"العار" الذي لا يعرفه وزراء مصر.. "مسؤول بريطاني" يستقيل لتأخره 5 دقائق
"وصل الجلسة متأخرًا 5 دقائق ثم طلب الكلمة، فأعطيت له، ليعتذر عن تأخره عن الموعد المحدد، معلنًا استقالته"، قائلًا: "غير لائق الحضور متأخرًا إلى المجلس، وعدم الاستماع إلى أسئلة اللوردات، هذا سلوك مرفوض يستوجب الاستقالة".
وأضاف: "تشرفت طيلة السنوات الخمس الماضية التي قضيتها في الحكومة وبالرد باسمها على أسئلة اللوردات والنواب في المجلسين البرلمانيين البريطانيين، وكنت شديد الحرص على أن أكون في غاية اللياقة والتهذيب في التعامل مع البرلمانيين البريطانيين، لكنني لا أغفر لنفسي قلة الاحترام بالوصول متأخراً إلى مجلس اللوردات، والتأخر في الرد على استفسار البارونة ليستر، ولأكفر عن ذنبي، أطلب منكم الصفح، وسأتقدم اليوم باستقالتي إلى رئيس الحكومة، على أن تسري بشكل فوري".
هكذا فاجأ وزير الدولة للشؤون التنمية في الحكومة البريطانية، اللورد مايكل بايتس، مجلس النواب بعد تأخره 5 دقائق عن الجلسة.
ما فعله"بايتس" مشهدًا لن نجده في مصر يومًا، فدائمًا يبادر إلى أذهاننا سؤال، ولكن دون إجابة واضحة وصريحة.. وهو: لماذا تتقدمم الأمم ونحن أصحاب حضارات وموارد هائلة؟.. باختصار الإجابة: "المسؤولون هناك يسارعون الزمن لتحقيق المراد، وهنا يتفنن المسؤولون في اختراع الأعذار والمبررات"، للهروب من المحاسبة واستعطاف القلوب.
هناك في "بلاد الفرنجة"، اعتاد مسؤولوها تقديم الاعتذارات والمبررات على تأخرهم عن الحضور في الموعد المحدد، أو حال حدوث شيء غير منضبط، حاملين على أعناقهم الإحساس بالذنب والمسؤولية تجاه عملهم، بل وصل الأمر للاستقالة تعبيرا عن الأسف للتقصيره في مهام العمل، أما في الدولة المصرية، تجد نفس المشهد، ولكن مع اختلاف المناصب، فهنا النواب لن يجدوا إجابة على تجاهل الوزراء لحضورهم للمجلس حتى تقدم بعض النواب باستقالتهم من اللجان.
معركة "الثقافة" وإعلام البرلمان.. إحنا مش بنهزر
في نهاية ديسمبر الماضي، أصدر النائب أسامة شرشر، عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، بيانًا، أعلن فيه استقالته من اللجنة، اعتراضًا على ما وصفه بـ"الاستخفاف" من قبل حلمي النمنم وزير الثقافة السابق، وعدم حضوره للرد على طلبات الإحاطة والأسئلة، وإرسال ممثلين غير صلة للرد على التساؤلات، لمناقشة طلبات إحاطة بشأن دور الوزراة في التصدي للإرهاب.
فيما ووجه أسامة هيكل، رئيس اللجنة رسالة إلى الوزير، قائلاً: "هذا الأمر لن يمر بسهولة، المفروض لما يبقى فيه وزير جاي يحترم اللجنة، مش يبعت ناس ملهاش علاقة بالموضوع، دي استهانة لن أقبلها، إحنا مش بنهزر ولا جايين نتصور أو نضيع وقت الوزير، إحنا بنتكلم في طلبات الإحاطة يعني حدث هام، وهذه اللجنة مُنتخبة ومهمتها متابعة الأداء الوزاري".
"البنا" يتجاهل.. والزراعة تشتكي
لم تكن معركة لجنة الإعلام، مع وزارة الثقافة وحيدة، فقد خلفها أيضًا اشتعال لجنة الزراعة، بعد تجاهل الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة، اجتماعات اللجنة، وغيابة المتكرر بالإضافة إلى عدم إرساله أي ممثلين عن الوزارة، ضاربًا بدعواتهم عرض الحائط، -دون سبب- الأمر الذي دفع النواب لتقديم مذكرة لرئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال لاتخاذ اللازم.
"سعفان" وقانون العمل
كان لوزير القوى العاملة الدكتور محمد سعفان، نصيبًا ملحوظًا من هذا التجاهل والاستخفاف باللجان المتخصصة ببرلمان الأمة، إذ تجاهل الوزير حضور اجتماع اللجنة لمناقشة "مشروع قانون العمل"، الأمر الذي أدى إلى غضب النواب، مستنكرين عدم الحضور واصفينه بـ"الجباية".
تحزير "الصحة" للوزير
أما الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، نال حظًا كبقية زملائه المتغيبين، إذ وجه الدكتور محمد العماري، رئيس لجنة الصحة، شديد اللهجة للوزير اعتراضًا على عدم المثول أمام اللجنة، لمناقشة سبب تأخير صرف مستحقات مرضى الغسيل الكلوي بمراكز الغسيل الكلوي بالجيزة، موجهًا بضرورة وسرعة صرف مستحقات مراكز الغسيل الكلوى خلال 45 يومًا وتوفير الموارد المالية اللازمة لرفع أسعار الغسيل الكلوي إلى 250 جنيها بدلا من 140 جنيها.
اقرأ أيضا
المقاطعة والانسحاب.. أدوات المعارضة لإخفاء فشلها في الانتخابات الرئاسية