبوك" إذ غرد كثيرون يطالبون الهيئة بتنظيم معرض للكتاب في شبين الكوم بالمنوفية، وهو ما يتم تنظيمه حاليا هناك بالفعل حسبما كشف هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب، وكذلك طالبها مغردون بتنظيم معارض للكتب في الجامعات، ومدينة طنطا باعتبارها عاصمة وسط الدلتا، ومن أهم مدنها، فيما طالب أحد المغردين بتنظيم معرض في حي الشيخ زايد، بالجيزة، وكتب أن الحي لا يحوي قصر ثقافة، أو قاعة مؤتمرات، أو حتى مسرح تابع للدولة.


أقتراحات متابعي  هيئة الكتاب


وكتب مغرد من متابعي الهيئة، مطالبا بتنظيم معرض كتاب طول العام كمزار ثقافي، مقترحا ميدان التحرير.


ووجد المغردون تفاعلا مماثلا من مسؤولي هيئة الكتاب، إذ كتب أحدهم على الصفحة: قريبا نعلن عن معارض كثيرة بكل شبر في مصر.


وبالفعل افتتح نواب رئيس جامعة المنوفية معرضا للكتاب في كلية الآداب الاثنين الماضي، كما افتتح رئيس جامعة أسيوط الدكتور أحمد عبده جعيص، معرض جامعة أسيوط للكتاب بالتعاون مع هيئة الكتاب، يوم الأحد الماضي.


وفي "معرض فيصل الرمضاني للكتاب"، مثال على تجربة كسر العزلة، التي مارستها هيئة الكتاب أبان فترة تولي الدكتور أحمد مجاهد رئاسة الهيئة، إذ حقق هذا المعرض جذبا لأهالي منطقة فيصل، والهرم، والبقاع المتناثرة حولهما، فتدفق المواطنون على المعرض خلال انعقاده في شهر رمضان كل عام منذ 2011، ووسط أنباء عن إلغاء هذا المعرض، لأعمال إنشائية في أرض المعرض، هذا العام يثار السؤال: كيف تقبل الهيئة على تدشين معارض للكتب في المحافظات، بينما تنوي عدم مواصلة معرض فيصل للكتاب في رمضان المقبل؟


هيثم الحاج على


الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب، كشف لـ "دوت مصر" أنه لم يتحدد حتى الآن ما إذا كان معرض فيصل للكتاب سيقام في نفس الموضع الذي يُقام به كل عام، أم لا، مشيرا إلى أن أعمال إنشاء مخزن هيئة الكتاب لم تزل مستمرة هناك، وقد يتحدد قبل شهر رمضان بأسبوع إذا ما كانت الأرض ستصلح لإقامة المعرض، أم سيتم نقله واختياره إلى موضع آخر بالجيزة.


وعن فكرة اختيار مدن ومحافظات أخرى لإقامة معرض للكتاب، قال هيثم الحاج علي، أن الفكرة تم طرحها، لتقبل اقتراحات مغايرة للمدن التي ستشهد إقامة معارض مستقبلية، ومنها "دمنهور" بالبحيرة، و"دسوق" بمحافظة كفر الشيخ.


اقتراحات بكسر مركزية القاهرة فقط..أم تطوير أيضا لأداء معارض الكتب


على صفحة هيئة الكتاب في فيس بوك، انتقد أحد المعلقين، إلغاء "ابليكيشين" عم أمين" الذي كان مرشدا لزوار المعرض، ويعينهم للوصول إلى دور النشر، على الرغم من أن الهيئة كانت تطبع يوميا نشرات بالأنشطة والندوات، وتوزيع خريطة للمعرض، ملحق به قوائم بالناشرين المصريين والعرب وأماكن تواجدهم.


طغت اقتراحات أخرى فعالة، ورشيقة، منها دعوة لتنظيم معرض دائم في كل محافظة وكذلك فتح فرع لهيئة الكتاب في المدن الكبرى، وأن تكون هناك مواعيد لشحن الطلبيات كل فترة، وكذلك تزويد هذا الفرع بأحدث الإصدارات من دور النشر المستقلة، فيما اشتكى أحد الطلبة من أسعار الكتب، معلنا أنه فضل الاتجاه إلى الكتب التي يتم تصويرها إليكترونيا، شاكيا من غياب مميزات الخصم للطلبة.


