كاتب أمريكي: أردوغان يستخدم الجيش التركي لتحقيق مغامراته في سوريا
شن الكاتب الأمريكي ستيفين كوك، هجوما حادا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باعتباره الرئيس الأول الذي يتحكم في الجيش التركي وقاده لنتائج كارثية.
وبحسب مقال ستيفن كوك في مجلة "فورين بوليسي" فإن تركيا هي الدولة الوحيدة في دول الناتو التي لا يملك وزير دفاعها سيطرة على جيشه وبدا ذلك واضحا في اجتماعات الحلف مؤخرا، حيث تغيرت العلاقة بين الجيش التركي والمؤسسة الحاكمة، حيث أصبح الرئيس التركي الآن المتحكم الوحيد في كل شؤون الجيش الذي يعد ثاني أضخم جيش في حلف الناتو".
ولكن أي نوع من القادة العسكريين هو الرئيس التركي؟
بحسب الكاتب، فإن الرئيس التركي لم يبخل على نفسه في استخدام صلاحياته غير المسبوقة، وذلك من خلال التوغل العسكري في دول الجوار أخرها بعملية "غصن الزيتون" في سوريا التي بدأت في 20 يناير، وهي بحسب وصف الكاتب "مزيج بين البراجماتية والمخاطرة في غزواته بسوريا" .. ولكن الشيء الوحيد الذي ظل مستمرا في القيادة الأردوغانية هو "التأكيد الدائم على القومية التركية الإسلامية الأردوغانية" في كل خطابات الرئيس التركي.
وأيا كانت نتيجة المعركة في سوريا، فإن أردوغان وضع لنفسه مكانا في التاريخ العسكري التركي سواء كان دورا جيدا أم سيئا.
تجدر الملاحظة برأي الكاتب، أن التدخلات العسكرية التركية جاءت فقط بعدما فشل الرئيس التركي في جعل أمريكا تتحمل وحدها مسؤولية التدخل العسكري في سوريا وقت أوباما لأن الرئيس التركي كان يرى أنه يمكن لأمريكا أن تدخل بقواتها لسوريا بدون أن يضطر هو لاستخدام جنوده.
أما بعد الانقلاب العسكري الفاشل في 2016 فإن أردوغان أصبح يأخذ المخاطرة بنفسه بدلا من الاعتماد على واشنطن التي ساءت علاقته معها ولكن لا يبدو أن قيادته العسكرية جيدة، فبحسب ستيفن كوك كانت عملية درع الفرات فقيرة التنظيم والقيادة واستغرقت 7 أشهر ومات فيها نحو 70 جنديا تركيا على الرغم من أنه لم يقاتل قواته نظامية ولكن كل هذا تم التغطية عليه إعلاميا من خلال الزخم الإعلامي والشعبي في أعقاب محاولة الانقلاب.
بينما في معارك عفرين واسمها المثير للسخرية "عملية غصن الزيتون" فإن المخاطر أعلى من وجهة نظر الأمن القومي التركي التي ترى أن الغزو الأخير ضرورة حفظ الأمن القومي .. وسبب المخاطرة أنه في عملية درع الفرات كانت القوات التركية تتدعي أنها تقاتل داعش - وإن كان الهدف هو الأكراد- أما في عملية عفرين فإن المخاطرة الأكبر تأتي مع الإعلان الصريح عن قتال القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة وكذلك التهديد غير المباشر بضرب القوات الأمريكية المتمركزة ف يمنبج بالقرب من موقع العمليات.
هذه خطوة لم يكن ليفعلها الجيش التركي قبل الرئيس التركي الحالي بحسب الكاتب، ولكن تجدر الإشارة إلى أن الدعاية الأردوغانية التي جعلت أنقرة في مواجهة أمريكا رفعت أسهم الرئيس التركي في الداخل وإن كانت دمرت سمعته في الخارج.
وحتى الآن هناك نجاح عسكري على الأرض برأي ستيفن كوك، الذي حذر في الوقت نفسه من أن الآن الجيش التركي لم يعد سوى أداة لرئيس البلاد وليس قوة منظمة للدفاع عن البلاد والوحيد الذي كانت له مثل هذه السيطرة على الجيش من قبل كان أتاتورك.
اقرأ أيضا
بلطجة عثمانية .. تركيا تحاول فرض نفسها في شرق المتوسط