لا يمكن أن ننسى وجه الفنان أحمد ذكي، وهو خائف ومرتعش، حين رافق الفنان حلمي عبد الوهاب، خلال رحلة الأسانسير في فيلم "البيه البواب"، وهو حاملًا قلبه بين يديه، محتضنًا طفلته، متمتمًا بشتفتيه كلمات الحماية والاستعاذة التي ستنقذه من موقفه الذي -لا يحسد عليه- أو "التلفظ بالشهادتين" تحسبًا لمقابلة ربه، حال سقوط الـ"علبة الحديدية" التي يستقلها.

ذلك المشهد السينمائي، الذي جسده "امبراطور الشاشة"، سلط الأضواء على "كوارث الأسانسيرات" في تسعينيات القرن الماضي، والتي تحولت في القرن الحالي إلى لعنة حقيقية تطارد مستقليه.

فاجعة سقوط أسانسير مستشفى بنها الجامعي، التي وقعت نهاية الأسبوع المنصرم، فتحت جراح الإهمال في صيانة المرافق بالمؤسسات الحكومية؛ ولكن الغريب في الأمر أن "أسانسير بنها"؛ لم يكن الأول والأخير في هذا الأسبوع، حيث شهدت العديد من "مرافق الأسانسيرات" حوادث متكررة جاءت بين التوقف في منتصف الرحلة وبين مماثلته لحادث بنها، ولعل فيلم "بين السما والأرض" هو خير تجسيد لذلك الوضع.

وعلى غرار مسلسل الحرائق التي التهمت عشرات المنشآت بالقاهرة، ومختلف محافظات مصر، العام الماضي، جاءت حوادث "الأسانسيرات" العام الجاري، ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه- "ما هي أسباب تواتر الكوارث في جهة واحدة؟".

في السطور التالية يستعرض "دوت مصر" حوادث الأسانسيرات في أسبوع واحد

مستشفى بنها الجامعي

مصرع 7 وإصابة 4 آخرين، تلك هي حصيلة حادث سقوط أسانسير بمستشفى بنها الجامعي، والتي وقعت فى تمام الخامسة والنصف من مساء الثلاثاء الموافق 30 يناير الماضي. 

وكانت الأسباب الرئيسية المتسببة في الحادث، حسب تقرير جهات التحقيق، تهالك الأسانسير، وعدم وجود عامل لتنظيم الركوب داخله، وهو ما جعل الحُمولة أكبر من المقرر، مما أسفر عن سقوطه من الطابق السابع، نتيجة انقطاع الأسلاك.

أسانسير فندق بني سويف

لم يمر سوى 4 أيام على حادث "أسانسير بنها"، إلا وسقط أسانسير فندق مركز مؤتمرات جامعة بني سويف بمنطقة كورنيش النيل، من الدور الثاني إلى البئر، دون حدوث إصابات.

وكشف الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بنى سويف، تفاصيل الحادث، قائلًا: إن 9 لاعبىين من نادي بني سويف الرياضي مقيمين بالفندق، استقلوا الأسانسير من أدوار مختلفة، ونتيجة للحمولة الزائدة، سقط الأسانسير من الدور الثاني إلى بئر الأسانسير بالدورالأرضي.

أسانسير الوزير

بعد أزمتي "مستشفى بنها وفندق بني سويف"، لاحقت الأزمة الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى، خلال زيارته للمركز القومي للبحوث، حيث هبط المصعد بعد تعطله بالوزير والوفد المرافق له، إلى الدور الأرضي، ولم يتمكن الوزير ووفده فتح باب الأسانسير أو الصعود به مرة أخرى.

وقام الأمن والعاملون بالمعهد، باستدعاء رجال الحماية المدنية، واستطاعوا فتح المصعد بعد أن أصيب من في الداخل بحالة من الإعياء، حيث استغرق فتح باب الأسانسير أكثر من 15 دقيقة.

"تيدا مفيدة"| تقرير مميز لـ أحمد قنديل و دوت مصر برعاية الاتحاد الأوروبي