التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 12:40 م , بتوقيت القاهرة

"سجنك صنعته من الهوا وحبست فيه نفسك".. أن تصبح حبيس هواجسك

"أن تكون حبيس هواجسك" هذه العبارة أن تمعنت بها، قد تصيبك بحالة من الذعر، فأنت لست حبيس شئ حقيقي وملموس على وجه هذه الحياة، بل حبيس أشياء أنت صنعتها في مخيلتك وصدقتها وتعايشت معها وليس على هنا قط، بل تكون  لديك خوف من ناحيتها وأصبحت أسير لها، بمعني أخر أنت سُجنت بمحض إرادتك وقرارك.


هل من الصحيح أن نعيش العالم الذي اخترناه بمحض إرادتنا؟، نعم ولكن الشئ الغير صحيح أن نعيش مع "الخوف"، فكيف لك الحياة إذا كان هذا الخوف غير حقيقي ومن صنعك أنت؟، وكيف الحياة أيضا إذا اختارها لنا أحد أخر ونحن ساعدنا بهواجسنا وسهلنا عليه المهمة في اختراق حياتنا ودخول ذلك الصندوق، هذا ما حدث بالضبط في فيلم " ذا ميست".


The mist


تدور قصة هذا الفيلم حول بلدة صغيرة، يتم مهاجمتها من قبل كائنات مجهولة الهوية، نتجت عن تجارب في الفضاء الكوني، لفتح بوابة في مكان أخر من الكون، وأثناء ما يحدثوه من فوضي على كوكب الأرض، وخاصة داخل المتجر المحتجز به أبطال هذه القصة.


themist


وبين هلع وفزع الجميع  والخوف من المجهول من غموض هذه الأحداث وما يحدث من وراءها، تبدأ شخصية السيدة "كارمودي" في فرض أوراقها وصنع طاغية من نفسها، ولكن بأقرب طريقة قد يفهمها هؤلاء الناس، وبناءً عليه بدأت في إقناع الجميع أنها روحانية وتحمل كلمة الرب، وذلك عن طريق ربطها بين موعد سكون الوحوش ليلًا وإقناع الرهائن أن القربان الذين يقدموه من الناس لهم ليأكلوه، هو ما يجعلهم يتوقفون عن ذلك، وبالفعل نجحت في فرض سيطرتها على فئة كبيرة من الناس.


تسللت شخصية "كارمودي" إلى الجميع عن طريق هواجسهم ومخاوفهم، من ما قد يحدث لهم إذا لم يفعلوا ذلك، أو ما سوف يلقونه عند تفكيرهم في حلول أخرى تساعدهم، فهي استخدمت أكثر وتر حساس لدي الجميع، التكفير عن الذنوب الذين قاموا بها، برمي نفسهم قربان للوحوش التي تنتظرهم بالخارج.    


A Beautiful Mind


لم يكن فيلم "ذا ميست: الوحيد الذي تناول هذه الفكرة، هناك قصة أخري ولكن حدثت على أرض الواقع، وفيما بعد تم تحويلها إلى فيلم، فهو يروي حياة "جون فوربس" الحائز علي جائزة نوبل في الاقتصاد، والمصاب بمتلازمة تدعي "سكيتزوفرينيا".


beautiful-mind


هذه المتلازمة عبارة عن اضطراب نفسي، تجعل صاحبها يقوم بسلوك اجتماعي غير طبيعي، فيُعاني من عدم القُدرة على تمييز الواقع، حيث يختلط عليه الأمر نتيجة الأعراض التي يُعاني منها كالتوهمات، الاضطرابات الفكرية والهلاوس السمعية، وهو ما يجعل المريض مسلوب الإرادة، غير راغب في الانخراط بالحياة الاجتماعية وغير قادر على التعبير عن مشاعره، فيعيش في عزلة خالقًا لنفسه حياة لا وجود لها، والذي لم يصعد وينجح في عمله إلا بعدما قرر التغلب عليها.