"تضحية الصغير إلهامًا لنا".. طفل ينقذ أمه من الموت بأجزاء من جثته
"تقليد لا يعرفه سوى الأسوياء أخلاقيَا، إجراءه دال على السلام النفسي لفاعله ومقدار الحب لمستقبله".. هكذا يمكن تعريف مفهوم التضحية، الذي قل إيجادها في هذا الزمن ما بين الكبار ككثير من الأمور التي اختف عن عوالمنا، ولكن غالبًا ما يأتي الصغار ليلهمونا بالعديد من المواقف التي ينتهجوها لتكون علامةً تنبهنا بالكثير من القيم التي فُقدت في غفوات الزمن.
"ليتل تشن"، طفل من الصين، قضى السنوات الأربع الأولى من حياته كبقية الأبناء الذي في مثل سنه، فلم يكن يعرف من الحياة سوى ما هو ممتع ومسلي بها، فمثل الأطفال الذي في سنه لا يصادفه متاعب ولحظات بائسة، وإنما قضى تلك السنوات بين أحضان أمه الدافئة والألعاب التي تلهيه.
فلم يكن يعرف شيئًا عن معنى المرض، كمثل التي تعاني والدته "تشو لو" المريضة بالفشل الكلوي منه، حتى بدأت الآلام تجوب دماغه في سن الخامسة، ليسرع به أقاربه لإجراء الفحوصات اللازمة عند الأطباء الذين شخصوا حالته بالإصابة بالورم الخبيث في الدماغ، وهو ما مثل صدمة وكسرة لعائلته، لمعرفتهم إن الطفل الذي كان يمثل أمل الغد إليهم لن يحيا سوى لسنوات أو شهور معدودة.
ومع اشتداد المرض لدى الإبن، تزامن أيضًا تلف الكلى تمامًا للأم، فأضحى هناك سريرين محجوزين بالمشفى، وكلما مر الوقت زاد المرض على الأثنين حتى أصيب الطفل بالعمى نتيجة انتشار الورم، فعلم وقتها الأطباء أن الطفل لن يمض عليه سوى أسابيع قليلة.
في الوقت الذي أخبر فيه الأطباء الأم، بقرب وفاة صغيرها، علقوها أيضًا بأمل شفائها، موضحين أنها يمكن أن تستغل العيش بكليته بعد وفاته، وهو الأمر الذي نفرته تمامًا ونهتهم عن الحديث لها بهذا الشأن مرة أخرى.
حديث الأطباء لم تسمعه الأم والعائلة فقط، وإنما تسلل أيضًا إلى أذن الصغير الذي قرب سنه إلى سبع سنوات، فقرر وقتها أن ينقذ حبيبته ليقول لها: "أمي.. أريد أن أنقذ حياتك"، ليحدق الجميع مصدومين من تضحية الصغير، وانهمرت الدموع من أعتين والدته.
الطفل ليتل تشن، لم يكن منقذًا لأمه فقط في يوم وفاته، بل قرر أن يتبرع بكليتيه الأثنتين وكبده، حيث تمكن الأطباء من نقل الكلية إلى والدته وبقية الأعضاء إلى شخصين أخرين.
ويقول الفريق الطبي الذي أجرى عملية الزرع وفقًا لما ذكره الموقع الهندي "Bold Sky"، إنهم فوجئوا بشجاعة الطفل، مشيرين إلى أنهم وقفوا دقائق من الصمت أمام جثته احترامًا له قبيل إجراء الجراحة.