عام 1964، وتحديدا مساء يوم 6 فبراير، كان كل عشاق الغناء في العالم العربي، يجلسون أمام الراديو في انتظار بث أول اغنية تجمع بين القطبين الكبيرين أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، ظلت المحاولات لجمع أم كلثوم وعبدالوهاب في عمل فني واحد مستمرة منذ الثلاثينات، ولكن لم تفلح تلك المحاولات إلا في أغنية انت عمري، التي كتبها الشاعر أحمد شفيق كامل، والتي شهدت ميلاد الجملة الخالدة "عظمة على عظمة يا ست".

في تلك الليلة لم يكن الجمهور فقط هو المتأهب والمنتظر لها، بل عبدالوهاب نفسه، عبدالوهاب الذي أعد نفسه ليكون صاحب الأغنية الأكثر خلودا في تاريخ أم كلثوم، كان قد أعلن مغامرته الكبرى من خلال اللحن، وهو ما كان يقلقه بشده.

عبدالوهاب في لحن انت عمري قرر أن يستغل طاقة فرقة أم كلثوم من العازفين على أكمل وجه، فخصص لكل أله جمل موسيقية تلعبها منفرده "صولو"، فكان هناك "صولو" من نصيب عبد صالح عازف القانون وصولو من نصيب أحمد الحفناوي عازف الكمان وصولو من نصيب القصبجي، وصولو جديد من نصيب "عظمة" أو عباس فؤاد عازف الكونترباص في الفرقة، وهذا ما كان يقلق عبدالوهاب.

ولكن من أين جاءت تسميه عباس فؤاد باسم "عظمة"، التسمية جاءت من عبدالوهاب نفسه حينما كانوا في بروفات وسمع عبدالوهاب عباس فؤاد يلعب الصولو فقال له "دي حاجة عظمة خالص" وظل يناديه بـ"عظمة" حتى التصق به الاسم وأصبح لقبه في الفرقة ولمن حوله هو "عباس عظمة" أو "عظمة".

انفرج الستار وبدأت الفرقة في عزف المقدمة المشهورة للأغنية، وتوالت الصولوهات، وجاء دور صولو عباس فؤاد، فقدمه "عظمة" على أفضل ما يكون، قدمه كما لم يقدمه من قبل، ليهتف عبد الوهاب الذي كان واقفا في الكواليس " عظمة على عظمة يا عظمة".

وقتها سمع الهتاف أحد من الجالسين في الصف الأول ليكررها بصوت عالي مع تعديل بسيط بدلا من "عظمة على عظمة يا عظمة" حولها إلى " عظمة على عظمة يا ست" لتصبح الهتاف الأشهر في تاريخ أم كلثوم.

بعد انتهاء الحفل والست ام كلثوم تقف في وسط فرقتها قبل ان تغادر الخشبة سألت عباس فؤاد وقالت " هو عبدالوهاب كان بيقول عظمة على عظمة ليك ولا ليا؟" فأجابها على الفور " ليكي طبعا يا ست" فضحكت وردت عليه قائله " يا كدااااااب" ليصبح الهتاف الشهير في مسيرة أم كلثوم هو هتاف استحسان وتشجيع  من عبدالوهاب لعم عظمة أو عباس فؤاد عازف الكونترباص في فرقة ام كلثوم.