شريف إسماعيل.. «ميكانيكي الاقتصاد»
أستاذ في تطبيق مبادئ الميكانيكا، أبدع فيها حتى نجح في تحويل الاقتصاد إلى آلة يحركها عقله الدائر بشكل مستمر، مثال حي لما بدأه «أرسطو» وأكمله «ليوناردو دافنشي» حول أنظمة الكائنات الحية المتحركة من خلال التحليل الحركي.
تعلم الميكانيكا في تلك المدرسة العريقة التي يعود عمرها إلى عام 1839، وقت أن كانت مدرسة للعمليات التقنية، قبل أن تصبح جامعة عين شمس، ووصل إلى طريقة ترويض الآلات وتسخيرها في خدمة الإنتاج، من خلال بناء «تروس» وربطها مع بعضها بـ«سيور»، لتعمل وتنقل وتنتج من خلال أجزاءها الصغيرة، متقنًا في ذلك «علم الحيل».
«الماكينة» في حياة شريف إسماعيل
شخصية مؤثرة ولكن تعمل في صمت.. شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، كـ«الماكينة» يطبق المبادئ الهندسية على ذاته ليعمل طوال الوقت متجاوزًا كل الظروف التي من الممكن أن تعطل عجلة إنتاجه.. يتشابه معها في عدة جوانب ويختلفان في شيء واحد، أما وجه الشبه يتمثل في القدرة على مواصلة المجهود للوصول إلى النتائج المطلوبة، من لكن ما يميزه عن تلك الآلات الصماء أنه يعمل دون ضجيجها المزعج، يؤثر بشكل كبير وفاعل فيمن حوله، فيدور محركه وينتج كالآلة ولكن في صمت.
لم تمنعه أوقات الألم والمرض من الاستمرار في العمل وبذل الجهد، والتفكير في إصلاح ما أفسده تراخي «السيور القديمة» و«توقف التروس» و«صدأ البراغي» و«تآكل قطع الصاج»، في محركات الاقتصاد القومي.
«عمّرة موتور»
آمن بأن البداية يجب أن تكون عند المصدر الذي يغذي محركات الاقتصاد بالطاقة، فبخلطة امتلك هو وأعوانه في وزارة البترول سرها، قاد الدولة إلى اكتشاف الكنز الضخم في المياه العميقة، بأكبر حقل غاز طبيعي في شرق البحر المتوسط، متحديًا فترة عصيبة من المرض تولى خلالها المهندس هاني ضاحي، وزير النقل، وقتها مهام وزيرة البترول، من 25 يونيو 2015 إلى 8 يوليو 2015، ليعود لاستكمال المسيرة قبل أن يتولى المهمة الكبرى في تاريخ مصر الاقتصادي، والتي لم يجرؤ على اتخاذها رؤساء حكومات على مدى 30 عامًا.
بعد الاطمئنان على مصدر طاقة المحرك، تولى رئاسة الحكومة في 12 سبتمبر 2015، ليخطو أولى خطواته من منصبه الجديد بوضع نظام تشغيل لهذا المحرك، من خلال قرارات وصفها أصحاب الرؤى المحدودة بالخاطئة، المتمثلة في حزمة من إجراءات اقتصادية لإعادة تشغيل العجلة من جديد بعد توقف شبه تام كان أصعبه على الدولة هو تحرير سعر الصرف، قرار الإصلاح الاقتصادي هرب منه «عتاولة» في عدة عصور سابقة، ولكن أثبت شريف إسماعيل أنه «ميكانيكي إصلاح الاقتصاد».
وفي خطة تالية لتوفير الوقود ونظام التشغيل.. سكب شريف إسماعيل الزيت على «موتور الاقتصاد» بهدف «تشحيم» وتليين» مفاصله وعودة حركتها الانسيابية من جديد، وتمثل ذلك في مجموعة القوانين التي خرجت للنور بعد انتهاء دورتها الدستورية مثل: قانون الاستثمار وقانون الإفلاس، بالإضافة إلى نظام الشباك الواحد المتوقع تطبيقه قريبًا.
«الأوسطى» يقاوم
قاوم «الأوسطى» إجهاد المحرك، وطار خارج الورشة لإصلاح ما أفسده الألم حيث زار «بلد المكن الأصلي» ألمانيا، واختفى عن «الدكان» لأسابيع بدأت في 23 نوفمبر الماضي، وانتهت في 14 يناير الماضي، بلقاء وزراء جدد قرر الاستعانة بجهودهم في تنفيذ الخطة، ولكن الظهور الأخير له كان بمثابة التكريم.
العمل مع رئيس لديه من فرط الحركة ما يجعل 33 وزيرًا –باعتبار أن الاستثمار والتعاون الدولي وزارة واحدة- يعملون على مدار الساعة دون انقطاع لتنفيذ رؤيته.. رئيس لا يكل ولا يمل من متابعة كافة التفاصيل للوصول إلى أعلى درجات الاتقان، بالتأكيد أمر لا يتحمله الكثير، ولكن شريف إسماعيل نجح في كسب ثقة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي قال عنه: «من أفاضل الناس اللي شفتهم في حياتي، صدقوني أنا ما بجاملش حد.. الناس متعودة إنها بتحترم الناس اللي بتزعق، الناس المحترمة ملهاش حظ، بقوله لو ما قدرناش نقدرك ربنا هيقدرك.. فهو رجل على قد المسؤولية تحمل الكثير وخاصة الظروف صعبة».
المواطن شريف إسماعيل
وُلد في القاهرة، 6 يوليو 1955، حصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكا قوى عام 1978 في جامعة عين شمس، بتقدير عام جيد جدًا.. عمل لدى تخرجه كمهندس في البحث والاستكشاف بشركة موبيل حتى عام 1979.
تزوج شريف إسماعيل من ابنة عزت عادل، الرئيس السابق لهيئة قناة السويس، ووهبه الله ولد وبنت.
بدأ العمل بشركة إنبي منذ عام 1979 حتى عام 2000 كمهندس حتى وصل إلى منصب مدير عام الشؤون الفنية وعضو مجلس الإدارة، وتدرج في الوظائف حتى وصل إلى منصب وزير البترول والثروة المعدنية قبل أن يتولى رئيس مجلس الوزراء.
اقرأ أيضًا ..