وعلى الرغم أن هيئة الكتاب بالتعاون مع عدد من الناشرين المصريين ومكتبة الإسكندرية، تنظم معرضا للكتاب في ثغر البحر المتوسط كل عام في الفترة من 31 مارس، إلى 9 إبريل، منذ افتتاح المكتبة عام 2002، إلا أن هذا لم يكسر مركزية العاصمة، التي تحتكر مشاركات دور النشر العربية الكبرى، التي تشارك مرة واحدة فقط في معرض القاهرة، نظرا لارتباطها باقي العام بمشاركات في معارض عربية أخرى.


مركزية القاهرة.. أكبر غلط 


"التمركز في القاهرة أكبر غلط" تعليق كتبه أحد المتابعين لهيئة الكتاب، عبّر مع اقتضابه عن مشاعر الضيق التي تنتاب كثيرون، من حرمانهم من الخدمات الثقافية، وهو يشبه إلى حد كبير، ما قاله أحد زوار معرض الكتاب لمسؤول البيع في جناح هيئة قصور الثقافة، خلال أحد أيام معرض الكتاب المنقضي: أنا باجي من بورسعيد كل يومين، وكل يومين بتقولوا الكتب خلصت..آجي يوم إيه عشان آلاقي الكتب اللي أنا عاوزها ومش بلاقيها في بورسعيد..؟.


من اقتراحات متابعي هيئة الكتاب في فيسبوك


الشكوى السابقة تبدو أنها تحتاج لفعالية أكثر من مسؤولي وزارة الثقافة في مصر، لوضع خطط ناجحة، وغير تقليدية، للوصول بالكتاب إلى القراء في مختلف المدن، وأبعدها، إذ تظل معارض الكتب التي تنظمها هيئة الكتاب محصورة داخل الجامعات، موجهة بالأساس للطلبة، أو داخل قصور الثقافة، أي ربما تشكل مركزية جديدة في الأقليم، ومع صعوبات إغراء ناشرين بالمشاركة بإصداراتهم في معارض الكتب المحلية البعيدة، تبرز فكرة المبادرات الشبابية والمستقلة، التي تنظم معارض خاصة للكتب، تتعاون فيها مع دور النشر الخاصة، وتحاول أن تضفي زخما على مدن كبيرة لكنها محرومة مع ذلك من معارض الكتب الحكومية.


مجراية


يقول حمادة زيدان، مؤسس "مجراية" التي تنظم فعاليات ثقافية، ومعارض كتب فى ملوي، أكبر مدن محافظة المنيا، أن هيئة الكتاب ستنظم معرضا للكتاب في جامعة المنيا يوم 18 مارس المقبل، لكنها لا تنظم معارض للكتب في ملوي، وهي أكبر مدن المحافظة.


من أجل كسر مركزية المهرجانات، وإقامة معارض للكتب ومهرجانات ثقافية في "ملوي" أسس حمادة زيدان، وطوني صليب مؤسسة "مجراية" الثقافية بملوي، وعام بعد عام، توسعت أنشطتهم، فنظموا معرضا للكتاب، بمشاركة معهد جوته الألماني، وأطلقوا مشروع "مكتبة القهوة" الذي استضاف عددا من الكتاب، منهم كاتب هذه السطور، وتعتبر مؤسستهم خير مثال لمحاولات المبادرات المستقلة تعويض نقص الوجود الرسمي لوزارة الثقافة وأنشطة قطاعاتها، حيث، تطورت أنشطة هذه المؤسسة الصغيرة، وتحولت إلى تقديم كورسات فنية للأطفال، في مجالات الرسم، والموسيقى، والتمثيل، إضافة لورش الكتابة، التي نظموها في مجالات السيناريو، فاستضافوا كاتبة السيناريو "هالة الزغندي" لتقديم جلسات مبسطة عن السيناريو خلال مهرجان المؤسسة الأخير، هذا الوجود للمبادرات الثقافية يسد الفراغ الذي قد لا تستطيع هيئة الكتاب أن تسده. 


اقرأ أيضا:


ماذا تعني توصية مجلس النواب بزيادة مخصصات وزارة الثقافة ؟


10 معلومات عن ورشة قصص القاهرة القصيرة في معهد جوته بالقاهرة