التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:16 م , بتوقيت القاهرة

جذور الشر

لاشك أن جماعة الإخوان الإرهابية هي الخنجر المسموم الذي تم زراعته ليطعن الشعوب العربية، تلك الجماعة التي أصبحت نافذة لتركيا وحلفائها الأشرار على الدول العربية، وأصبحت جزءا أصيلاً من أجهزة الأمن التركية، بل وتعد من أهم أدواتهم لنقل أحلام وأطماع الدولة التركية إلى الشعوب العربية، وأجد من الأهمية ضرورة الكشف عن الدور الإجرامي لعناصر الجماعة الإرهابية في المنطقة والذي يحتمي أغلبهم بالدولة التركية.


لفترة طويلة ظلت الدولة التركية ومؤسساتها بصراعاتها الداخلية معزولة عن الشعوب العربية، وهناك العديد من الأسباب التي يرجع إليه السبب في ذلك، منها اتجاه الدولة التركية للمنهج العلماني في محاولة منها للتقرب من القارة الأوربية.


وأيضا اختلاف اللغة، وترك اللغة التركية القديمة، وتم تأسيس لغة تركية حديثة تعتمد على حروف لاتينية لتقطع الصلة بين تركيا والعرب، وتفتح لهم باب التواصل مع أوربا والغرب، وحتى الآن تعد اللغة التركية التي يتحدث بها أردوغان وحكومته، هي التركية الحديثة ذات الحروف اللاتينية، وظل إطلاع المصريين والعرب على تركيا محدودا نتيجة قلة الترجمات التركية للعربية، وعدم وجود مشروعات إعلامية مشتركة لتكون جسر تواصل بين الشعوب العربية والتركية.


زاد من ذلك محاولة الدولة التركية استخدام الأعمال الدرامية التركية التي يتم دبلاجتها للغة العربية بداية من ما بعد العام 2005، بالإضافة إلى محاولة تصدير التجربة التركية لبناء الدولة كنموذج يحتذ بها، وحاول النظام السياسي التركي في ظل أحلامه وأطماعه التقرب لشعوب المنطقة العربية مع خلال التظاهر بدعم ونصرة القضية الفلسطينية على الرغم من علاقات هذا النظام الوطيدة مع إسرائيل، ومع إحتدام الصراع فى المنطقة وزيادة وتيرة العنف وبداية أحداث 2011 زاد هذا التقارب.


ومع هروب العناصر الإخوانية إلى قاعدتهم الجديدة بتركيا، أصبح نقل الأخبار بين التركية والعربية يتم بشكل يومي ومستمر، واصبحت وسائل الإعلام الإخوانية التي تنطلق من تركيا، هي الجسر الذي ينقل الصراعات التركية والأزمات إلى الجمهور العربي بشكل مستمر، وأطلقت معها الحكومة التركية وكالة الأناضول بالعربية، لتكون آلية أخرى للتدخل لدى الشعوب العربية، ولولا هذا الجسر من التواصل اليومي بين اللغتين العربية والتركية الذي يقوم به الإخوان فى تركيا، لما استطاعت تركيا أن تجد لها منفذا على الشعوب العربية يوميا لتبث السموم، وتشعل الفتن في المنطقة.


للأسف الشديد فإن عددا ليس بالقليل من تلك العناصر الإخوانية الإرهابية الذين يقومون بهذا الدور المخابراتي ضد شعوب المنطقة، أغلبهم من جماعة الإخوان الإرهابية الذين هربوا عقب فض اعتصام رابعة أو قبله بأيام قليلة. كل ذلك يؤكد مدى أهمية قرارات ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة من أعضاء الجماعة الإرهابية ضد هؤلاء الذين ورطوا بلدهم في دوامة من الفتن والعنف والدماء التي سالت دون ذنب، والتي وقتها ظهر الكثير من المتعاطفين مع الجماعة، ينتقدون قرارت الدولة المصرية بضرورة ملاحقة وتوقيف العناصر الإرهابية، بحجة أنه لم يصدر أحكام ضد كثير منهم، وأن أسماءهم مطروحة في إطار تحقيقات العنف وحمل السلاح والتحريض على العنف.


ومن ثم يظهر وبجلاء أهمية صدور مثل هذه القرارات وضرورة ملاحقة هذه العناصر والبحث عنها وتقديمهم للمحاكمة لإتقاء شرهم بعيدا عن الشارع وتهدئة موجات العنف التى تهدد أمن الدولة المصرية وإستقرارها من خلال تهديد هذه العناصر الإرهابية.


المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع


اقرأ أيضا..


لماذا تأخر إعلان ترشح الرئيس