حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي مرارًا وتكرارًا، من التجاوز في زراعة الأرز أكثر من المطلوب، مؤكدًا أن هذا تجاوز في حق مصر لإهداره الكثير من مياه نهر النيل.

وتابع الرئيس خلال افتتاح المرحلة الأولى من مشروع "غليون" للاستزراع السمكي: "لا نمانع زراعة الأرز ولكن بضوابط.، يا مصريين من فضلكم القواعد اتعملت عشانكم إنتم مش عشاني.. وإحنا مش ضد زراعة الأرز، إحنا بنظم زراعته".

ويفتح هذا الأمر النقاش حول بدائل للطريقة المعتادة لزراعة الأرز كثيف الاستهلاك للمياه، ما يحافظ على حصة مصر من ماء النيل.

هل يمكن زراعة الأرز بمياه البحر المالحة؟

نشرت صحيفة الإندبندت البريطانية تقريرًا يؤكد نجاح فريق من علماء الصين بعد دراسة استمرت عقودًا، من زراعة نوع من الأرز ينمو بماء البحر.

كما أكد موقع WD الألماني أن علماء من الصين تمكنوا من تطوير عدة أنواع من الأرز، يمكن أن تنمو في ماء البحر، وهو ما قد يُساعد على إنتاج غذاء يكفي لأكثر من 200 مليون شخص.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد تم زراعة الأرز في حقل بالقرب من مدينة "تشينغدوا" الساحلية في البحر الأصفر شرق الصين، حيث زرع العلماء 200 نوع مختلف من هذه الحبوب بغرض التحقق، مما إذا كان الأرز ينمو بشكل جيد في الظروف المالحة.

وضخ العلماء مياه البحر في الحقول ثم وجهوها إلى حقول الأرز، وتوقع العلماء إنتاج 4.5 طن من الأرز للهكتار الواحد، غير أن المحاصيل تجاوزت التوقعات لتصل إلى 9.3  طن للهكتار الواحد.

لا يوجد دعم للبحث العلمي في مصر

أكد الدكتور سعد محمد شبل، رئيس بحوث متفرغ بمركز البحوث الزراعية، أن المركز توصل إلى أصناف تتحمل درجة ملوحة كبيرة، ولكن ليست لدرجة ملوحة البحر، مضيفًا أن الجينات التي توصلوا إليها تتحمل مياه الصرف الصحي والأراضي المالحة وتنتج محصولًا جيدًا في هذه الظروف.

وأضاف "شبل" في تصريح خاص لـ "دوت مصر"، أن كل شيء قابل للبحث وأننا نحتاج إلى تقنية كبيرة لكي نصل إلى جينات من الأرز تتحمل التركيز العالي من الأملاح مثل مياه البحر.

وأشار "شبل" إلى أن البحث العلمي في مصر ليس بالصورة الكبيرة، فهناك أبحاث كثيرة ولا يوجد دعم لشراء الأجهزة اللازمة لتنفيذ التجارب.

المياه المالحة تقتل نبات الأرز

وعلى الجانب الآخر، أكد عبدالمعطي العبد، رئيس قسم الأرز بمعهد البحوث الزراعية، أن نسبة الملوحة في مياه البحر أعلى من تحمل نبات الأرز، وذلك يؤدي إلى قتل النبات.

وأضاف عبدالمعطي في تصريح خاص لـ "دوت مصر"، أن مصر بها أصناف أرز مقاومة للملوحة، ويتم زراعتها في التربة الملحية، مؤكدًا أن المعهد يقوم حاليًا بدراسة زراعة الأرز بمياه مالحة بمعدل تركيزات مختلفة.

وتابع رئيس قسم الأرز بمعهد البحوث الزراعية: "قد يتحمل نبات الأرز درجة معينة من المياه المالحة تصل إلى 8000 bbm"، مشيرًا إلى أن معهد البحوث يستنبط أصنافًا جديدة من الأرز حاليًا تتحمل لدرجة معينة من الأملاح مثل صنف 179 و178.

اقرأ أيضا..

صور.. الري: إزالة أكثر من 100 ألف حالات تعد على نهر النيل

فيديو.. مهندسون يبتكرون جهازاً للتحكم في الري عن بٌعد