التوقيت الأحد، 17 نوفمبر 2024
التوقيت 05:31 م , بتوقيت القاهرة

بين الدين والقانون.. "الموت الرحيم" راحة من آلام المرض أم انتحار

كتبت _آية فرج


أصحاء من البشر فكروا كثيرا في الانتحار بعضهم روادته الفكرة بسبب ظروف نفسية أو مادية لينفذ خطته في التخلص من حياته، ربما يرى البعض وفقا لطبيعتنا العربية التي تؤكد أن هؤلاء ليسوا لهم الحق في التخلص من حياتهم مهما كانت ضغوط الحياة وتحرم أفعالهم، لكن ماذا لو كان الإنسان يتألم من المرض ولس له علاج، هل يحق له اختيار إنهاء حياته طلبا في الراحة من آلام المرض؟.


الموت الرحيم فكرة غير مألوفة في مجتمعنا العربي وبخاصةً الإسلامي، فهل نستيقظ يوماً ونجده مطبقاً في مجتمعنا كما هو الحال في الدول الأجنبية.


أول من استعمل تعبير الموت الرحيم هو الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون في القرن السابع عشر وكان يعني به مصاحبة المريض في لحظاته الأخيرة وإعطاءه جميع المسكنات المتاحة ليموت في سلام‏، ولكن بتطور العصور أخذ المصطلح معني مختلف، وأصبح يعني استجابة الطبيب لرغبة مريضه بإنهاء حياته لمعاناته من آلام مبرحة لا يستطيع تحملها وميئوس من شفائها‏،‏ ثم اتسع المعني ليشمل مساعدة أهل المريض في تخفيف معاناتهم هم لمشاهدتهم مريضهم في حالة لا يرجي شفاؤها‏.‏


ومن الناحية الدينية فالموت الرحيم غير مقبول تماماً لأنه تدخل في مشيئة الله عز وجل الذي وهب الحياة،‏ فهي سلب لهذا الحق الذي لا يملكه إلا الخالق،‏ وليس من الأخلاق أن يتوقف الطبيب عن علاج مرض ميئوس من شفائه‏،‏ لأن مهنة الطب هي للعلاج وليس لوقف العلاج‏،‏ كما أنه ليس من حق أهل المريض أن يتحولوا إلي أوصياء عليه لهم االحق في استعجال موته‏،‏ فقد يمن الله بالشفاء رغم فقدان كل أمل في النجاة،‏ كما أن الموت قد يخطف حياة المريض رغم ثقة الأطباء بنجاح العلاج‏.‏ 


وقد اتفقت جميع الأديان السماويبة علي تحريم الموت الرحيم، ولكننا نتفاجأ اليوم بإعلان جمعية كاثوليكية بلجيكية السماح به للمرضى العقليين، على الرغم من مخالفته للقيم المسيحية الحقيقية التي تعلي في بادئ الأمر "خيار الشخص"  على "قواعد الأخلاقيات الصارمة".


تعبيرية


أباحت الكثير من الدول الأوروبية الموت الرحيم ولكن تحت ضوابط قانونية وبموافقة المريض وأهله وعند عجز الأطباء علي تقديم العلاج المناسب للمريض، ولكننا لاحظنا خلال الفترة السابقة توسع بلجيكا في قرار" الموت الرحيم"حيث ذكر  أن سلسلة مستشفيات نفسية كاثوليكية فى بلجيكا قررت منح القتل الرحيم للمرضى العقليين، متحدية بذلك الفاتيكان ودافعة بمزيد من التحدى للالتزام الأخلاقى للكنيسة.


وقال الدكتور محمود البدوي، المحامي بالنقض والدستورية العليا ورئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، إن هذا القانون ظاهرة قديمة حديثة فهو يطبق في الكثير من الدول الأوروبية تحت بند الحريات مثله مثل زواج المثليين وهذه الظواهر غير مفعلة في مجتمعاتنا لإختلاف العادات والتقاليد والدين والقانون.


وأضاف البدوي،أن الموت الرحيم ليس من حقوق البشر فهو حق إلاهي لا يصح التنازع عليه، والستور المصري كفل حق الحياة في أكثر من ربع مواده حتي وإن كان غير منصوص عليه صراحةً لأنه حق إلاهي ، كما أن الشرع ينظر لهذه الأمراض علي أنها مكفرات للذنوب ولنا في ذلك عبرة من سيدنا "أيوب"، فليست كل الأطروحات قابلة للتنفيذ.


في نفس السياق استنكر الدكتور سالم عبد الجليل ، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق والداعية الإسلامي،"الموت الرحيم" مؤكداً الشريعة الاسلامية ترفضه تماماً، وإذا كان بموافقة المريض فهو إنتحارويكون الطبيب آثم لإشتراكه في ذلك،  وإذا كان بغير موافقة المريض  فهو قتل عن عمد ، والشريعة الإسلامية تحض الإنسان بالصبر علي الإبتلاءأما الموت الرحيم فلا يجوز إلا مع الحيوان، مستدلاً بقول الله سبحانه وتعالي: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) فهو من باب تسمية الأشياء بغير مسمياتها فالقتل قتل مهما اختلفت مسمياته.


من جانبه قال الدكتور عبد الله شكشوك ، رئيس لجنة الفتوى بالبحيرة، إن "الموت الرحيم" حرام شرعاً والقانون لا يسمح به في مجتمعاتنا مستدلاً بقول الله تعالي (‏مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) مضيفاً الصبر علي المرض مكفر للذنوب فهو من مصلحة المريض أكثر من قتله. 


اقرأ ايضاً
 


بلدية دبي توضح أسباب "القتل الرحيم" للحيوانات الضالة


خاص| هنا شيحة "ركلام" تائبة نهايتها القتل في "الديزل"