"بافتا" استثناء أخير.. جوائز أوروبا لا تحب الفستان الأسود
جاء حفل توزيع جوائز "بافتا" البريطانية، أمس الأحد، وكأنه الجزء الثاني من مظاهرة الفستان الأسود التي ظهرت في حفل توزيع جوائز الجولدن جلوب الشهر الماضي.. ولكن لا نتوقع أن نرى الظاهرة الفيمنست في مهرجانات أو حفلات توزيع جوائز فنية أخرى خاصة الأوروبية منها.
وكانت النجمات أنجلينا جولي ومارجو روبي وجينيفر لورانس في مقدمة صاحبات الفستان الأسود في الحفل الذي يعادل جوائز أوسكار البريطانية.. وذلك تضامنا مع ضحايا التحرش والاعتداءات الجنسية في هوليوود مما أطلق حملة "حان الوقت" Time's up من أجل تقديم المساعدة القانونية للنساء اللواتي يردن تقديم شكاوى قانونية ضد التحرش أو الاعتداء الجنسي.
ولكن على الرغم من أصداء الترحيب في بريطانيا بالحركة التي ظهرت فيها ممثلات بريطانيات أيضا بالفستان الأسود مثل كريستين سكوت توماس وليلي جيمس وروث ويلسون، فعلى الأغلب لن نرى هذا المشهد أو الزي الموحد في مهرجان كان أو برلين أو البندقية أو أي حفل فني أوروبي أخر، والسبب.. هو أن أوروبا لا تحب حركة Me Too وتعتبرها حركة هيستيرية.
ويكفي النظر لكلمة ناتالي بورتمان في حفل الجولدن جلوب وهي تقول بلهجة انتقاد: "كل المرشحين الذكور لجائزة أفضل مخرج"، لترى الانتقادات في الصحف الأوروبية.
والدليل على ذلك هجوم الممثلة الفرنسية كاترين دينوف التي انضمت لـ99 شخصية نسائية فرنسية في توقيع خطاب يتهم هوليوود بإساءة استغلال الحملة المعادية للتحرش، وتدافع الحملة الفرنسية عما وصفته بـ"حق الرجال في مغازلة النساء" ويرون الحملة عودة لمرحلة تقييد الحريات أو العودة للأخلاقيات شديدة الاحتشام لدرجة "التزمت" مثل العصر الفيكتوري.
ففي الخطاب المفتوح الموجه للرأي العام تأتي عبارة "الاغتصاب جريمة، لكن محاولة إغواء شخص ما ولو باستمرار أو علنا ليست جريمة.. كذلك التصرف كجنتلمان ليس تصرف ذكوري معاد للمرأة".
ولا عجب فبحسب صحيفة "الجارديان" حتى كلمة الفيمنست مختلفة في فرنسا التي تعتبر الحركة حملة للدفاع عن حقوق المرأة ضد التمييز بينها وبين الرجل أو التمييز ضد النساء في الثقافة الدينية ولكنها ليست في حالة حرب ضد الرجال كما في أمريكا.
أما في إيطاليا فهناك حالة من الرفض والعداء البارد للحركة حيث تقول "نيويورك تايمز" إن الحركة كأنها غير موجودة في إيطاليا بل لا أحد يهتم لما تفعله الممثلات في أمريكا والصراخ على السوشيال ميديا الذي تحول لحركة معاداة الرجال.
والدليل على تحول الحركة الفيمنست لأسلوب عدواني حتى ضد النساء هو ما حدث أمس في حفل بافتا أيضا حيث العناوين الصحفية التي تنتقد إرتداء كيت ميدلتون لفستان أخضر غامق بدلا من الفستان الأسود في الحفل.. وذلك على الرغم من أنها كأحد أفراد العائلة المالكة يمنعها قانونا من التدخل في السياسة أو القضايا المثيرة للجدل من الأساس.
اقرأ أيضا..
أبرزها "الشارة" و"الأسود".. 5 لقطات ميزت حفل "جولدن جلوب" هذا العام