التوقيت السبت، 26 أبريل 2025
التوقيت 02:42 ص , بتوقيت القاهرة

"سيلفي" و"بوز البطة" بين النرجسية والجنون

كتبت- غادة قدري:

انتشرت على نطاق واسع حول العالم موضة التقاط الصور الذاتية أو ما يسمى بـ"سيلفي"، وهي صورة شخصية يقوم صاحبها بالتقاطها لنفسه ذاتيا، ثم يقوم بنشرها بعد ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، انستجرام، وغيرها) وعادة ما تكون هذه الصور عبارة عن صور عفوية لا تتسم بأية رسمية، ويقوم صاحبها بالتقاطها عبر الإمساك بآلة التصوير بيده وتوجيه الكاميرا إليه أو عبر توجيهها إلى مرآة عاكسة، إذا لم يتوفر الهاتف الذكي على كاميرا أمامية.



وعلى الرغم من مساهمة الشبكات الاجتماعية في انتشارها، إلا أن نشأة هذا النمط من الصور يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وذلك بفضل كاميرات براوني، حيث كان المصورون الذين يلتقطون تلك الصور الشخصية يستعينون بمرايا لالتقاطها.

ولقي هذا المصطلح انتشارا واسعا على المستوى العالمي بعد صورة السيلفي الشهيرة التي التقطتها ألين دي جينيريس في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانون مع أشهر نجوم هوليوود.

نرجسية
في حين يوصف الالتقاط المفرط للصور الشخصية بالنرجسية الزائدة، إلا أن هناك من يعتبره نوعا جديدا من التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن ظهرت تطبيقات خاصة بذلك على الهواتف الذكية، مثلما هو عليه الحال مع تطبيق سناب شات، فيما ظهرت مؤخرا موضة جديدة تتعلق بالتقاط صورا شخصية جماعية بدلا من الفردية.



اضطراب نفسي
وأشارت دراسة أجرتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي أن انتشار هذه الظاهرة بشكل واسع وحاد في صفوف بعض الشباب، قد يشير إلى الإصابة باضطراب عقلي لدى مدمنيها، لاسيما عندما يتجاوز الأمر إلى أن تصبح حالة مزمنة، وقد شخصت الدراسة حالة ناشط فيسبوكي فقد السيطرة على نفسه أمام رغبته الجامحة في تصوير نفسه على مدار الساعة، ومشاركة الصور في المواقع الإجتماعية، لـ6 مرات في اليوم على الأقل، والغريب فيما أشارت إليه الدراسة أن نسبة مدمني الصور السيلفي تصل إلى حد 17% بين الرجال، بينما لا تتجاوز 10% بين صفوف النساء، موضحة أن انتشار هذه الظاهرة يعد مؤشرا على الإصابة باضطراب عقلي لدى من يمارسها.

وأطلق القائمون على هذه الدراسة مصطلح "selfitis" على الاضطراب العقلي المشار إليه، والذي يوصف بأنه انعكاسا لرغبة جامحة في "التعويض عن انعدام الثقة بالنفس وفجوة في العلاقة الحميمة"، فيما لم تقدم الرابطة الأمريكية للطب النفسي حتى الآن حلولا لتجاوز هذا الاضطراب العقلي، الذي تفشى بوتيرة سريعة في السنوات القليلة الأخيرة، بفضل اتساع رقعة انتشار أجهزة الاتصال الذكية التي سهلت عملية التقاط الصور الذاتية ورفعها خلال لحظات في المواقع الإلكترونية.

اعتراف قاموس اكسفورد
وبنهاية عام 2013، كرس قاموس أوكسفورد الانكليزي المرجعي تعبير "سيلفي"، واعتبرها كلمة العام، كما أعطاها تعريفا مفاده أنها "صورة ملتقطة ذاتيا بواسطة هاتف ذكي أو ويبكام وتنشر على موقع التواصل الاجتماعي".

وقد التقط الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أيضا صورة من هذا النوع مع رئيسة وزراء الدنمارك هيله ثورنينج شميد، خلال مراسم تكريم الزعيم نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا العام الماضي.

 

بوز البطة

ومؤخرا انتشرت بين الشباب والفتيات موضة جديدة، وهي التقاط ما يسمى بسيلفي "بوز البطة"، وهو الأمر الذي لا يفهم الهدف منه، فربما هي دعوة للفكاهة، أو مشاركة لحظات سعيدة، أو السخرية بطريقة مضحكة، ولكن المؤكد أنه لا مدلول واضح لهذا النوع من الصور حتى الآن، إلا أنها وثيقة الصلة بالكاميرا، كأحدث "موضة" للتصوير وتشبه تماما "غمز العين والضحكة" أمام الكاميرا، إلا أنها قاصرة في الغالب على الفتيات، وهو ما يدفع البعض للتأكيد على أن الشاب عندما يلتقط لنفسه صورة "بوز البطة" فهو لا يريد إلا السخرية من الفتاة فقط.