بقلم / هاني رفعت

عندما طالعت كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش- التي ألقاها خلال مؤتمر ميونخ للأمن أمس الجمعة- تعجبت كثيرا لأنه لا يملك القرار، ويرى الصورة من منظور أمريكي بحت، أو الجانب الذي يريده الإسرائيليون فقط.

الأمين العام، حذر من اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل، ويعتبر حدوث ذلك "أسوأ كابوس"، وقال إنه خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب لاحظ وجود "مليشيات" على الحدود الإسرائيلية، وذكر أن هذه المليشيات على صلة قريبة بحزب الله الموالي لإيران التي تدعم القدرات العسكرية لحزب الله، الأمر الذي يراه الإسرائيليون تهديدا صريحا لوجودهم، وأنه إذا حدثت حرب سوف ينتج عنها تدمير كامل للبنان.

وتابع: "نحن نعلم أن أي شرارة يمكن أن تؤدي إلى ذلك، ولا يسعنا المراهنة على استحالة الصراع.. نحتاج في مجلس الأمن لرؤية مشتركة للوضع في الشرق الأوسط".

فإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة لا يملك إلا التحذير فمن إذا يملك حق التصرف والتدخل لمنع حدوث هذا الأمر الجلل كما يراه هو؟

ولماذا يغض الطرف عما تفعله إسرائيل في سوريا، ولا يتحدث فقط إلا على المليشيات التابعة لحزب الله وعلاقته بطهران وقدرتها على تدعيم حزب الله بالقدرات العسكرية؟

ولماذا لم يتحدث الأمين العام عن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وتدعيم تل أبيب بأحدث المقاتلات العسكرية الأمريكية التي تسلمها الجيش الإسرائيلي دون غيره من جيوش العالم؟

السيد الأمين العام للأمم المتحدة، انظر إلى الصورة كاملة ولا تنظر إليها من وجهت نظرك، أو من وجهة نظر الجانب الأمريكي الحليف الداعم لكل انتهاكات إسرائيل في المنطقة.