بين الكتاب الورقي والإلكتروني.. لمن يكون عرش القراءة؟
الخميس، 08 فبراير 2018 02:30 م
يجلس وبجانبه فنجان القهوة وبيديه كتابه المفضل .. يلامس أوراقه بيديه وبقلبه فتحمله الكلمات ومعانيها إلى عالم آخر أكثر رحابة وانطلاقًا وحرية.. إنها القراءة، تلك المتعة التي تجعل كتابا تقرأه صديقك المخلص الذي تجده في أي وقت تحتاج إليه دون كلل أو ملل.
عرف العالم الكتابة منذ آلاف السنين على يد الفراعنة الذين ابتكروا الأبجدية الهيروغليفية ومن يومها وتعلم البشر الكتابة والقراءة، وقديمًا كانت الكتابات عبارة عن مخطوطات ثم تطورت ليظهر الكتاب الذى كان ينشر عن طريق النسخ اليدوي، ثم حدثت ثورة فى مجال النشر، عنما اخترع الألماني يوهان جوتنبرج آلة الطباعة، ومنذ القرن الخامس عشر إلى الآن لم يتغير الكثير فى مجال نشر الكتب، فطريقة النشر ھي في أساسھا تلك المستخدمة اليوم.
ولكن خلال السنوات القليلة الماضية لاحظنا تغيرًا فى الأمر خاصة مع ظهور ما يعرف بـ"الكتاب الإلكتروني".
الكتاب الإلكتروني
يحظى الكتاب الإلكتروني يومًا بعد يوم بمساحة متزايدة في أسواق الكتب ولدى القراء.. فبدلاً من أن يعود القارئ من أسواق الكتب أو المكتبات وهو يحمل مجموعة من الكتب الورقية أصبح يعود وفي يديه سيديهات لكتب أو روايات.
أثار هذا الموضوع الكثير من الجدل بين القراء والمثقفين وأصحاب دور النشر.. فهناك فريق يدافع عن الكتاب الورقي بأنه هو الأصل والإلكتروني ما هو إلا امتداد طبيعي للحضارة الورقية وما يؤكد ذلك هو لجوء الباحثين للكتب المطبوعة كمصادر للبحث والدراسة، وفريق آخر يرى أن الكتاب الإلكتروني هو المستقبل.
فهل أصاب الكتاب الإلكتروني نظيره الورقي في مقتل وأطاح به من على عرش "القراءة"؟
يظهر بحث أعده مركز "بوكر" لخدمات النشر والمؤسسة المحدودة لتسويق الكتب أن القراء الأمريكيين والبريطانيين يغريهم المحتوى المجاني ويدفعهم نحو اقتناء الكتب الإلكترونية
ويقول 15? من الذين شملهم البحث إن سهولة التحميل من مواقع البيع المختصة هي الدافع الرئيسي لشراء الكتاب الإلكتروني، أما نسبة 23% فرأت أن الدافع هو رخص ثمنها مقارنة بالمطبوعة، والنسبة نفسها تلجأ إلى الكتب الإلكترونية لعدم استحواذها على مساحة في المنزل.
وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء أزمة القراءة في الوطن العربي، أهمها ارتفاع مستوى الأمية إلى جانب الصعوبات الاقتصادية التي لا توفر للمواطن العربي الوقت والمال للقراءة، إلى جانب نقص انتشار الكتب، وعدم تشجيع المناهج الدراسية والتربية الأسرية على القراءة، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية والواضحة.
أما في مصر فقد سادت خلال السنوات الماضية حالة من الركود في الثقافة والقراءة ما أثر سلبًا في انتشار الكتب في الأسواق وساعد بشكل كبير في اتجاه الغالبية إلى الكتب الإلكترونية المجانية.
مزايا وعيوب الورقي والإلكتروني
هل سبق وأن وقعت في حيرة بين قراءة نسخة إلكترونية من كتاب ما أو قراءة النسخة الورقية المطبوعة منه، قبل أن تتخذ قرارك بقراءة أي إصدار، فإنه من المهم أن تدرك أن هناك مزايا محددة وعيوب والاختيار يعود لك كقارئ ومتذوق في النهاية:
مزايا وفوائد الكتاب الإلكتروني
- قلة التكلفة، حيث توفر الكتب الإلكترونية تكاليف الطباعة، والحبر، والورق، ومصاريف النقل والشحن، ويكون في متناول الملايين من الناس بأسهل الطرق، فهو أرخص في الإنتاج، وأرخص في الشراء، وبعضها مجاني، حيث تسمح العديد من المكتبات العامة على الإنترنت للقراء بقراءة وتحميل الكتب.
- سهولة حمله ونقله عند السفر، وتخزين الآلاف منه في حيز صغير جدًا، مقارنة مع الحجم الذي يشغله الكتاب الورقي، مع إمكانية تداوله بسهولة وسرعة فائقة حول العالم، دون التقيد بالحدود الرقابية التي تفرضها بعض الدول.
- سهولة الوصول لأي كتاب بأي لغة في أي مكان من العالم، بخلاف الكتاب الورقي الذي يصعب الوصول إليه إذا كان مطبوعًا في بلد آخر.
- سهولة البحث والنقل والنسخ، حيث يمكن نقل كتاب إلكتروني في دقائق أو ثوان معدودة، بخلاف النسخ والنقل من الكتاب الورقي.
- إعارة الكتاب قد تسبب الكثير من المشكلات ومنها الخوف من ضياعه أو تمزق صفحاته.. وكل هذا لا تجده مع الكتاب الإلكتروني، الذي يتيح لك إعطاء كل زملائك نسخة منه بدون أي مشاكل.
- برامج القراءة المتطورة الأكثر احترافية فيها إمكانية التهميش، وكتابة الحواشي والتعليقات، والتظليل.
ومع ذلك لا يخلو الكتاب الإلكتروني من بعض السلبيات، ومن أبرزها: ضياع حقوق المؤلفين، ودور النشر، نتيجة التوزيع غير الشرعي لنسخ الكتاب الإلكتروني.
وفي مقابل ذلك، فإن للكتب الورقية مزايا ومن أهمها:
-قراءة الكتاب الورقي أكثر راحة بشكل عام، ففي قراءة الكتاب الورقي متعة لا يشعر بها من يقرأ الكتاب الإلكتروني.
- الكتاب الورقي يبني علاقة حميمة وصلة وثيقة بين القارئ والكتاب، وهذا ما لا يوفره الكتاب الإلكتروني.
- الكتاب الورقي لا يعتمد على توفر الكهرباء أو أجهزة الحاسب، أو الاتصال بالإنترنت.
- الكتاب الورقي أكثر راحة للعين من الإلكتروني، فالقراءة لساعات طويلة من جهاز إلكتروني تسبب إجهادًا للعين.
اقرأ أيضًا
في حلقة اليوم.. "يلا أونلاين" يناقش تأثير التكنولوجيا على قراءة الكتب
