سنة أولى رئاسة.. "ترامب ونيكسون" وجهان لعملة واحدة والفارق الوحيد "تويتر"
إثارة الجدل والكراهية للإعلام والعداء مع مؤسسات الدولة صفات جعلت كثيرين يربطون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس أمريكي سابق تصرف بطريقة مشابهة هو "ريتشارد نيكسون".
والمسافة الزمنية بين "ترامب ونيكسون" تزيد على 40 عامًا لكن التشابهات بينهما قوية وبحسب مجلة "التايم" يكفي النظر للقرارات التي اتخذها ترامب ونيكسون لرؤية التشابه التاريخي.
طرد المحققين
في مايو 2017، أقال ترامب جيمس كومي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI "جيمس كومي" وتسبب ذلك في فضيحة سياسية لكون كومي كان يحقق في وجود روابط بين مسؤولي الحملة الانتخابية لترامب وبين مسؤولين من روسيا.
وهو موقف يشبه ما حدث في عهد نيكسون الذي طرد أيضًا المحقق الخاص أرشيبالد كوكس والذي كان يحقق في فضيحة "ووترجيت".. ووقتها رفض وزير العدل ونائب وزير العدل تنفيذ القرار وقدما استقالتهما، عندها قام القائم بأعمال وزير العدل الذي عينه نيكسون، روبرت بورك بتنفيذ أوامر الرئيس الأمريكي الأمر الذي قضى على التحقيقات.
العداء الإعلامي
كل من ترامب ونيكسون لديهما علاقة سيئة بالإعلام، فنيكسون كان له رد على صحفي أمريكي سأله عن سبب غضبه من الإعلام فقال "لم أر طوال 27 عامًا من الحياة العامة مثل هذه التغطية الإعلامية" وأضاف للصحفي ضاحكا "لا تظن أنك أثرت غضبي، فالشخص يغضب فقط ممن يحترمهم".
وهي عبارة تشبه بشدة ما قاله ترامب عن وسائل الإعلام التي وصفها بالإعلام الكاذب والمزيف، كما قال أيضًا إنه أكثر سياسي مظلوم في التاريخ.
وهناك أيضًا التسجيل الصوتي لنيكسون وهو يكرر مرارًا في حديث مع هنري كيسنجر "الصحافة هي العدو.. الصحافة هي العدو".
وهو يشبه ما قاله ترامب في تغريدة على "تويتر" واصفًا فيها الإعلام بأنه "عدو الشعب الأمريكي".
The FAKE NEWS media (failing @nytimes, @NBCNews, @ABC, @CBS, @CNN) is not my enemy, it is the enemy of the American People!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 17, 2017
ومن المواقف الطريفة حاليًا أن أحد الصحفيين الذين كشفا فضيحة ووترجيت ضد نيكسون وهو "بوب وودوارد" يؤلف الآن كتابًا عن الرئيس الأمريكي الحالي ترامب.. بسبب رؤيته للتشابهات بين ترامب ونيكسون.
شخصيات عدوانية
يرى المؤرخ تيم نفتالي، وهو أول مؤرخ مستقل يمتلك شرائط من حقبة نيكسون، أن التشابهات بين ترامب ونيكسون لم تقف عند السياسات والمواقف العدوانية بل أيضًا في طبيعة شخصية الرئيسين، وأساس هذه الشخصية هي الطبيعة العدوانية والبارانويا والاعتقاد بأن الكل يحمل لهما الكراهية والسوء.
وقال المؤرخ إن نيكسون لديه الشكاوى والصراخ وترامب لديه تويتر قائلا "ترامب يكتب في تغريدات ما كان نيكسون يشتكي به للدائرة المقربة".
وكل منهما لديه نفس الطبيعة المحبة للذات والمتعصبة والمتحيزة والطفولية، والحاجة الدائمة للدفاع عن النفس، وأضاف "ما يقوله ترامب على السوشيال ميديا وتسجله كاميرات الإعلام كان هو نيكسون وهو محاط بجدران المكتب البيضاوي".
اقرأ أيضًا
في ذكرى رئاسة "ترامب".. الحكومة الأمريكية "خارج الخدمة"